الشيخ الدكتور خالد عبد الوهاب الملا
أتحدث إليكم اليوم في هذه المقالة عن برنامج بثته القناة العراقية الحكومية التابعة لشبكة الإعلام العراقي وأنا متعمد أن أقول عن قناة العراقية هي حكومية باعتبار مسيرتها الحيادية ومعالجاتها للقضايا والأحداث وهي تنظر لجميع الفرقاء العراقيين بمسافة واحدة ولربما تظهر على شاشتها المعارضين للحكومة الحالية أي لحكومة الوحدة الوطنية الأخ حيدر الملا نموذجا وهذا شيء رفيع في مستوى الشفافية التي نعيشها والتي سوف أتحدث عنها في هذه السطور لهو دليل على ذلك ولكي أكون موضوعيا وشفافا مع الإخوة القراء الكرام
دعوني أعود إلى عنوان الحلقة المسماة ب (تحت اليد ) وهي من الحلقات المتميزة والصريحة والواقعية والفضل في ذلك يرجع إلى الإعلامي اللامع السيد عدنان الطائي وهو يقدم هذه الحلقات وكأنه فارس في المعركة يقودها بجدارة!!!!! نعم هي معركة كان يقودها أصحاب السلطة الرابعة لأجل المساهمة في بناء العراق وجلب المكاسب لأبناء الشعب وتطبيق حرية الرأي وكشف الحقائق والتي كانت مفقودة قبل 2003 تماما ولأجل أن تساهم هذه السلطة في بناء العراق الجديد ورفاه أبناء شعبه الذي حرم من حق الحياة لسنوات عجاف حيث الحاكم الأوحد الذي لا يستطيع احد أن يقول له لا ويأتي هذا البرنامج الذي عرض يوم الخميس الموافق (21/1/2010) وكان الضيف هذه المرة رئيس وزراء العراق السيد نوري كامل المالكي وهنا لا أريد أن أخوض بكل ما دار في تلك الحلقة لكني أريد أن أتحدث إلى أولئك الذين يمجدون النظام السابق وفي مقدمتهم ظافر العاني ومشتقاته نعم الذين يدافعون عن النظام الذي ذبح شعبه ويترحمون على أيامه ويتشدقون بالحديث من هنا وهناك وينتقصون من العملية السياسية وقادتها لأقول لهم هل يستطيع احد أن يقول لرأس النظام السابق إن قصرك الجمهوري أو الرئاسي يا سيادة الرئيس قد ملأته بأهل العوجة أو تكريت مثلما قال الأخ عدنان الطائي لرئيس الوزراء بأنك يا دولة الرئيس ملئت مكتبك من أهل كربلاء والناصرية ولو قالها لرأس النظام السابق ماذا سيحدث له!!!!! بل لأهله!! وعشيرته!! وجده الرابع عشر !!! ماذا لو قال هذا الصحفي لراس النظام السابق إن دخولك للكويت قد جرَّ علينا المصائب كلها وجعلنا منعزلين عن المجتمع الدولي وبسببك دخل الأمريكان وبسببك ضاع البلد وبسببك قتل الناس وبسببك أهدرت الخيرات وماذا لو قال وقال وقال ما هي نتيجة الأخ عدنان الطائي نعم هذا هو الفرق بين السابق وبين العراق الجديد انك تتكلم بحرية وتعبر عن رأيك بصراحة وانتم أيها الباكون على الماضي وتتمنون عودته اعلموا إنكم أول المذبوحين إذا وصل الطغاة إلى السلطة إذن يا من تطبلون للماضي نقول لكم بان حريتنا هي أعظم منجز ومكسب حققناه فحين تستطيع أن تقول ما تريد هذه هي العزة والفخر والحياة حتى لا يتسلق المجرمون علينا من جديد .أيها العراقيون مع كل السيئات والأخطاء والتلكئات الموجودة خلال سبع سنوات لكننا نعيش في أجواء جديدة وواجب علينا أن نحافظ عليها وهي الطريق الوحيد لبناء مؤسسات الدولة التي تعرضت للهدم خلال سنوات مضت من حياة العراق وهذا ما يخيف الأخر و يخيف بعض دول الجوار وبعض الدول العربية والذي يحمل بعض إطرافها القومجية الزائفة والتي تريد من شعوبها أن يكونوا عبيدا أذلاء لا قيمة لهم ولا حقوق بل واجبات يقومون بها طوعا أو كرها ومن هنا أسأل سؤالا؟ هل يستطيع إعلامي أن يتحدث إلى ملك أو أمير أو رئيس أو حاكم عربي أو إسلامي بهذه الصراحة والشفافية فيقول له هل ستحكم بلدك أربع سنوات أخرى فالشعب ربما يا سيادة الرئيس يريد وجها جديدا غيرك ماذا لو قال هذه الكلمات بحضرة ذلك الحاكم الفذ من المؤكد لا يستطيع ذلك الإعلامي أن يقول ما بخاطره وبالتالي نحن في نعمة كبيرة حينما نستطيع أن ننتقد الحاكم أو الوزير أو المسؤول أو يستطيع الحاكم أن يقول أخطاء قد وقع بها هو وحكومته وهذا ما يسمى بالحرية الحقيقية ليست حرية حزب البعث العراقي الذي رفعها كذبا وزورا و مارس العنف بجميع أشكاله ضد الشعب فقطع الألسن والأذان واعتدى على القريب والجيران فلم يسلم منه الصديق والعدوان هذه حرية مكذوبة أنا أتكلم عن الحرية في العراق الجديد مع أننا مع جعل ضوابط صارمة إلى هذه الحرية وعدم انفلات مفاهيم الحرية ونحن نتابع عشرات القنوات الفضائية وهي تتهم المشاركون في العملية السياسية حتى في أعراضهم وشرفهم هذا ما قاله خالد المعيّني على قناة الرافدين وهو ينزع شرف الناس منهم لأنهم أرادوا بناء العراق بعد أن هدمه حزب البعث من قبل ولا ادري بأي مسوغ استطاع أن يتهجم بهذه الطريقة المنحدرة نعم نحن مع الحرية لكن ينبغي أن لا نصل إلى هذا المستوى الوضيع فنشكك بإعراض الناس وأخشى أن يكون المتحدث بيته من زجاج!!تحت اليد برنامج يضع الجميع تحت المسائلة والاستجواب المعبر عن إرادة الشعب العراقي ودون تخوف من احد مهما كان ذلك الإنسان حتى لو كان كبيرا في الحكم نعم ثقافة النقد قد تُرفض من قبل البعض وهم قليلون ولكن هذا الرفض من قبل البعض الذي لايزال يعيش مخلفات الماضي السحيق والذي كان يسحق كل من يقف ليتصدى إلى أخطاء النظام وما أكثرها ولذلك نرى مديرا عاما لدائرة من دوائر الدولة يرفض أن يوجه له نقد ومقابله نرى رئيسا للدولة يتقبل النقد وهذا موجود في مثل هذه الأجواء ولكن الأصل أننا نستطيع أن ننتقد الخطأ في وقت كنا نعظم الخطأ ولا نستطيع أن ننتقد وإذا انتقدنا فنحن أما طريقين إما السجن أو الموت فهذا مكتسب عظيم علينا كعراقيين أن نحافظ عليه بكل ما نستطيع حتى لا نرجع إلى الوراء فالوراء صعب ومظلم وخطير هبوا كي نؤسس لحياة الحرية ونثبها في أرشيف حياتنا حتى لا يتسلط علينا دكتاتور جديد وأشيد بالروح الديمقراطية التي تمتع بها السيد نوري المالكي وكذلك الإعلامي البارع السيد عدنان الطائي وكل مسوؤل يقبل النقد والاعتراض والى تحقيق الأماني لكل العراقيين
الشيخ الدكتور خالد عبد الوهاب الملارئيس جماعة علماء العراق فرع الجنوب
https://telegram.me/buratha