د.طالب الصراف
لا اريد بهذه المقالة ان اسرد احداثا تأريخية ولكنني في نفس الوقت لااريد ان اتجاهل تأريخ مكونات حضارتي الاسلامية والعربية ان صح التعبير, وهنا لا مناص لنا من الربط بين احداث الحاضر والماضي لكي يستطيع الكاتب استجلاء التجارب والعبر, فالحديث عن الماضي فقط لايقدم للاجيال الحاضرة الا الحقد والكراهية لان الذين كتبوا تأريخنا العربي والاسلامي اغلبهم ان لم يكن جلهم كانوا من الوعاظين للخلفاء وكتابا في سبيل ابقاء عرش الحاكم كما نراه اليوم في كتابات اغلب الصحفين العرب الذين اخذوا من مهنة الصحافة ارتزاق, بل ذهب بعض الحكام الى اكثر من ذلك حيث انهم امروا بتشيد مؤسسات كجمعية المؤرخين ثم تنتخب هذه الجمعية رئيس جمهوريتها رئيسا لها علماً بانه لم يقرأ من التأريخ صفحة واحدة. هذا مثال بسيط يظهر لنا ان الاجيال القادمة كيف تستلم الخبر. وفي نفس الوقت لانستطيع ان نقارن بين احداث الماضي والحاضر دون الرجوع الى الاحداث التأريخية السابقة ولكن الاهم من احداث الماضي والحاضر هو كيف يكون الكاتب نزيها في استقبال قراءة الاخبار الماضية وما يجري على الساحة في الوقت الحاضرلكي يصيغ ويطرح رأيا موضعيا عادلا تستفيد منه المجتمعات الانسانية في حل مشاكلها والاخذ بها الى مصاف الشعوب المتحضرة. فعلينا ان نتجنب النزوع الى العصبية القبلية والطاثفية التي جاء الاسلام الى محاربتها لا ان نعود الى الجاهلية العربية المقيتة واستخدام وسائلها التي جاء الاسلام لمحاربتها ومن جملتها التعصب القومي في سبيل اجتثاث الاخر وبارخص الطرق وقلب الحقائق والتزييف كجعل فترة الدولة الاموية رمزا للعروبة النقية الخالصة من شوائب الشعوبية في سبيل النيل من القوميات الاخرى, بينما الدولة الاموية اعتمدت على ابناء فارس في تنظيم دواوينها واصبح هؤلاء الفرس الذين اعتمد عليهم البلاط الاموي من المقربين للخلفاء امثال عبد الحميد الكاتب وابن المقفع وغيرهم من القوميات الاخرى, بل ان معاوية تحالف مع الروم اكثر من مرة خوفا من العرب المسلمين, وكل من قرأ في التأريخ قليلا سوف يرى من معاوية شخصية بركاماتية لاتعرف ولاتفهم من الاسلام شيئا كما قال ابو سفيان "تلاقفوها يا بني امية..." واليوم يريد ان يتلاقفها كل من صالح المطلك وظافر العاني والنجيفي وزعمائهم عملاء الصهيونية في السعودية ومصر الذين يتهمون ابناء العراق بان ولائهم لايران , وهل ان هنالك جريمة اذا كان المذهب الشيعي -العراقي المنشئ والتصدير- له ولاء من اية جنسية كانت سواء هندية وذلك لان الشيعة الهنود احبوا بيت النبي (ص) فاعتنق الكثير منهم التشيع وكذلك ابناء اندنوسيا وابناء ايران وابناء كردستان... ولا يعتقد المنصف ان هنالك منقصة عند هذه الشعوب لانها اعتنقت التشيع, اما يوجد شيعة في مصر والسعودية والجزائر واليمن وكل بقعة في العالم وهل هذا عيب ياظافر العاني والنجفي والمطلك فانتم تعرفون انفسكم انزر من لاشيئ في العدد والا لما ختلتم وتخاتلتم تحت عباءة اياد علاوي الشيعية لفظا والمرفوضة شعبا وعقيدة, وانتم تعرفون جيدا ان ابناء المنطقة الغربية ترفضكم رفضا تاما لانكم سببتم لهم مشاكل جمة مع نسيج المجتمع العراقي المتآلف والذي يجب ان يكون كالجسد الواحد ولكنكم اقحمتم فيه الطائفية والعنصرية وكل عوامل الفساد والفرقة التي غذتكم بها ايديولوجية البعث الصدامي. فانتم يا انصار البعث رفعتم شعار الوحدة ولكنكم تمزقونها يوما بعد يوم وقد ذهبتم ابعد من ذلك في مؤامراتكم في تمزيق وحدة الصف العراقي بواسطة الدعم العربي اللوجستي والمال السعودي, انتم الذين رفعت شعار الحرية وحولتموها الى قهر وقتل وفتك ودمار واما اشتراكيتكم فقصور صدام قائدكم للضرورة تشهد على ذلك وفضيحة المال السعودي لصالح المطلك والعاني تشهد على ذلك ايضا, وان اشتراكيتكم وعدالتكم الاجتماعية جعلت راتب الطبيب العراقي 3 دولارات شهريا في زمن الطاغية صدام.ان اكثر سياسي العراق يعرفون جيدا ان سلوك صدام هو نفس سلوك معاوية فهو مصلحي ونفعي بكل معنى الكلمة فاذا رأى ان مصلحته تقتضي التعاون مع من هوغيرعربي امثال مجاهدي خلق سوف يجعل منهم عربا اقحاح ويمنحهم درجات حزبية متقدمة في حزب البعث, وحين سفّر مئات الالاف من الشعب العراقي بحجة ان اصولهم ايرانية فانه منح رضا علي باوه اعلى الرتب الحزبية في حزب البعث لانه مجرم التعذيب في قصر النهاية ولم يسفره الى ايران فمعاوية وصدام وزبانيتهم لايأبهون في حدود الاسلام ابدا, فاذا اراد معاوية الاعتماد على قوات مخلصة له ولدعم حكمه تراه يخاطب قائد قواته في بلاد فارس: "عليك بابناء اصفهان" لانهم اصبحوا يقدسونه ويعتبرونه نبيا, فما هو الذي غير احوال النجيفي في ان يجعل القومية الفارسية عيبا ولكنها كانت شرفا له حين كانت اصفهان توالي معاوية؟ ويصرح على شاشات التلفزيون ان التدخل الايراني سلبي والتدخل التركي ايجابي- اني اجزم ان اصول النجيفي تحن الى اصلها التركي- والغريب انك اليوم تسمع ان معاوية بن ابي سفيان بطلا للعروبة والاسلام وهو الذي كان ضالعا في الفتنة التي طالب فيها بدم الخليفة عثمان في سبيل ان يوجه فيها اصابع الاتهام نحو الامام علي بن ابي طالب عليهما السلام, ثم تراه يرفع قميص عثمان واضعا له على منبر الخطابة ومعلقة عليه اصابع زوجة الخليفة عثمان, الا ان معاوية كان يعرف جيدا من هم قتلة عثمان وهو واحد من تلك الثلة المتآمرة عل قتله, كما ان السعودية والزمرة الموالية لها في العراق هي ايضا تعرف من هي القوى التي ساهمت في نهاية الدكتاتور التي كانت السعودية اهم طرف وممول بمليارات الدولارات لاسقاط صدام لا كرها له ولكن طمعا بالمال والحكم والجاه وارضاء لسيدهم جورج بوش الذي جعله الله سبحانه وسيلة لاسقاط الظلم في العراق بعد عزل صدام من المنظومة الدولية والانفراد به,"وما للظالمين من انصار" ثم قال سبحانه:"ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون". واما اليوم فاننا نسمع ان السيد المالكي هو الذي شنق المجرم صدام حسين وليس قوات الاحتلال التي لاتزال فاعلة في العراق واني متأكد ان السيد المالكي يتشرف بحكم الله وملبيا لقضاءه في التوقيع على اعدام مجرم الحروب وقاتل الشعب العراقي فهنيئا للسيد المالكي لانه نفذ حكم الله بقاتل الملاين ومرمل النساء وحارم الايتام من رعاية الاباء والامهات واهلك الحرث والنسل. لقد توقف معاوية عن الدفاع عن الخليفة عثمان بينما ذهب الامامان المعصومان الحسن والحسين للدفاع عنه حتى ان الحسن نتيجة دفاعه عن عثمان جرح احد خديه الطاهرين ولكن غضب الناس والتيار المعادي للخليفة ورؤوس الفتن المتآمرة عليه كانت تيارا جارفا امتدت ابعاده من مصر الى الى المدينة بالاضافة لتآمر معاوية بن ابي سفيان من الشام الى المدينة بل امتدت خيوط المؤآمرة على عثمان من مكة الى المدينة ايضا اشترك فيها كثير من الصحابة بل حتى النساء والموضوع طويل عريض لاتوجد دواعي للدخول في تفاصيله. ونحن نقول لمن يشن حملته المسعورة على التشيع امثال الوهابية والسعودية وعملاءهم في العراق بحجة اعدام زعيم الطائفة السنية الدكتاتور صدام حسين والذي صنعته المخابرات الامريكية والصهيونية كما صنعت ابن لادن, لاترموا الاخرين بحجر وابوابكم وشبابيكم من زجاج فلرمية واحدة ستجعلكم هشيما كما فعلت بصدام وان امر الله ليس ببعيد. نقولوا لكم ان دوركم من زجاج وانتم عراة وارجعوا الى انسابكم ان كنتم عربا افهل ابا حنيفة عربي او احمد بن حنبل الذي حملته امه في بلاد فارس(مرو) وولدته في بغداد, واي من هذه الاسماء التي اسست ونظرت وقننت المذاهب السنية تنتمي للعنصر العربي في شيئ من قريب او بعيد وهل انهم من الاصل الفارسي او شيئ اخر امثال البخاري الذي يعتبر صحيحه عند البعض بعد القرآن ام الرازي الكبير والرازي الصغير .وبالاضافة الى ذلك فان السواد الاغلب من الايرانيين في زمن معاوية غير شيعة حتى ان ابناء اصفهان كانوا يغالون بحبهم لمعاوية.وابناء العراق يعرفون جيدا ان النسبة الكبرى في ارتفاع نسبةعددية المذهب السني في العراق جاءت من الشعب الكردي والذي لم يعرف الطائفية المذهبية والسياسية, فما هو الاساس الذي يبني ظافر العاني وصالح المطلك والنجيفي عليه الجدار العازل للمذهبية السنية ؟. ان الابتزاز المذهبي جعل هذه المجموعة الطائفية حتى العظم والنخاع تتكلم وكأنها لسان حال مجتمع طائفي يسمى المنطقة الغربية وذلك منذ الاحداث التي حدثت بعد انهيار الدكتاتورية سنة 2003. الا ان ابناء ما يسميهم الطائفيون امثال العاني والمطلك ومن نهج طريقهم بالمنطقة الغربية يقارعون هذه الشعارات الطائفية المتخلفة التي رفعتها المجموعة الطائفية اعلاه وامثالهم لان ابناء تلك المناطق لم يلمسوا أي تمييز مذهبي من قبل ابناء المحافظات الاخرى ولم يشعروا باي عداء عنصري من قبل ابناء القومية الكردية رغم الشعارات الشوفينية الطائفية التي تطلقها وتنعق بها هذه المجموعة.والمراقب الى حركة وتركيبة المجتمع العراقي يرى ان ابناء العراق يترفعون عن الانغماس في احاديث الطائفية والعنصرية وهذا ما نادت به الاصوات الخيرة من شمال كردستان الى جنوب البصرة فالاكثرية العراقية بل مجمل ابناء العراق اليوم متكاتفون ومتعاونون فيما بينهم الا ثلة سياسية مرتزقة تتكلم بالعروبة وابناء العروبة منهم براء لما ارتكبوه من جرائم حين كانوا بطانة لعصابة صدام ثم ارتبطوا بعده بالمخابرات الاجنبية التي كانت تسيّر قيادتهم المقبورة المتمثلة بصدام وبرزان واليوم حسن كيمياوي الذين تصحبهم لعنة الله والتآريخ. وهؤلاء الذين كانوا بطانة لصدام تتبناهم اليوم السعودية دون خجل ولا حياء من قبل الطرفين لان السعودية هي نفسها تآمرت على صدام وجعلت من اراضيها ساحة لقوات الاحتلال ومطاراتها قواعد للقوات الامريكية لدك حصون صدام, واليوم تصبح السعودية مركزا لعصابات البعث الصدامي ورفع شعارات القومية العربية الفارغة من كل مضمون والتي هي صنيعة الفكر الصهيوني كما جاء في كتاب (فكرة القوميةThe Idea of Nationalism ) للفيلسوف هنس كوهن Hans Kohn , طبع سنة 1945 يقول فيه"ان القومية لم تأتي نتيجة للتكوين القبلي او العشائري او مجموعة مجتمعات شعبية او تجمع لاشخاص تربطهم علاقات ذات رحم او علاقات مشاعة بينهم, ولكن القومية انتاج جاء مع الثورة الصناعية وبزوغ الديمقراطية فهذه المفاهيم الثلاثة جاءت مع التطور الذي حدث في القرن الثامن عشر..., الا ان القومية هي اكبر مسئول عن التطرف في هذه الفترة من الزمن," ثم يضيف الكاتب "ان القومية ليست ظاهرة طبيعية ولا هي بانتاج خالد او من قوانين الطبيعة وانما هو نتيجة لعوامل نمو المجتمعات وعقلياتها في حقبة محددة من الزمن".وهذا فعلا ما تنبأ به الكتاب فالكثير اليوم من الذين ينتمون الى التيارات القومية العربية يشعرون ان الحركات القومية في احباط وانحدار ويتمنون الرجوع الى ايام المرحوم جمال عبد الناصر التي وصل فيها المد القومي اعلى درجاته ثم اخذ بالانحطاط الى يومنا هذا. وحين اقول شعارات قومية فارغة لأن عصر الرومانسيات القومية اصبح غابرا وهذا ما عاشته الجاليات العراقية في الغرب سواء كانت عربية او كردية حيث اصبح العراقي مؤهلا لاكتساب الجنسية الاوربية خلال خمسة سنوات. اما قادة الامة العربية ومن هرول خلفهم فلم يحققوا هدفا واحدا من اهدافهم التي رفعوها في الوحدة والحرية والاشتراكية: فالوحدة تعني تمزيق الامتين العربية والاسلامية كما شاهدنا بطل القومية المجرم صدام الذي اعتدا على الجمهورية الاسلامية وسفك دماء المسلمين لمدة ثمان سنوات قدّم فيها البلدان المسلمان مئات الآلاف من القتلى دون سبب باستثناء حب سفك الدماء واطاعة اوامر قوى الاستكبار ثم قام بطل العروبة بغزوه الثاني لأشقاءه العرب المسلمين في الكويت وفعل ما فعل, ولكن الامرّ والادهى من كل ذلك ان منظّر ومفكر البعث الذي يتباكى عليه ظافر العاني ويمجده ويفتخر بقيادته الدموية للعراق هتك كل حرمة ونشر كل مفسدة في العراق. واذا كانت اوربا تمنح الجنسية للعرب بمثل هذه السهولة فهل يعرف المواطن العربي الوحدوي ان المواطن العربي يقدم كل وسائل الاستجداء للحصول على تأشيرة الفيزا من بلد عربي اخر لاجل الزيارة واكثر الاحيان تحبط المساعي بالفشل لان جوازك عربي بينما تاخذ التأشيرة في مطار تلك الدولة العربية رغما عليها اذا كان جوازك اوربيا او امريكيا. والغريب ايضا اننا نجد ان Joe Biden جوزف بايدن نائب رئيس الجمهورية الامريكية يأتي متسابقا مع الزمن للتهوين من الاعتداءات التي قام بها ازلام صدام امثال ظافر العاني بحق الشعب العراقي ورئيس الجمهرية العراقية باستخدامه كلمات فضة سمجة تنتقد رئيس الجمهورية واخرى تهين المجتمع العراقي. الا ان جوزف بايدن يعلم جيدا ان التآمر على العراق بالاموال السعودية مستمرلآنقاذ هؤلاء المرتزقة امثال صالح المطلك وظافر العاني والنجيفي وبقية هذه الحثالة التي تركض خلف المال الحرام. الا ان ابناء الشعب العراقي يعرفون ان هذه الزمرة قد ساهمت مساهمة فعلية باراقة دماء الشعب العراقي ايام الطاغية صدام وايديهم هي التي ساهمت في سفك وهدر الدماء العراقية الطاهرة في ذلك الزمن سواء كانت نتيجة لحملاتهم الاعلامية او المخابراتية. ان هؤلاء الاشرار ليس لهم مكانا في العراق الجديد حتى لو استعملوا طرقهم الميكافيلية كالبراءة من حزب البعث العميل, فقد سبقهم في ذلك رئيس الجمهورية السابق وزعيم حزب البعث تنظيميا وعسكريا حين تبرأ من الحزب سنة 1963 الا وهو احمد حسن البكر مبررا براءته لانشغاله باموره البيتية ورعاية ابقاره حين اطاح به عبد السلام عارف ولكنه عاد حانثا مراوغا كما يروغ الثعلب بعد 1968 ليصبح رئيسا لجمهورية العراق وامينا لحزب البعث فحذاري من هؤلاء الثعالب فلا تنفع معهم براءة ولا توبة لأن طينتهم سبخة. وقبل جو بايدن اسرع مبعوث الجامعة العربية ومساعد امينها العام ونائبه السيد احمد بن حلي لانقاذ الطغمة الباغية في العراق الاشم التي تعمل سلطاته الثلاث بحزم وصبر وتوءدة بالتخلص من كل ازلام النظام السابق رويدا رويدا. اما الذين اخذوا الان من رئيس الوزراء السابق اياد علاوي مظلة للعودة والنفوذ ثانية, فانهم يحاولون استلام وتولي السلطة في العراق عن طريق الاموال السعودية والتماس والنفاذ للاكثرية المطلقة عن طريق استخدام شخصية محسوبة على الاكثرية الساحقة وذلك باعتبارعلاوي محسوبا عليها فهو يمثل الاكثرية المطلقة التي تأبى ان يكون ممثلها صنيعة لبطانة صدام. والاكثرية الساحقة ترفض ان يكون ممثلها حليفا للبعثيين الصداميين مهما كانت صفاته لان الاكثرية تعرف ان لا طريق للمطلك حتى عن طريق الاقلية الرافضة له ومن يلوذ به وباعتباره ايضا الراعي للاموال التي تدفعها السعودية. والحقيقة ان الاكثرية تسعى ان تأخذ وتحصل على حقوقها كما اخذ الاخوة الاكراد حقوقهم التي صانوها بامانة واخلاص, الاكثرية التي حجم تعدادها السكاني اكبر واكثر من دول الخليج مجتمعة لاتنتظر الحلول والصياغات المطبوخة في الخارج والتي تدفع ثمنها السعودية لتفتيت العراق وتخريب بنيته التحتية والاقتصادية والاجتماعية ومحاربة عقيدته الاسلامية. فاياكم من المرتزقة الذين باعوا ضمائرهم قبل ان يبيعوا العراق لاعداء العراق متمثلا بالتحالف الوهابي السعودي الذي غرضه تمزيق الامة بالتكفيريين والسلاح والمال الحرام, هذا التحالف المشبوه الذي يعمل ليل نهار مع الجامعة العربية وبعض اعضاء الادارة الامريكية وتقديم المال للخانعين والخاضعين للسعودية من اجل افشال واسقاط العملية السياسية في العراق.وكما ان السعودية-الوهابية احدثت شرخا في صفوف المسلمين وعلى وجه الخصوص بين المذاهب السنية منذ حركة محمد بن عبد الوهاب اذ نجد السعودية اليوم مستمرة في ذلك النهج فمرة تحشد كل طاقاتها لدعم صدام اثناء الحرب على ايران ومرة تقيم العزاء عليه وتعتبره بطلا قوميا كما يرثيه العريفي وامثاله في خطب الجمعة حين نالته يد العدالة لتقطع رقبته, عدالة الله والانسانية. ان الصحف السعودية والعربية اعلنت يوم الحزن على اعدام قيادتها الدكتاتورية المجرمة في العراق لا حبا في صدام وانما يحدوها الحقد الطائفي والشوفينة القومية والكره للقومية الكردية وغيرها من القوميات, وهكذا ترى الدور السعودي متلونا تلون الحرباء فمرة سعى لاسقاط صدام ومرة اخرى يندب صدام ويقيم عليه العزاء والبكاء حين يريد ان يبكي ويعزي. ان النظام السعودي يدور حيث تدور عوامل بقاءه في السلطة دون أي اعتبار ديني او قومي وان طرحه للشعارات القومية والدينية هي شعارات بركماتيه كلها تهدف لتعزيز السلطة السعودية الوهابية. فشعارتهم غير ثابتة تهتز في مهب الريح فهي التي ايدت صدام بكل عمل بشع قام به دون ان تستنكر حتى استخدامه الغازات السامة على ابناء العراق, ولكنها تآمرت عليه بعد ايقاف الحرب العراقية الايرانية لانتهاء مهمته التي رسمها له الغرب ثم بكت عليه يوم اعدامه واستخدمت الدين سلاحا في الحرب على العراق اذ شجبت اعدام صدام في ايام عيد الاضحى دون ان تأبه بكونه صدام رئيس العراق او امينا لحزب البعث.الا ان جوقة الطبالين من ظافر العاني والمطلك والنجيفي هرعوا مؤيدين لكل ما تدعيه السعودية التي كانت السبب في قتل زعيمهم وهم يعرفون جيدا ان السعودية اول من تآمرعلى صدام والامير بندر بن سلطان يشهد على ذلك. الا ان حقدهم العنصري والطائفي دفعهم الى ذلك دون تمييز واصبحوا كالذين طالبوا بقميص عثمان ليس وراء دعواهم الا الحقد والنيل من الامام علي (ع) وكان من بين اولئك عدد كبير ممن تآمر على عثمان, وكذلك الحال في يومنا هذا فالبعض يطالب بلحية صدام وهو نفسه قد اشترك وساهم بتقليمها وبالتآمرعلى رقبة صدام. فهل شاهد احد او سمع ان دبابة امريكية واحدة بل دراجة كهربائية دخلت العراق من الاراضي الايرانية.ايام حرب الامريكان على صدام؟لذا فان اذناب السياسة السعودية المتمثلة بعملائها في العراق يحاولون هم ايضا ان ينحوا منحى قيادتهم السعودية في الخبث والمواراة وتغير المواقف والمولاة حسب الظروف والمصالح واستلام الاوامر والتعليمات منها ومن اسيادها ساعة بعد ساعة بدلا من المقبور صدام الذي لعنه التآريخ. فهذه مجموعة الاذناب التي يمثلها ظافر العاني والمطلك هي خير من يمثل الاتجاه الانتهازي النفعي, وهي اليوم تطالب الاخذ بتطبيق تجربة اقليم كردستان قائلة:" ان الاكراد قد اصدروا عفوا عن الاكراد الذين تعاونوا مع صدام فلماذا لايصدر العفو عن البعثيين", كلام يحتمل القياس ولكن القياس نفسه يتخده الشيطان مرة ويتخذه الفقهاء مرة اخرى فاذا قلنا ان الاكراد استخدموا القياس نحو الخير فان البعثيين يريدون استخدامه نحو الشر وهذا واضح لكل من له ذرة من التحليل والمنطق للاسباب التالية(1) ان الاخوة الاكراد ليس لهم بُعد او عمق كردي دولي تآمري يستندون اليه كما يوجد عند مجموعة العاني والمطلك التي تساندها معظم الدول العربية الجوار وغيرها والتي عددها 23 دول او اكثر فالاكراد يتصرفون كقوة محلية تحاول ان تصلح وتعالج مجتمعا كرديا ناء بجهد الحروب سنينا طويلة وتحاول الان القيادة الكردية ان تاخذ بيده الى الامام , اما خفافيش الليل اذناب صدام فلهم انصار على مستوى حكومات دول عربية لها عداء مع ابناء الشعب العراقي لاسباب لاتحصى منها اديولوجية البعث واخرى الحقد الطائفي والكره القومي ولوجود مشاركة كردية فعالة في السلطة التي لاتقبلها اطراف محلية ودول عربية. ولولا التعاون مابين الاكراد وحلفائهم الشيعة لما ظهر تمثيل هذه الاطراف المتحالفة بهذه الصورة القوية العادلة والتأريخ يشهد على ذلك,(2) ومنها عوامل اقتصادية باعتبار العراق من الدول الغنية جدا في مخزونها الاحتياطي من النفط,(3) والاخطر من هذا وذلك مسيرة العملية الديمقراطية في العراق الجديد والتفاهم الستراتيجي والايديولوجي بين العرب والاكراد وبين المذاهب الاسلامية المخلصة للعقيدة الاسلامية لا الوهابية التي بنتها المخابرات الاجنبية والاستشراق منذ عشرات السنين.نعم, الاخوة الاكراد قالوا نصفح عن الاكراد الذين تعاونوا مع نظام صدام لاسباب معاشية واقتصادية ولكن قادة الاكراد وضعوا خطا احمرعلى شكل علامة ضرب لكل كردي تلطخت يده بدماء ابناء الشعب العراقي- مثلما يضع هذه العلامة في هذه الايام ابناء بغداد والبصرة وغيرهما من المدن العراقية بالخط الاحمرعلى ظافر العاني وجوقته - كما ذكر السيد فؤاد معصوم في جريدة الشرق الاوسط سنة 2006 العدد 10050:"ادارة الاقليم اصدرت بيانا بالعفو العام عن كل الذين قاتلوا مع قوات النظام السابق او تعاونوا باستثناء من ارتكب جرائم ضد المواطنين الذين لهم الحق الشخصي بالشكوى عليهم, وهؤلاء احيلوا الى القضاء, وهكذا وجدنا ان الكثير من هؤلاء شاركوا معنا في الانتفاضة ضد النظام السابق مع اننا قررنا منذ البداية ان لايرشح للانتخابات كل من تعاون مع النظام السابق",اذن ومن قال ان بقية ابناء العراق لايريد حذو القذة بالقذة للاخوة الاكراد في ان يمنع كل من تعاون مع النظام السابق من الترشيح للانتخابات وخاصة ان من بين المرشحين من وقف مع صدام ضد الانتفاضة الشعبانية ان لم تكن يده قد عذبت وسفكت دماء الابرياء من ابناء الشعب العراقي. واضاف السيد فؤاد معصوم ان هذا الاجراء صدر قبل قانون اجتثاث البعث الذي جاء بعد العفو, فالاخوة الاكراد حزموا وحسموا امرهم في اجتثاث البعث قبل تقنينه. والحقيقة ان بقية انحاء العراق لم تحصد ما حصدته كردستان من تطهير صفوفها من الشيفونية الصدامية حتى هذه اللحظة, والسبب ان قياداتهم السابقة بقيت تنتظر ماذا يقول احمد بن حلي وماذا يقول جوزيف بايدن وماذا تقول السعودية وكل يوم لنا تصريح هنا وهناك للمجاملة واضعاف حق الاكثرية الساحقة من التمتع بحقوقها, اما اليوم فالشعب العراقي يرى ان خطاب الاكثرية يحاول ان يضع النقاط على الحروف كما تريده العملية الديمقراطية والدستور العراقي. ولا شك ولا اشكال ان الكثير من ابناء العراق يتمنون العيش مثلما يعيش اشقاؤهم في كردستان الذي يتمتع الى حد ما بالاستقرار والتعمير وبناء البنية التحتية المستمر.ولا بد من الاشارة هنا الى ان من يسعى لوحدة العراق بل حتى وحدة شعوب المنطقة عليه ان يتخلى عن الشعارات القومية الشوفينة والاحتماء بالاخرين الذين هم اعداء وليس اشقاء, لان اللغة لم توحد الشعوب فالله عز وجل حين زود بها اغلب الحيوانات لانها وسيلة للنطق وليس اكثر من ذلك مما دعى علماء المنطق لتعريف الانسان بكونه حيوان ناطق أي اكثر ادراكا من بقية الحيوانات نتيجة لوجود العقل لا اللسان. وبالعقل لا اللغة توحدت اوربا والتي يمكن القول عنها بشكل اجمالي ان لكل دولة اوربية لغتها الخاصة بها ولكنهم وحدوا القارة الاوربية. والدول الاوربية المختلفة اللغات بكل ما تعني الكلمة توحدت بالتعارف والتفاهم والحضارة والاقتصاد لا بالسيف والتكفير والقتل. واذا اردنا وحدة العراق فعلينا ان نطرح شعارات امة عربية واحدة شعارات القرن الثامن عشر التي جلبت الويلات للشعوب التي لم تأتي الا بالشوفينية سواء ماشهدناه في الحرب العالمية الاولى والثانية او الاعتداء على ايران او غزو الكويت او العداء الشوفيني للشعب الكردي والعداء الطائفي الذي ينحو كل يوم بتصريح او شعار فمرة يقول حارث الضاري:" لانقبل باقل مما كنا عليه"!, ومرة يستنكر طارق الهاشمي على المالكي لرفعه الحصار عن مدينة الصدر ولايستنكر رفعه في مناطق غربية اخرى او لايستنكر اطلاق سراح الالاف من المجرمين الذين تعاونوا مع التكفيرين والقاعدة بل هو السبب في اخراج الالاف من هؤلاء المجرمين التكفيريين.؟وعليكم يابناء الوسط والجنوب الحذر من المظلة التي رفعتها السعودية للسيد اياد علاوي لا من اجل عينيه بل باعتباره من الاكثرية وهو بعيد عنها كل البعد والاكثرية تنآى عنه نفسها بمعنى الكلمة منذ ان كان رئيسا للوزراء وليس الآن الذي اصبح فيه لايمثل شيئا الا نفسه. والشئ الذي يحير البعض انه كيف جمعت الارادة والادارة الاجنبية بين الاطراف المتناقضة في كل خلفياتها؟ ولاتزال تدافع عن طائفيتها وعنصريتها لتكريس تمزيق وحدة العراق ولارضاء ساداتهم ال سعود خدمة الصهيونية والمحافظين الجدد, ولكن يبدو انهم يتبعون سياسة عميلهم صدام "نفذ ثم ناقش" وقد طوروا هذا الشعار اليوم بطريقة اخرى "فجر ثم طالب". وهذا هو اسلوب ظافر العاني وصالح المطلك والنجيفي وكل من تظلل تحت مظلة العنصرية والطائفية فهم محترفون في المواراة والكذب والخداع ولهم لاعب يحركهم كادوات الشطرنج وينفذون له ما يأمرُ دون نقاش او استفسار .اما ابناء كردستان وابناء بقية العراق الذين مازل تحالفهم كما كان قبل صدام فانهم جميعا يتقدمون نحو الامام بخطوات يعززها الدستور العراقي ترهب اعداء العراق وذلك بتوحيد اهدافهم ومشتركاتهم كالوحدة الاوربية التي لم توحدها اللغة بل وحدتهم المدنية والحضارة والاطمئنان والاحساس اتجاه الاخر حتى لو تأخذ وقتا حثيثا لتكن وحدة صلبة صلدة كالوحدة الاوربية التي بذل المخلصون من ابناءها جهودا شاقة ومستمرة منذ 1950 الا انهم في الاخير حصدوا ثمارها, وخاصة ان ابناء العراق هم شعب واحد لولا تدخل السعودية واسيادها والدول السائرة في ركابها. ولقد فشلت تجاربهم الوحدوية كما حدث ما بين سوريا ومصر لان الحكومات العربية غير مؤمنة ولامعتقدة بها وانما تستخدمها للاستهلاك والشعارات لتهزأ بشعوبها,وانهم يريدون افشال تجربة التلاحم بين الشعب العراقي, ونحن اليوم نشاهدهم يتخبطون في اشعال الفتنة بين الشعب الواحد كما هو الحال اخيرا في اليمن الذي تدخلوا بشؤونه الداخلية بشكل سافر وكذلك ما يدور في الباكستان وافغانستان. ان ابن لادن الذي صدرته السعودية بالتعاون مع المخابرات العالمية لزرع الفتنة بين ابناء البلد الواحد كما شاهدنا ما فعله الزرقاوي وبقية الوهابيين من تكفير وقتل لابناء العراق, فعليكم ان توحدوا صفوفكم قبل ان تكونوا ضحية لغيركم فعدوكم يبحث عن كبش فداء كما وجد معاوية قميص عثمان في السابق ذريعة ليتهم خليفة وامام المسلمين علي بن ابي طالب (ع) من اجل سرقة الحكم وعدوكم اليوم يستخدم لحية ورقبة صدام والفرق بين الماضي والحاضر انه لاتوجد دولة ذات سطوة لتردع معاوية بن ابي سفيان انذاك ولكن امريكا اليوم موجودة لردع السعودية التي هي الشريك الاول في قطع رأس صدام الاجرام. وهل تستطيع شلة العاني والضاري والنجيفي ان تطالب السعودية وجورج بوش بدم صدام كما طالب معاوية بعض الصحابة والامام علي(ع)بدم عثمان؟. ورغم ان وحدة اوربا اصعب واكبر حجما وعددا الا انه يمكن الاخذ بها كمثال لتكريس العزم والاصرار على وحدة ابناء الشعب العراقي الواحد رغم وجود التكفيريين والعنصريين اعداء وحدة الشعب العراقي بين صفوفكم. ولا ننسى ان هنلك من يسعى لاعادة امثال صدام لزعامة العراق لانه خرج عن السرب العربي العنصري الدكتاتوري ولان الشعب العراقي يؤمن بانه لا فرق لعربي على اعجمي الا بالتقوى الا ان الجامعة العربية التي هي عبارة عن واجهة للحكام السعوديين والمصريين يبذلون الغالي والنفيس في عودة عراق شوفيني طائفي لينضم الى فريق الجامعة العربية الخاسر في كل مبارته ومناوراته من اجل وحدة زائفة ولو بين الحكام والامراء والملوك دون شعوبها. ولا تجعلوا حاطبي الليل الذين يقولون ما لا يدركون ثم يحاولون الاعتذار دون جدوى, لا تجعلوا هؤلاء يتشمتون بتجربتكم ويقولون ان الشيعة والاكراد وبقية القوى الخيرة من كل المذاهب والقوميات قد فشلوا في ادارة البلاد, وقد قال مثل هذا حارث الضاري سليل معاوية بن ابي سفيان وابن عم العريفي الذي يصفه السعوديون الوهابيون انفسهم بانه غلام مأبون كيزيد بن معاوية والكلباني واللعين عثمان الخميس الذي يتكلم بعقلية الجهلة والاطفال:"لو اعطوني الحكم اسبوعا واحدا لم اجعل الشيعة يدخلون الحرم"هذا قمة علماء الوهابية التي اسستها المخابرات اللانكليزية عن طريق العميل الجاسوس محمد بن عبد الوهاب قبل اكثرمن 200 سنة ثم يذهب الضاري وامثاله لنيل العون والمساعدة على ابناء بلده او يظهرعلى شاشة التلفزيون يخاطب الامريكان متوسلا قائلا:"لقد جربتم المجرب وفشلتم معهم وما عليكم الا ان تجربوننا" بعد ان حدثت الانشقاقات بينه وبين رفاقه فتركه اقرب حلفاءه وعاد الى العراق وهذا مصير القتلة الظالمين كما جاء في محكم كتابه سبحانه:"ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم وان الظالمين لفي شقاق بعيد". والنصر للقيادات العراقية المخلصة للدين والشعب والوطن على القوم الظالميين, وما النصر الا من عند الله.
د.طالب الصرافلندن 26-01-2010
https://telegram.me/buratha