حافظ آل بشارة
يبدو ان الدعاية الانتخابية تنطلق مبكرا ، ومع انها غير مباشرة الا انها لشدة التوتر انزلقت بسرعة الى منحدرات خطيرة ومخجلة احيانا ، مصائب عديدة قد جرت على رؤوس نزلاء البيت الوطني المهتز والدعاية لم تبدأ بعد فكيف اذا بدأت ؟ يبدو ان حمى التنافس تجاوزت الاشارات السياسية وبدأت تاخذ طابع نبش العاهات النفسية ، يزدهر الآن اسلوب الوعيد الصدامي تحت مضلة النفاق الديمقراطي الذي يزاوله قوم اختلط لديهم الحقد والطموح ، يقول العقلاء ان السياسة تبقى مجرد لعبة ولا تستحق ان ينزلق اللاعب الى المستوى الذي يجعله يريق دماء الخصم او يتجاوز على حرماته ، الحياة كلها حلم ينتهي فجأة ولعبة السياسة والمناصب هي الجزء الاحقر من ذلك الحلم فهل يستحق كل هذا العناء وحرق الاعصاب ؟ بعض المأزومين ينزلقون في دعايتهم غير المباشرة الى حد القول بأنهم يفتخرون بالانتماء الى صدام ومنظومته القمعية ويفتخرون بانهم كانوا مساهمين في الجرائم التي ارتكبها النظام السابق ،
هذا الموقف يؤشر حالة خرق خطيرة في جدار العملية السياسية ، فالمعروف ان مغسولي الادمغة من رموز الاتجاه الصدامي مازال بعضهم يعيش في الهواء الطلق ، وقد وضع قانون المسائلة والعدالة كغربال لتصفية محيط العملية السياسية من مرور الشوائب الصدامية الخاضعة للمسائلة ، لكن المفاجئة ان قنابل صدامية بدأت تنفجر في وجوه الناس بين الحين والاخر ، هذه القنابل تنطلق من داخل البيت الوطني وليس من خارجه ، قنبلة من داخل البرلمان وقنبلة من داخل الحكومة وقنابل اخرى صغيرة وكبيرة من داخل القوات المسلحة والاحزاب والتحالفات الغريبة العجيبة ، فيا اهل الغربال تحية لغربالكم الرائع ، انه غربال حميدة ام اللبن ، غربال يتجاهل شوائب متفجرة بهذا الحجم فسلام على عمليتكم السياسية ، وسلام على غربالكم الذي تعبر منه النماذج الصدامية بدون ان يعطي أي اشارة حمراء او خضراء ، الجماعة الذين عبروا غربالكم المحترم ليسوا من النوع الذي يمكن اخفاؤه فهم ليسوا مجرد اتباع لصدام ونهجه بل هم عشاق مفجوعون بفقده ولو ابادوا العراق كله لما انطفأت نيران الثأر في صدورهم ، نسأل هيئة المسائلة والعدالة من رئيسها الى السائق فيها ، بربكم اذا عثر احدكم على شخص يؤكد أمام الناس في الشارع بأنه يحب صدام ويحترمه ويفتخر بالعمل معه فما هو موقفكم ؟ اما ان تعتبروه مجنونا او شخصا لا حياء له ،
الا تتوقعون ان يهاجمه الناس ويوسعوه ضربا ؟ فكيف اذا كان هذا الشخص نائبا في البرلمان او من كبار المسؤولين في الحكومة ؟ معروف لدى العراقيين ان العصابة الصدامية لم تنقرض بعد ، وان دولا عربية تحاول اعادتها الى السلطة وهم يحصلون على الاموال والتدريب والدعم المتميز ويخططون لكارثة يدمرون بها مابقي من العراق خاصة وان هدفهم العودة الى السلطة وهم مثل صدام لا يهمهم شيء فالعراق في نظرهم اما ان يكون مجموعة عبيد لهم او يحترق ، الغريب ان هذه المعلومات لم تعد من الاسرار .
اجراءات منع الصداميين من العودة الى الحياة السياسية تقوم بها مؤسسة او اكثر ، لكن انفجار هذه الالغام من داخل البيت دليل على فشل او فساد او تهاون او خيانة تلك الدوائر ، واذا كانت الدورة السابقة بحكومتها وبرلمانها ملغومة الى هذا الحد فما هو حال الدورة المقبلة ؟ الا تكفي هذه الحقائق مبررا لفحص الغربال ام انه غربال مقدس ؟
https://telegram.me/buratha