مصطفى مهدي الطاهر
استمعت الى قسم من الخطاب الاخير لزعيم المجلس الاسلامي العراقي المفوه وقد اسعدني هذا الخطاب الذي ينطوي على الكثير من النقاط المضيئة ولكنها في ذات الوقت تحتاج لتسليط الضوء عليها اكثر لكي تتبلور الى فعل على ارض الواقع بما يخدم الوطن والمواطن في الحاضر والمستقبل , فقد كان سماحته شجاعا وجريئا الى الحد الذي جعله يصرح تصريحا لالبس فيه ان المجلس ارتكب اخطاءا وليس من العيب ان يعترف المرء باخطاءه بل ان التراجع عن الخطأ فضيلة ولا شك عندي ان هذا الاعتراف هو في الواقع قوة وليس ضعف للمجلس ولزعيمه على وجه الخصوص , بل اؤكد ان مصارحة الشعب هي مصدر قوة وصمام امان لكل كيان يجعل منه ركنا ركينا في نظامه الداخلي . دعا سماحته الى تشخيص العدو ولعمري انه اصاب كبد الحقيقة لان عدم تشخيص العدو يعني كالرامي بلا هدف وما يحصد من فعله غير العناء وهدر سهامه بلا طائل ولكن واللعنة على لكن هذه ان مانراه ونسمعه يجعل من هذا الكلام بعيد كل البعد عن الواقع, حيث نرى ان وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمكتوبة منشغلة فقط في اظهار الحكومة مسؤولة عن كل مايجري من اخفقات وانتكاسات وتخبط مع ان الحكومة هي حكومة توافقية مؤلفة من جميع الكتل والكيانات وخصوصا الكبيرة منها فكون رئيسها من حزب معين لايعني بالضرورة انه هو الذي يتحمل المسؤولية لوحده, لذا فان داب وسائل الاعلام وهنا لااقصد تلك التي تعادي العملية السياسية الجديدة والتي تريد ان ترجع العراق الى زمن الدكتاتورية المقيتة وهي لاتكل ولاتمل من التفتيش عن كل مايأمن لها ذخيرة لمواصلة التشنيع على العملية السياسة ومحاولة اظهارها بمظهر سيء والايحاء للناس ان زمن الدكتاتورية هو افضل من الان, بل اعني تلك التي تعود لاحزاب وكيانات تؤمن بالعملية السياسية الحالية ولكنها وجهت جهودها بالاتجاه الخاطيء ونسيت او تناست العدو الحقيقي للوطن والمواطن الا وهو الحزب العفلقي مما ولد ارباكا وحيرة لدى المواطن فغدى لايدري ايصوب سهمه نحو الحكومة ام الى العفالقة وحلفائهم التكفيريين!! لذا اهيب بكم ياسماحة السيد عمار ان تلزموا وسائل الاعلام الخاصة بكم على تاجيل تسديد سهامها لغير العفالقة لان العدو متربص بنا جميعا وقد تناسوا خلافاتهم واختلافاتهم وتوحدو في جبهة واحدة من اجل ارجاع العراق الى ماقبل الفين وثلاثة سجن كبير تمتهن فيه كرامة الانسان العراقي وانسانيته, فالوضع الان لايسمح تحت اية ذريعة انتخابية كانت او غير انتخابية ان تتوجه وسائل الاعلام تلك الى النيل من الذين يؤمنون بالعملية السياسية الجارية ولو بالهمز واللمز لان المستفيد الوحيد من تفرق كلمتكم هم العفالقة ومن يقفون من وراءهم من خلف الحدود, أعلم ان للعملية الانتخابية مقتضياتها وتتطلب منكم اظهار مساويء الخصوم السياسيين ولكننا في ظرف استثنائي يتطلب منكم وضع مصلحة البلاد وشعبها فوق كل اعتبار اخر, كذلك تطرق زعيم المجلس الاعلى الى وضع الشخص المناسب في المكان المناسب ولطالما تمنيت انا شخصيا ذلك ولكن ماهو مفهموم الشخص المناسب!!؟ هل المداح الصداح ام الذي يمتلك قدرة هائلة في تغيير جلده في اليوم اربع وعشرين مرة والذي يجيد التحذلق ويعطي من طرف اللسان حلاوة؟؟ اعتقد ان الشخص المناسب هو من يمتلك خلصتا النزاهة والكفاءة معا بحيث ان انتفاء احداهما او كلاهما ينفي صفة - مناسب-عنه او عنها , فتوفر النزاهة دون الكفاءة يعني هدر الجهود والاموال والزمن في غير محالها , وتوفر الكفاءة دون النزاهة يؤدي بالتاكيد الى خلق الفساد السياسي والمالي والاداري اي انه بالنتيجة يؤدي الى ضياع الوطن والمواطن, وهنا اقول هل جميع الاشخاص الذين انضووا تحت الائتلاف الوطني والذين اعرف الكثير منهم هم ممن ينطبق عليهم شعار الشخص المناسب في المكان المناسب؟؟ انا شخصيا لاارى ذلك فلا زالت العلاقات الشخصية وعوامل اخرى تلعب دورا محوريا في عملية الترشيح وليس عامل الشخص المناسب في المكان المناسب. وطبعا هذا لايقتصر على الائتلاف الوطني بل كل الكيانات الاخرى ولكنني هنا اعلق فقط على هذه الجزئية من خطاب السيد عمار الحكيم سدده الله.
https://telegram.me/buratha