المقالات

الشهيد مهدي الحكيم ... رائد الوعي الحركي التغييري في العراق

1471 00:37:00 2010-01-21

ابو ميثم الثوري

الحديث عن الشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم يتيمز من وجوه عديدة ولحاظات كثيرة واعتبارات غير قليلة فهو اول شخصية اسلامية تؤمن بالتحرك الاسلامي التغييري وواجهت السلطة البعثية الجائرة منذ ستينات القرن الماضي من جهة كما انه اول شخصية يواجهها النظام ويحاول تشويهها على امل اعتقالها واعدامها من جهة ثانية وهو اول شخصية من اسرة المرجع الديني الاعلى الامام محسن الحكيم تعلن استعدادها لتغيير النظام بوقت مبكر من جهة ثالثة.الوعي الاسلامي الحركي المبكر للشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم ميزه لكي يكون في مقدمة طلائع الحركة الاسلامية في العراق ليضع اول خطوات التغيير والتخطيط لاسقاط النظام الاجرامي في بداياته قبل ان يستحكم ويصبح من الصعب اسقاطه بالطرق الممكنة والمتوفرة.كان الشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم من اوائل رواد التحرك الاسلامي في العراق وكان يفكر بشكل مميز قد يكون سابقاً لزمانه واقرانه ولعله استشرف الخطر الطائفي منذ أمد بعيد وخطورته على النسيج الاجتماعي والمذهبي في العراق بل وكان التحذير مبكراً من خطر الطائفية ونبهت مرجعية الامام الحكيم الى ذلك بحسب ما اشار اليه الشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم في مذكراته نقلاً عن والده الامام محسن الحكيم "ان امام الحكيم لا يفهم الطائفي بمذهب الحاكمين ، بل بممارسة الطائفية ،فلعل أقطاب الحكم كافة من السنة ولم يمارسوا الطائفية افضل لديه من حكم شيعة كافة ويمارسون الطائفية"وضمن السياق نفسه يصف الشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم عبد الكريم قاسم بصفات تعكس عن الوعي المتقدم والمتألق والنباهة السياسية العالية للشهيد نفسه فيقول " لم يكن (عبد الكريم قاسم) يملك حساسية طائفية ولا حتى دينية وكان يجلس مع المسيحيين وكأنه أحدهم فلم يكن عنده أحساس ديني او مذهبي فهو ليس بشيعي وليس بسني وليس بمسلم وليس بيهودي فهو عراقي وهذا الامر جعله لا يملك تحيزاً لجهة شيعية او سنية"يبدو ان ضريبة التصدي المبكر وثمن المواجهة العنيدة مع النظام البعثي كانت باهظة جداً للشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم وهو لم يتردد في المواجهة مهما كان الثمن فادحاً لاعتقاده ان الموقف الشرعي والوطني يحتاج الى تضحية واقدام وشجاعة وهو يدرك بشاعة ودنائه البعثيين وجرأتهم على ممارسة ابشع اساليب التشويه الجسدي والمعنوي لمن يناهضهم ويعارضهم.ولما شعرت السلطات البعثية بتنامي الوعي الاسلامي في العاصمة بغداد خاصة بعد حضور الشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم الفاعل وتحركاته المتسارعة على كافة طبقات الشعب العراقي ولم يستثن منهم الضباط والسياسيين والجامعيين حاولت توجيه ضربة استباقية له عبر اذاعة بيان باذاعة بغداد في السابع من حزيران 1969 يتهم الشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم بالجاسوسية مع طلب القاء القبض عليه في اخطر تصعيد حكومي ضد المرجعية الدينية وطلائعها من رواد الوعي الاسلامي الحركي وفي مقدمتهم الشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم.مارس النظام ابشع اساليب الاغتيال السياسي والحسدي ضد هذه الشخصية الاسلامية العلمية الكبيرة التي استطاعت بوقت مبكر من تشخيص معالم التغيير واستشراف عوامل التأثير في وقت كانت الحوزات العلمية في كل العالم مترددة في الدخول في العمل السياسي او تعتبره من المحرمات الكبيرة لرجالات الفقه والحوزة والعلم.ولما فشل النظام البعثي من اغتياله سياسياً ومعنوياً عبر الاتهام الباطل بالتجسس من اجل محاصرته واحراجه واشغاله بالدفاع عن نفسه ورد الشبهات ودفع الاتهامات ابتكر النظام وسيلة اخرى لاغتياله جسدياً والانتظار فرصة اكبر تتوفر لمحابراته الاجرامية لتنفيذ عملية اغتيال منظمة ومبيتة.لم بستطع النظام ملاحقة السيد العلامة الشهيد مهدي الحكيم في بلد اقامته بريطانيا لحسابات سياسية ومخاطر تترتب على استهدافه داخل بريطانيا وكان يترقب النظام اية فرصة لخروج السيد الشهيد مهدي الحكيم خارج بريطانيا بغية متابعته واغتياله.ولست اميل الى الرواية التي تقول بان السيد الشهيد العلامة مهدي الحكيم قد تم استدراجه الى الخرطوم لمؤتمر اشرف عليه حسن الترابي لكي تسارع المخابرات العراقية لتحقيق اهدافها الشريرة باغتياله فان المخابرات العراقية كانت متوزعة في كل سفارات العراق في العالم وهي تترصد حركة الشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم ولا تحتاج الى عملية استدراج عبر دعوته الى حضور مؤتمر في الخرطوم لانه كان من السباقين للحضور في اغلب مؤتمرات العالم ومحافله لكي يحرك الضمير العالمي مدافعاً عن شعبه وفاضحاً الظلم السلطوي البعثي الذي تمارسه السلطات ضد الشعب العراقي.ورغم ما قيل او يقال فان السيد مهدي الحكيم كان يستغل كل محافل العالم ومؤتمراته لكي يعبر عن مظلومية شعبه وفضح النظام الاجرامي في العراقي وكانت فرصه حضوره في العاصمة السودانية الخرطوم خطوة لتحقيق هذه الاهداف التي كان يناضل ويقاتل من اجلها الشهيد العلامة مهدي الحكيم فاستجاب لهذه الدعوة لحضور مؤتمر شعبي اسلامي فلم يمهله النظام طويلاً فارسل بعض ازلام عصاباته الى السفارة العراقية في العاصمة السودانية حتى نفذ جريمته الاثمة ضد الشهيد العلامة السيد مهدي الحكيم بالخرطوم في 17 كانون الثاني 1988.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك