بقلم:فائز التميمي.
منذ عقود والى الآن ونحن نسمع غربان البعث مثل ظافر بإتهام الحركة الإسلامية عامة والمجلس وبدر خاصة بالعمالة لإيران علماً بإنه كان للمجلس حضور قوي في سوريا وفي بريطانيا.والسيد مهدي الحكيم (قده) كان الرمز الذي لا يستطيع أحد ان يتجاهله ولا يستطيع أحد أن يخفي حسده مرة وغبطته منه مرة أخرى. على الرغم من انه لم يُعرف عنه أنه سكن إيران بل كان من دعاة الفصل بين الحرب العدوانية لصدام على إيران والقضية العراقية العادلة لما إشتباه الأمر على كثير من العرب بحيث لم يميزوا بين المعارضة العراقية ومشروعها والحرب المفروضة من قبل نظام صدام ولا يمنع أن تكون هنالك نقاط إشتراك في بعض جبهات القتال. فقد إستعانت بريطانيا بجهود الحزب الشيوعي أيام الحرب العالمية الثانية فلم نسمع من يقول يعمالة الحزب الشيوعي لبريطانيا.ولمن يتهم المعارضة بأنها عميلة لإيران ليته اخبرنا عن دولة واحدة كانت تقبل ان يجاهد فيها العراقيون ضد النظام سواءً سياسياً ناهيك عن الكفاح المسلح سوى سوريا وبمحدودية لطبيعة موقف الدول العربية من المعارضة العراقية. فالأردن سلم الشهيد السبيتي أحد قيادي حزب الدعوة الى العراق وأعدم ناهيك عن التنسيق الامني الكامل بين دول الخليج والعراق ضد المعارضة العراقية حتى أغتيل معارضين في لبنان والإمارات وحتى في باكستان والسودان حيث سقط السيد مهدي الحكيم رحمه الله مضرحاً بدمائه في العاصمة الخرطوم وليس في طهران.فلو قيض للسيد محمد باقر الحكيم (قده) ساحة للنضال في الدول العربية لذهب إليها مسرعاً ولكن ما حيلة المعارضة التي سُدت بوجهها أبواب الدول العربية إلا ما ندر!!.
وفي سنة 1985م كان هنالك مؤتمر للشباب المسلم في بريطانيا في قاعة جلسي كولج وكان ضمن الحضور السيد الشهيد وكان يلبس لباس الأفندية مع غطاء للرأس وكان واقفاً قرب الباب فسألت أحد الأخوان عن عدم حذرنا وتساهلنا في أمر حماية رموزنا فإن وقوفه قرب الباب يسهل عملية إغتياله فقال لا أظن بأن هنالك من يفكر في الإغتيالات وتذكرت مقولة لأحد قادة المقاومة الفلسطينية في السبعينيات أبو داود حيث يقول كنت أختار موقع جلوسي بحيث يكون وجهي في مقابل الباب التي يدخل منها الناس كنوع من الحذر. حتى جاء يوم 17.1.1988م (على ما أتذكر) حيث جاء الخبر المشئوم بإغتياله من قبل الوفد العراقي الذي جاء خصيصاً مع وفد زراعي أو شيء من هذا القبيل.
كلمة وفاء للسيد مهدي الحكيم (قده) فقد عاش مظلوماً من أقرانه وأعدائه ولم يحقد على أحد على الرغم من كل الظلم الذي وقع عليه لقد كان جبلاً لا تهزه الرياح !! وما أحوجنا لرجل شريف عفيف مسامح بعيد النظر حبيب على لكل القلوب!!.
https://telegram.me/buratha