ميثم الثوري
ثمة حقيقة لا غبار عليها ولا يمكن اخفاؤها باستحياء وهي دور الواقع الاقليمي في التأثير على العملية السياسية في العراق ايجاباً او سلباً.لا يتحرك العراق بمفرده ولا يتطور او يستقر بمحض ارادته ورغبته فاصبح الشأن العراقي مؤثراً ومتأثراً بمحيطه العربي والاقليمي.والمفارقة العابرة في هذا السياق هي ان كل مصائبنا ومذابجنا كانت تجري في العراق وسط صمت عربي واقليمي واصبح كل ما يجري في ذاك الوقت هو شأن داخلي لم يحرك ضمير الاشقاء او الاصدقاء سواء ما حصل في الجنوب العراقي والاهوار او في حلبجة والانفال.واما اليوم فاصبح كل شىء في العراق يؤثر او يتأثر في محيطه العربي والاقليمي وقد حشد الكثيرون من الاشقاء والاصدقاء استعداداتهم لمراقبة الواقع العراقي الجديد وما ستتمخض عنه الانتخابات القادمة ونتوقع ان يكون التفاعل الاقليمي والعربي مع المشهد الانتخابي العراقي القادم اكثر واقوى من التطورات الانتخابية في لبنان..واما الموقف ازاء كل هذه التطورات والاستحضارات الاقليمية والعربية المشحونة بالمخاوف والهواجس فهل الاستسلام والخضوع ام الحذر والتعامل بذكاء وحكمة.هناك تعويل اقليمي على عودة المعادلة السابقة الى الحكم ولو عن طريق اللعبة الديمقراطية والخداع الانتخابي وادخال اكبر عدد ممكن من ازلام البعث الصدامي في البرلمان القادم كمحاولة لضرب العملية السياسية من الداخل.ومواجهة هذه المحاولات ينبغي ان يكون بوعي وحكمة وحسم وحزم دون التصعيد مع الجوار الاقليمي والعربي واستعارة العنتريات السابقة من النظام السابقة واستعداء الجميع واعلان قادسيات متعددة الاتجاهات وفتح اكثر من جبهات في وقت لا نستطيع تأمين شبراً واحداً من حدودنا او حماية مدننا وعاصمتنا.والحل الايجابي الحكيم هو تفعيل قانون المساءلة والعدالة كمؤسسة دستورية وفتح قنوات التفاهم والحوار مع المحيط العربي والاقليمي دون استعداء صارخ وفتح جبهات حرب يكون الخاسر فيها العراق وشعبه.ان الاحتواء والحوار والتفاهم السبيل الكفيل لحل الازمات وتخفيف الهواجس الاقليمية والعربية واما التعميم والخلط باستعداء الجميع فلا يجلب للعراق ولشعبه سوى المعاناة والكوارث والمأساة
https://telegram.me/buratha