ليث عبد الكريم الربيعي
البراءة التفاف على الدستور
دعت الحكومة العراقية المرشحين للانتخابات من الذين شملتهم قرارات حظر المشاركة كونهم على ارتباط بحزب البعث الصدامي، إلى إعلان براءتهم منه وإدانتهم لجرائم وآثام نظام صدام البائد، وهي فرصة لهم حسبما قالت الحكومة لممارسة حياتهم الطبيعية والاندماج في المجتمع العراقي. وفي قراءة سريعة لمضامين هذه الدعوة نكتشف وبسرعة ممارسات الحكومة الرامية إلى الالتفاف على كل البرامج والمبادئ التي صيرتها منفذة لارادة الشعب، فضلا على التجاوز الكبير على الدستور الذي خرجنا للتصويت عليه في يوم العرس العراقي الكبير، السؤال الذي يمكن أن يطرح في هذا المجال هل إن الحكومة تعتقد بان البراءة ستجتث البعث الصدامي، وهل أن التبرؤ عن آثام الجريمة يطهر المجرم، فإذا ما دعونا الصداميين اليوم للتبري عن ما اقترفوه من جرائم ابادة جماعية فابشروا يا أيتام ويا أرامل ويا ثكالى بالقادم، فاليوم النظام الصدامي المجرم وغدا الزمر الارهابية والتكفيرية، وان غدا لناظره قريب.هذه الدعوة على سذاجة مدعيها وتفاهة عقله الباطن والظاهر وعدم شعوره واحساسه بالام وجراح ضحايا المقابر والانفال و و وغيرها، اقول على الرغم من كل ذلك بدت جبانة ولا ترقى الى ردع المتبجحين بظلم واضطهاد غالبية الشعب العراقي، فها هو المطلك يصف قرارات المساءلة والعدالة المستندة الى الدستور بالحماقة الكبيرة والتي لا يمكن تخيلها حتى في الاحلام مستغربا من اقصاءه واعوانه عن الانتخابات وانه قتل للديمقراطية في مهدها حسبما صرح به، وطال لسانه لينتقد ويشفق على بايدن واقتراحه الذي جشمه عناء قطع الاميال من الكيلومترات والكثير من الحوارات المكوكية والذي طالبه باعلان البراءة عن "حزب البعث" قائلا "انه تم توريطه بالموضوع لان كلمة التبرؤ من البعث معيبة وفق ثقافته، وفيها امتهان لكرامته"، وهو اعتراف صريح وجدير ان يحاسب عليه وفق المادة السابعة من الدستور العراقي، هذا اللسان الطويل والذي اخرسته قرارات الهيئة في الايام السابقة عاد الى اسطوانته الصدامية المشروخة مع مجيء بايدن الى العراق، فيوم الامس كان المطلك سيد الشاشة العربية وظهر على جميع الفضائيات حتى انه لم يجد الوقت الكافي لتغيير ملابسه او حلق لحيته او حتى الصحو من سكرته التي جعلته يكيل الاتهامات جزافا لكل العراقيين كونه استبعد من الانتخابات، وكأن الانتخابات لن تتم الا بوجوده البشع.على الحكومة العراقية الاصرار على موقفها وان تدع القوانين تاخذ مسراها ومجراها، ولا تدخل انفها فيما لا صلة لها به، علنا نوفق هذه المرة فقط باقصاء من اقصانا ولسنين ليس عن الحياة السياسية فحسب بل عن الحياة الكريمة والرغيدة.
https://telegram.me/buratha