المقالات

اعدام غيابي لمحمد الدايني تحقيق للعدالة أم ضمان لبقاءه في الخارج ؟

1087 21:17:00 2010-01-26

حميد الشاكر

لااعلم ماهي الحيثيات التي دفعت قضائنا العراقي في بغداد الى اصدار حكم الاعدام بحق الارهابي الهارب من وجه العدالة محمد الدايني غيابيا ، وبهذه الصورة المستعجلة والغير مسبوقة بقضائنا العراقي الجديد !!.كما انني لم افهم ماهو وجه الحكمة في اصدار حكم الاعدام على هذا المجرم الطائفي بينما هو لم يزل خارج العراق وبعيدا عن متناول يد القضاء والعدالة واجهزة الامن العراقية الوطنية ؟.لكنني ما يمكن ان أؤكد عليه وبلا ادنى تحفظ ان هذا الحكم بالاعدام الغيابي (( اعتقد )) انه سوف لن يخدم العدالة العراقية بصورة واقعية ، وربما اكون مخطئا في اعتقادي هذا ، ولكن على اي حال لي مبرر واحد يدفعني لشبه يقين ان حكم الاعدام الغيابي المستعجل بحق محمد الدايني ، سوف يخدم افلاته من العدالة ، وانزال حكم القصاص العادل به اكثر من خدمة مذكرة جلب الدايني الى العراق وتحقيق العدل على اي حال !!.

نعم في الكثير من فقرات القوانين الاوربية ، وكذا ايضا شرعة حقوق الانسان الاممية ، تمنع في بعض الحالات تسليم بعض المعارضين لسياسات دولهم ، او الى حكومات هذه الدول اذا تعرضت حياة المعارضين للتعذيب ، او تهددت بالاعدام حتى وان ادعت هذه الدول بان هذا المعارض ممارس للارهاب داخل اراضيها ، وذالك بسبب اعتقاد هذه المنظمات والقوانين الدولية ان المتهم :

اولا: سوف لن ينال احكام قضائية عادلة ومنصفة بحقه باعتباره معارضا وليس باعتباره مجرما .وثانيا : اذا كانت حياة المعارض تتعرض للخطر او كيانه يتعرض لحالات تعذيب لاانسانية ...الخ فان القوانين الاوربية تمنع تسليم هذا المتهم حتى في حال اصدار احكام اجرامية في وطنه بحقه !!.

وتحت هذين البندين راينا الكثير من الارهابيين المشهورين ( من مصر وغيرها ) على المستوى العالمي ، يتحصنون بقوانين اممية وتحت بند الشرعة الدولية لحقوق الانسان للافلات من محاكمات قضائية قد صدرت بحقهم في اوطانهم الاصليةومازالوا يتمتعون بالحماية الخارجية ، وهذا غير ان بعض الاحكام التي صدرت (( غيابيا )) بحق هؤلاء الارهابيين من قبل حكوماتهم وقضائهم قد منحهم جوازات لجوء سياسي وحماية قانونية باعتبار ان حياتهم مهددة بالاعدام سياسيا وجنائيا داخل اوطانهم الاصلية ، مما دفع هؤلاء المجرمين لاتخاذ احكام الاعدام الغيابية كذريعة اخرى لطلب اللجوء السياسي في البلدان الغربية !!.

والحقيقة وبغض النظر عن الجدل القانوني الذي ربما يثار في قضية امثال الدايني وهل هو ثابت انه ارهابي بحكم القضاء العراقي او غير ثابت بالنسبة للخارج العراقي وليس لداخله ؟.

وهل ان اجتهادي هذا هو قانوني او انه مجرد اشكال باعتبار عدم اختصاصي بقضايا القانون الدولي وقضاياه التطبيقية ؟.

لكن ، ومن خلال توقعي ، واعتقادي الذي يصب لصالح تحقيق العدالة لشعبنا العراقي ، والاقتصالص العادل له من قتلته من البعثيين والارهابيين المجرمين الهربين خارج العراق ، فانا اعتقد ان حكم الاعدام الغيابي ، الذي اصدره القضاء العراقي بحق محمد الدايني السفاك المجرم يبدو انه سيستغل كطوق نجاة لهذا المجرم اكثر منه انه سيصبح حبل مشنقة يحقق العدالة بحقه او يسحبه لداخل العراق والى سجونه !!!؟.

ويكفي هنا ان نشير الى : ان الاطراف الارهابية ، والبعثية المساندة لمحمد الدايني ، وامثاله من باقي المجرمين داخل العراق وخارجه والتي ستتحرك لتشكك بنزاهة القضاء العراقي اولا امام المحافل الدولية ، وثانيا لتجعل من حكم الاعدام الصادر بحق هذا الارهابي الخطير على اساس ان حياته غير مضمونة ابدا في حال عودته للعراق او استلامه من ماليزية ، وثالثا لتعارض حكم الاعدام مع قوانين الكثير من الدول الاوربية التي الغت عقوبة الاعدام او التي تراها عقوبة غيرؤ قانونية ،وميثاق حقوق الانسان الاممي الذي شدّد على الغاء هذه العقوبة .....الخ كل هذا سيجعل من حكم الاعدام للقضاء العراقي بحق الدايني وهو خارج العراق بالفعل طوق نجاة له وليس حبل مشنقة او مذكرة اعتقال مشددة تساهم في جلبه انتربوليا للعراق ليلاقي جزاءه العادل !!.

الان ربما يكون اجتهادنا هذا ليس واقعيا ولاهو قانونيا ...، بل هو مجرد مخاوف لااساس قانوني او سياسي لها من الصحة لكن مع كل ذالك يبقى سؤال ماهي الضرورة القصوى الذي دفعت القضاء العراقي باصدار حكم الاعدام على هذا الارهابي وهو لم يزل خارج العراق وبعيدا عن ايدي العراقيين وغيابيا على الجملة ؟.

ثم الم يكن اوفق وادرأ للشبهة ،وادفع لدخول المبررات الارهابية التي سوف تستغل من قبل انصار البعث والدايني في الخارج للافلات به من قبضة العدالة ، لو صبر قضائنا العراقي بتاجيل حكمه الغير نافذ اصلا لعدم وجود الدايني داخل العراق !!.أقول : اليس كان من الاسلس لطريق العدالة لو اجل قضائنا العراقي حكم الاعدام هذا بحق الدايني حتى جلبه من الخارج ؟.أم ان القضاء العراقي راي ان حكم الاعدام الغيابي سيزيد من رصيد جلب الدايني للعراق وللعدالة ليأخذ جزاءه العادل امام الشعب العراقي ؟.

واذا كان القضاء العراقي وهو يصدر حكم الاعدام الغيابي بحق الدايني متيقن من ان هذا الحكم سيحقق العدالة ويساهم بجلب المجرم الدايني ولايعيق عملية تسليمه للعراق ، وسوف لن يستخدم ذريعة لافلاته من الحكم ...... الخ ،فهل يستطيع قاضينا العراقي النزيه ، الذي اصدر حكم الاعدام الغيابي بحق الدايني ، ان يخرج هو او يخرج من ينوب عن القضاء العراقي ليشرح لنا : (( كيف ان هذا الحكم هو بصالح جلب الدايني من الخارج ، وانه سيكون بصالح العدالة ، وانه حكم مدروس من جميع الجوانب السياسية والقانونية الكاملة ؟)) .أم ان قضائنا العراقي ليس له اي علاقة بهذه المداخلات السياسية ، وليس له علاقة اذا كان حكم الاعدام الغيابي الذي اصدره بحق الدايني سيأخذ ذريعه لاحتضان حقوق الانسان لحياة الدايني أم لا ومن ثم افلاته من العدالةبل واعطائه اللجوء السياسي في بريطانيا او سويسرا كلاجئ سياسي تعرضت حياته للخطر ؟.

سانتظر كما ناديت في مقالي السابق (( اين المجرم البعثي محمد الدايني ياجماعة )) لارى هل سوف يعود الدايني او يُعاد للعراق ليلاقي مصير علي كيمياوي شنقا حتى الموت ؟.أم انني ساسمع صاعقة اعطاء المجرم محمد الدايني باسبورت اللجوء السياسي في احد الدول الاوربية ، بسبب حكم الاعدام الغيابي الذي اصدره قضاء العراق في بغداد بلا تفكير او حكمة او دراية ، او ربما بتواطئ مدروس لافلات الدايني من العدالة داخل العراق ؟.

لاتشكيك بنزاهة القضاء العراقي ، ولكن التشكيك بالذكاء والنوايا فهل هي حقا خالية من مؤثرات واختراقات البعث المجرم من داخل العراق لمؤسسات دولتنا العراقية الجديدة ؟.أم انه لامنبر داخل العراق بعيدا عن خباثة ومكر ودهاء بعثيي الخارج والداخل ؟.

شخصيا مازلت اعتقد ان حكم الاعدام غيابيا ، وبهذه العجلة والدايني خارج الوطن سيستغل لصالح الدايني في الخارج وليس لصالح الشعب العراقي في الداخل ، أما من يعتقد غير ذالك فالقادم من الايام هو الحكم وارجو من الله ان اكون مخطئا ، وان لايكون حكم الاعدام الغيابي لمحمد الدايني ظاهره الرحمة للشعب العراقي لكن حقيقته العذاب من الداخل !!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عمار الملا
2010-01-27
انه والله كلام منطقي جدا وانا ارجح ان يكون اصدار حكم الاعدام بالتواطؤ لانقاذ الدايني لان القضاء العراقي بصراحة غير نزيه تحية لك استاذ حميد
خوش ولد
2010-01-27
احب ان اؤكد للسيد كاتب المقال ان توقيت اصدار الحكم في هذه اللحظه قد جاء عن تفكير و حكمة و دراية كامله وأنه مرتب له وتم اصداره على ضوء الخبر الذي نشر عن قرب استلامه من السلطات الماليزية وكان الاجدر التكتم على موضوع استلامه حتى يصل الى السجون العراقية بس ويامن تحجي اذا المقابل مطفي
army
2010-01-27
ضمان لبقاءه في الخارج
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك