بقلم : ناجي لطيف العسكري
يتكون العراق من ثلاثة أقسام أو طبقات متميزة من المواطنين، الطبقة الغنية جداً، والطبقة الفقيرة جداً، والطبقة الوسطى التي تشكل الحال الوسط. إن الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة تتصف هذه الطبقتين على الأرجح بالجشع والخوف وعدم الشعور بالأمان. فالطبقة الغنية لا تعرف شيئا غير الحكم، والطبقة الفقيرة لا تعرف شيئا غير الطاعة أما الطبقة الوسطى فمن المرجح أن يكون لها أعداء أقل من الطبقتين الأخريين. وتتصف الطبقة الوسطى بالانصياع للعقل والانضباط والاعتدال وتكون أقل عنفاً وطموحاً وطمعاً من الطبقتين الأخريين.
الدول التي تتشكل من الطبقة الوسطى تستطيع حماية الغني من طمع الفقير والفقير من جشع الغني ومن خلال العقدين التي عاشها العراق فقد تعلم الفرد العراقي أن الحل من جميع المشاكل التي يمر بها هي تكوين مجتمع مدني بعيداً كل البعد عن التسيس الجماعي لجماهير وبذلك يخلق مجتمعاً ديمقراطياً يصب كل طاقاته من اجل خدمة هذا البلد,على الرغم أن العرب سبقوا العالم في العديد من العلوم ومنها العلوم الاجتماعية كما في كتاب ((المقدمة))لابن خلدون إلا أن المجتمع المدني كمصطلح مع مرور السنين قد اندثر كما اندثرت كثير من المعاني، لهذا يعتبر مصطلح المجتمع المدني مصطلح أوربي قديم تمت صياغته خلال النصف الثاني للقرن ال18 وذلك بعد تخلصهم من الاستبداد وتحويلهم إلى مجتمع ديمقراطي,فكل الظروف التي مرت بها العديد من الدول الغربية يمر العراق بها لان, لكن لم يتغير الواقع العراقي لحد لان.بعد التخلص من حكم حزب واحد لعراق وبعد احتلال بغداد دخلت العديد من الأحزاب والتيارات إلى العراق وبذلك انشقت الوحدة العراقية وصار انتماء المواطن العراقي حسب الحزب الذي ينتمي إلية لا وطنيته.في كل البلاد هنالك العديد من الأحزاب والتيارات ولكل حزب أو تيار العديد من المناصرين والمؤيدين لهذا الحزب أو ذاك وهذا حق مشروع لكل مواطن وهي عملية ديمقراطية ولكن لكون هذا التجربة جديدة على المواطن العراقي بعد حكم دكتاتوري يتمثل بحزب واحد فقد ظهرت العديد من الأخطاء في هذا التجربة الديمقراطية ونحن نشاهدها بوضوح في الانتخابات حيث يبدأ كل حزب بالتسقيط في الحزب المنافس وبكل الطرق الشرعية والغير شرعية .ولكن بعد الانتخابات الماضية فقد أصبح المواطن العراقي على وعي تام وفقد عرف العديد من الحقائق وسوف تكون هذه التجربة الانتخابية تجربة ديمقراطية على مستوى عالي من الوعي من الطرفين المرشحين والناخبين وسوف تكون كلمة الفصل لمواطن العراقي في من يمثله في المرحلة القادمة.
https://telegram.me/buratha