محمود الربيعي
لابد للبرلمان العراقي أن يكون خالياً من كل العناصر التي تدعو الى العنف والإرهاب، كما لابد له أن يكون خالياً من كل الجهلة الذين يتقمصون ثياب المثقفين ويلبسون لباس السياسيين على الوجه الكاذب، ونحن نتسائل هل أن جميع من يجلس تحت قبة البرلمان يصلح لإن يمثل هيبة الدولة أوقِيَمَها الإنسانية والوطنية؟ أم أن هناك نفراً منهم يعملون سراً، ويكيدون كيداً ويسعون سعياً لبذر الشقاق والنفاق في قلب العملية السياسية ؟
إن الواجب الوطني والشعبي يحتم التخلص من كل العناصر التي أتضح من خلال سلوكها السياسي والبرلماني أنها لاتصلح أن تكون ممثلة لشعبها بل يصح أن يقال عنها أنها تمثل الطبقة الدسيسة بين صفوف البرلمانيين، ولابد من طردها والتخلص منها.
كما أن الواجب يحتم أيضاً التخلص من العناصر الجاهلة التي لاتمتلك تأريخ سياسي وفهم جدلي وبعد مدني سياسي ينطلق من فكر حضاري متمدن وقيم سياسية معتدلة يعمل من أجل مشروع دولة ديمقراطية تستطيع أن تتفاعل مع العناصر الجديدة لقيم الدولة الديمقراطية الفتية الفاضلة.
ومن جهة ثانية فإن على الجماهير أن تكون أكثر وعياً وأكثر علماً وأكثر تقييماً للشخصيات التي ستختارها لتمثيل عراق آمن متقدم، وإختيار أعضاء قادرين على التفاعل مع العلوم والقيم الإنسانية وقادرين على بناء مجتمع سليم يتعايش على أسس من الحرية والعدالة والمساواة والإنصاف بعيداً عن الإقصاء والنزعات الدكتاتورية سواء على مستوى الأفراد أو مستوى الجماعات.
إن المرحلة المقبلة لابد أن تشهد تغيّراً نوعياً في الخيارات الشعبية والممارسات الديمقراطية من أجل دولة ديمقراطية قوية ومتماسكة تقلل من الفوارق بين الطوائف والطبقات والعناصر التي تشكل المجتمع العراقي، وتتمكن من أن تعين على تشكيل برلمان وحكومة وأجهزة متنامية القدرة تستطيع توفير الأمن والحياة الحرة الكريمة، وهي مسؤولية كبيرة وليست هينة يتحملها كل مواطن عراقي غيور.
وفي الأخير نأمل من رؤساء الكتل والأحزاب العمل على توحيد الصفوف ونبذ الفرقة وتقريب وجهات النظر وتخليص العراق من التدخلات الأجنبية والإقليمية وعند ذاك فقط سنصفق سوية وندعو معاً لدوام الموفقية والحياة السعيدة الحرة الكريمة.
https://telegram.me/buratha