محمود الربيعي
عندما يفسد المؤمن لن تفيده السياسة ولا الأحزاب، وعلى المؤمن السياسي أن لايؤثر فيه الفساد السياسي والحزبي، وعندما يختار المؤمن طريق السياسة لابد له أن يتحلى بالتقوى ونكران الذات، وعليه أن يعمل لأجل الناس، فالواجبات الكثيرة التي تقع على عاتقه وهو يؤدي رسالته الوطنية تستوجب منه أن يكون رقيباً على نفسه، كما يجب عليه أن يكون مسقيماً ومنضبطاً وإلاّ فإن من الأجدر أن يعتزل السياسة ليستريح ويريح.
إن العمل السياسي للمؤمن عمل شاق يختلف كثيراً عن عمل غير المؤمن لان غير المؤمن تُسَّيِرُهُ أخلاقيات مختلفة تماماً، فهو مستعد لركوب الحرام والسلوك المنحرف، وله القابلية على التخطيط والتلون لإيقاع الآخرين في مهالك، وهو مستعد لأن يقتل، ويسرق، ويفجر، فـإتجاه مثل هذا النمط ليس له ضوابط أخلاقية محددة، وإنما يتصرف بدافع الرغبة في السلطة والحكم وجمع المال وتحقيق كل ماله مردود ونفع لنفسه ولحزبه على حساب حقوق الآخرين، وهذا مالايتفق مع سلوك المؤمنين ومناهجهم.
فالمؤمن عليه أن يكون إنسانياً ووطنياً مخلصاً قبل كل شئ، لايقرب الحرام ولايشهد الزور ولايركب موجة الخيانة والفساد، وعليه أن لاتتلطخ أياديه بدماء الأبرياء، وعليه أن لايأكل المال الحرام ولايعتدي على أعراض الناس، وطريقه الى تحقيق أهدافه السامية شائك وشاق وصعب، ويختلف تماماً عن مسلك المنحرفين.
لذا لابد للمؤمن السياسي أن يسلك طريق الحق بالتقوى والخوف من الله ومحاسبة النفس على كل مايفعله تجاه الناس والمجتمع، وأما إذا لم يتمكن المؤمن من صيانة نفسه من الإنزلاق والوقوع في المهالك فلن تنفعه لا السياسة ولا الأحزاب في اليوم االذي يلاقي فيه ربه، ذلك اليوم الذي تجتمع فيه الخلائق يوم الحساب، قال تعالى " يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا " من آية 158 من سورة 6 الأنعام.
https://telegram.me/buratha