مصطفى مهدي الطاهر
لاشك ولا ريب ان انتفاضة شعبان العظيمة في عام 1991 شكلت منعفطا تاريخيا متميزا في تاريخ العراق بل انها اعظم واهم واخطرانتفاضة عرفها تاريخ العراق بعد ثورة الامام الحسين عليه السلام لانها انبثقت على اعتى دكتاتور في تاريخ البشرية قاطبة وعلى ابطش عصابة حكمت العراق بالحديد والنار حيث كانت تحصي على الشعب انفاسه وزرعت الفرقة والفتن والضغائن بين الشعب وحولت كل مؤسسات الدولة كالمدارس والمستشفيات والجيش وغيرها الى اوكار امنية وتجسسية تعمل ليل نهار ضد الشعب, طبعا هذه المؤسسات فيها الكثير من الشرفاء واباة الضيم لكن على الرغم من ذلك فان العصابة العفلقية حولتها الى دوائر امنية لها تدور في فلكها حيثما تدور عازمة على تحويل الشعب الى عبيد لها يستحيون النساء ويقتلون الرجال والولدان متى شاءوا. فغدت بيوت المواطنين الابرياء عرضة للمداهمة حتى وهم نيام, واصبحت الناس تختطف من الشوارع واماكن اعمالهم وتساق الى دهاليز السجون المرعبة, بل ان العصابة العفلقية داست وتخطت على كل القيم والمباديء الشرعية والاخلاقية والاجتماعية واقترفت مالم تقترفه العرب في الجاهلية بالاعتداء وبختلف صنوف الاعتداءات على النساء الشريفات الطاهرات فلم يتورعوا من اغتصابهن وامتهان كراماتهن بينما كان الجاهليون يانفون من الاعتداء على المرأة ويعدون ذلك عيبا وعاراعظمين.
امام هذه الاعتداءات المشينة وغير المبررة بالاضافة الى ادخال البلاد في حروب لاطائل منها ماكان امام اباة الضيم من الشعب العراقي الا ينتفضوا فاعلونها من مدينة الفهود العزيزة في محافظة ذي قار انتفاضة مدوية في صبيحة يوم الخميس الثامن والعشرين من شباط 1991 والموافق للرابع عشر من شهر شعبان المعظم ومع سعتها وانتشارها ووصولها من اقصى الجنوب حتى تخوم بغداد بل انها وصلت الى بعض احياءها وكذلك انضمام محافظات كردستان اليها الا انها لم ترق عمدا قطرة دم بريئة واحدة بل انها ولسمو اخلاق المنتفضين لم يبسطوا يد الاذى لكثيرين من رفاق عصابة الطاغية المقبور, اي على العكس تماما مما يدعيه الان بوق صدام المقيت ظافر العاني من ان المتنفضين قتلوا جنودا عراقيين مواصلا بذلك ماكان يطلقه من اكاذيب وتدليس وشتائم من على قناة الجزيرة القطرية ضد المعارضة وقبل ايام معدودة من اسقاط العصابة العفلقية المجرمة. وللاسف الشديد يكافيء هذا العفلقي بمنصب وراتب اعلى مما كان في زمن الطاغية المقبور.
اذن كانت الانتفاضة في جوهرها وغايتها هي دفاع عن النفس وذودا عن الشرف والمقدسات التي كانت العصابة العفلقية تتعمد امتهانها واذلالها حتى وصل الامر الى منع الناس من ممارسة شعائرهم الدينية. فهي انتفاضة مشروعة بكل المقاييس فحق لها ان توصف بالانتفاضة بل الانتفاضة العملاقة, فما بال السيد القاضي الحمامي يسميها مرارا وتكرارا .. احداث.. بل انه قال مخاطبا المشتكي ..ان مايسمى بالانتفاضة.. وكل من يعرف اللغة العربية ان هذا التعبير يعني عدم القناعة بالمسمى!! ظننت في باديء الامر ان القاضي قد زل لسانه لكنه عندما قال عبارة..مايسمى بالانتفاضة..تيقنت ان الرجل يعي ويعني مايقول.
الانكى في الامر انه عندما يتم بث المحاكمة يكتب في الشريط الاخباري.. محاكمة ازلام النظام البائد على قمعهم الانتفاضة الشعبانية ..وكذلك ان محكمة الجنايات العليا قد عنونت الملف تحت عنوان..قمع الانتفاضة الشعبانية..بينما رئيس المحكمة الخاصة بهذا القضية يقلل من شان الانتفاضة ولا يسميها باسمها!!!, الامر الذي يحز في نفوس المنتفضين ويؤذي ذوي شهداء الانتفاضة وانا واحد منهم.ان من واجب محكمة الجنايات العليا التوقف مليا عند هذه المسالة وتصحيح هذا الخلل احتراما لارواح شهداءنا وافتخارا باعظم انتفاضة مرغت انوف الظالمين في وحل الذل والهوان وعبدت الطريق نحو الخلاص من الطاغية اللعين وعصابته الباغية.
https://telegram.me/buratha