المقالات

نظرة في خطاب السيد عمار الحكيم

924 11:47:00 2010-01-25

مصطفى مهدي الطاهر

استمعت الى قسم من الخطاب الاخير لزعيم المجلس الاسلامي العراقي المفوه وقد اسعدني هذا الخطاب الذي ينطوي على الكثير من النقاط المضيئة ولكنها في ذات الوقت تحتاج لتسليط الضوء عليها اكثر لكي تتبلور الى فعل على ارض الواقع بما يخدم الوطن والمواطن في الحاضر والمستقبل , فقد كان سماحته شجاعا وجريئا الى الحد الذي جعله يصرح تصريحا لالبس فيه ان المجلس ارتكب اخطاءا وليس من العيب ان يعترف المرء باخطاءه بل ان التراجع عن الخطأ فضيلة ولا شك عندي ان هذا الاعتراف هو في الواقع قوة وليس ضعف للمجلس ولزعيمه على وجه الخصوص , بل اؤكد ان مصارحة الشعب هي مصدر قوة وصمام امان لكل كيان يجعل منه ركنا ركينا في نظامه الداخلي . دعا سماحته الى تشخيص العدو ولعمري انه اصاب كبد الحقيقة لان عدم تشخيص العدو يعني كالرامي بلا هدف وما يحصد من فعله غير العناء وهدر سهامه بلا طائل ولكن واللعنة على لكن هذه ان مانراه ونسمعه يجعل من هذا الكلام بعيد كل البعد عن الواقع, حيث نرى ان وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة منشغلة فقط في اظهار الحكومة مسؤولة عن كل مايجري من اخفقات وانتكاسات وتخبط مع ان الحكومة هي حكومة توافقية مؤلفة من جميع الكتل والكيانات وخصوصا الكبيرة منها فكون رئيسها من حزب معين لايعني بالضرورة انه هو الذي يتحمل المسؤولية لوحده, لذا فان داب وسائل الاعلام وهنا لااقصد تلك التي تعادي العملية السياسية الجديدة والتي تريد ان ترجع العراق الى زمن الدكتاتورية المقيتة وهي لاتكل ولاتمل من التفتيش عن كل مايأمن لها ذخيرة لمواصلة التشنيع على العملية السياسة ومحاولة اظهارها بمظهر سيء والايحاء للناس ان زمن الدكتاتورية هو افضل من الان, بل اعني تلك التي تعود لاحزاب وكيانات تؤمن بالعملية السياسية الحالية ولكنها وجهت جهودها بالاتجاه الخاطيء ونسيت او تناست العدو الحقيقي للوطن والمواطن الا وهو الحزب العفلقي مما ولد ارباكا وحيرة لدى المواطن فغدى لايدري ايصوب سهمه نحو الحكومة ام الى العفالقة وحلفائهم التكفيريين!! لذا اهيب بكم ياسماحة السيد عمار ان تلزموا وسائل الاعلام الخاصة بكم على تاجيل تسديد سهامها لغير العفالقة لان العدو متربص بنا جميعا وقد تناسوا خلافاتهم واختلافاتهم وتوحدو في جبهة واحدة من اجل ارجاع العراق الى ماقبل الفين وثلاثة سجن كبير تمتهن فيه كرامة الانسان العراقي وانسانيته, فالوضع الان لايسمح تحت اية ذريعة انتخابية كانت او غير انتخابية ان تتوجه وسائل الاعلام تلك الى النيل من الذين يؤمنون بالعملية السياسية الجارية ولو بالهمز واللمز لان المستفيد الوحيد من تفرق كلمتكم هم العفالقة ومن يقفون من وراءهم من خلف الحدود, أعلم ان للعملية الانتخابية مقتضياتها وتتطلب منكم اظهار مساويء الخصوم السياسيين ولكننا في ظرف استثنائي يتطلب منكم وضع مصلحة البلاد وشعبها فوق كل اعتبار اخر, كذلك تطرق زعيم المجلس الاعلى الى وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ولطالما تمنيت انا شخصيا ذلك ولكن ماهو مفهموم الشخص المناسب!!؟ هل المداح الصداح ام الذي يمتلك قدرة هائلة في تغيير جلده في اليوم اربع وعشرين مرة والذي يجيد التحذلق ويعطي من طرف اللسان حلاوة؟؟ اعتقد ان الشخص المناسب هو من يمتلك خلصتا النزاهة والكفاءة معا بحيث ان انتفاء احداهما او كلاهما ينفي صفة - مناسب-عنه او عنها , فتوفر النزاهة دون الكفاءة يعني هدر الجهود والاموال والزمن في غير محالها , وتوفر الكفاءة دون النزاهة يؤدي بالتاكيد الى خلق الفساد السياسي والمالي والاداري اي انه بالنتيجة يؤدي الى ضياع الوطن والمواطن, وهنا اقول هل جميع الاشخاص الذين انضووا تحت الائتلاف الوطني والذين اعرف الكثير منهم هم ممن ينطبق عليهم شعار الشخص المناسب في المكان المناسب؟؟ انا شخصيا لاارى ذلك فلا زالت العلاقات الشخصية وعوامل اخرى تلعب دورا محوريا في عملية الترشيح وليس عامل الشخص المناسب في المكان المناسب. وطبعا هذا لايقتصر على الائتلاف الوطني بل كل الكيانات الاخرى ولكنني هنا اعلق فقط على هذه الجزئية من خطاب السيد عمار الحكيم سدده الله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد الله الحسيني
2010-01-26
مقال رائع ومفيد جدا .. حيا الله هكذا اقلام تسعى لرص صفوفنا واليقظة من اعداءنا المتربصين بنا.. سلمت يداك وحيا الله روحك الطاهرة ايها الطاهر.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك