المقالات

همســات في زمن الحرية ... ( 5 )

755 13:31:00 2009-11-17

حامد كماش آل حسين

المعروف إن الهمسات تكون في زمــــــن الاستبداد ولم نسمع عــــــن همس في زمــن الحرية بل جهر القــــول وحرية الرأي هو عنوان زمن الحرية..ولكنني أقول عندما يتكلم الجميع فـــي زمن الحرية بصوت مرتفع وفي وقت واحــــد فأن الأمــر يصبح بشكــــل لايمكن أن يصغي احدهم للآخر فعندها يكون الهمس في هذه الحالة أكثر نفعا من هذا الصياح... ومنها هــــــــذه الهمسات أن دام لها البقاء والتجديد إن شاء الله...

الهمسة الخامسة: ـــــــــــــــــــــــــــــــسلاحنا في القرن الــ 21 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ورد في الأساطير اليونانية القديمة إن كبير الآلهة سقط من علاه مقطع الأوصال ومبعثر الأجزاء..• فوقع رأسه في بريطانيا.• وقلبه وقع في فرنسا.• وزنده في ألمانيا.• وبطنه في ايطاليا. • وأعضاء أخرى في بلاد أخرى.• أما لسانه فكان من نصيب العرب !!!منذ أن سمعت وقرأت هذه الأسطورة وانأ أتذكرها... أتذكرها كلما قرأت منشورا أو بيانا أو مقالا أو كتابا مفتوح أو غير مفتوح أو خطابا أو رسالة أو برقية.....واتذكر هذه الأسطورة كلما سمعت محاضرة أو خطبة من على منصة أو كلمة مسهبة في مجلس أو محفل أو مناقشة في موضوع أو تحذلق في بحث..أقول كلما قرأت أو سمعت ا و شهدت شيئا من هذا تنتصب حالا في مخيلتي وتتراءى أمام عيني أسطورة كبير الآلهة هذا وقصة لسانه الطويل العريض الضخم السليط الذي كان من نصيب العرب.أما العمل الجدي والتوجية المجدي والهمة العالية والعاطفة المشبوبة الموحدة والقلب المقدام الجبار ... كل هذا لم يكن من نصيب العرب الحيارى فاستعاضوا عنها باللسان الطويل الهدار.إن هذا اللسان كان له نصيب عندنا بحكم انتمائنا العربي لذلك أخذت الحناجر عندنا تصدح وتهتف:• يسقط الاحتلال الأمريكي الصهيوني للعراق.• بالروح بالدم نفديك ياعراق .• سنسحق الإرهاب بيد من حديد.• كلنا يدا واحدة ضد الإرهاب.هتافات تتصاعد إلى الجو الفسيح كلما وقع ضحايا أو تساقطت بناية بفعل انفجار سيارة مفخخة أو عبوة لاصقة أو أو ....؟؟أقول صرخات تدوي هنا وهناك كلما دوى صوت قنبلة أو أطلقت رصاصة على بيت أو مقهى أو جماعة أو او ......تتبعها احتجاجات تنتشر في أرجاء كل مكان وبيانات تصدر في أرجاء كل مجلس وتنتشر على صفحات كل جريدة يجري هذا بعد كل حادثة من حوادث الإرهاب الدامية.ثم تنعقد الجلسات والمؤتمرات وتعد المقالات في الصحف والمجلات موضحة مستنكرة.وتقام في العواصم المتحضرة ؟؟؟ مكاتب دعاية مبتورة هزيلة تنفق الأموال على النشر وترسل الكتب الخاصة وغير الخاصة إلى المحافل الدولية وتستصرخ وجدان الدولار والإسترليني وو.... ويستغاث بضمير مجلس الأمن الدولي لإعلاء الحق المهضوم.كل هذا يجري في بلدنا ... والجماعات الإرهابية ترد العراق سالكة طريقا لأحبا شقه أمامها سحر المال وقوة السلاح لتستقبلها أخواتها داخل الحدود مرحبة ومهللة ومبتهجة ومستبشرة.كل هذا يجري في بلدي ... ومصانع التفخيخ تشيد والاعتدة والمتفجرات تخزن وتكدس.كل هذا يجري في عراقنا ... وسرطان الإرهاب يتسرب ويمتد إلى شبكات العروق والشرايين والمال يتدفق من البحر والجو إلى حيث يخلب لباب الغر الميامين والى حيث يعمم في الناس داء الفردية والطائفية والتدمير.وبعد تمادي الإرهاب تتخذ القرارات الرسمية بمحاربة الإرهاب ومعاقبة من يتعاون معه أو يأوي الارهابين فاذا قوات الأمن تخترق والخطط التي توضع داخل المؤسسة الأمنية للقضاء على الإرهاب هذه الخطط تصل إلى نفس الارهابين والى حيث يتواجد الارهابين ورجل الأمن النزيه يطرد والحازم ينقل ووو...وبالتالي فان الإرهاب يستشري داؤه في كل ناحية ولصوص الأمس ( العبثية ) تخرج من أوكارها بفعل اختراق العملية السياسية والنتيجة إن كل قانون أو قرار يذوب أمام بطش وإغراء الإرهاب.ثم تخرج علينا نفس الحناجر وتصدع معلنة :• لاعودة للبعث الكافر الدموي.• سوف يتم اجتثاث البعث.• لامكان لمن تلطخت أيديهم بدماء العراقيين في العملية السياسية.اضحك يابعث الكفر والإلحاد والدمار وقهقهة ياعودة العار والسقوط والرذيلة إنها أدعية الأرامل وتمنيات الايامى وتضرعات المساكين إنها أقوال لا تدعمها ولا تعززها الأفعال .بل اضحكوا يادول الجوار واغمزوا بأعينكم وانتم تشاهدون كيف تطبق القوانين والقرارات الخجولة بحق الإرهاب وصنيعه البعث حتى أنهم لايستطيعون أن ينطقوا بأسمائكم رغم القناعة التامة بأنكم شركاء في كل هذه الدماء التي تسيل .وتستمر هتافات الاستجداء :• أيها العرب أنقذوا إخوانكم العراقيين تنقذوا أنفسكم من مقبل الدمار والتدمير.هذا تحريض العاجزين وعظة الرعاديد الذين ينبهون الناس وينسون أو يتناسون أنفسهم ويعظون بألسنتهم والعرب يخزونهم بأفئدتهم ويقتلونهم بإعمالهم ومسالكهم ولا ينصرونهم الابذلك اللسان الهدار.حتى أصبحت خلاصة فعلنا ولازال مجرد عبارات فقط ... مقالات فقط... قرارات فقط ... استنكارات فقط ... تاييدات فقط... لم تزل هي ردة فعلنا الوحيدة ضد الإرهاب والعبث وذلك لأننا :• لم ننشأ القوة اللازمة والمخلصة والغير قابلة للاختراق لسحق القوة الزاحفة.• ولم ننبذ الخلافات والتحزبات ولم نتعاون متآخين يشد بعضنا أزر بعض.• ولم نصبح وأحدنا يحب لغيرة مايحب لنفسه ويكره له مايكره لها.• ولم نقلع عن التسليح البارد والتباهي والتبجح به والذي وصل إلى مستوى الفرد الواحد واقصد استعمال السلاح للمباهاة والفخفخة وإطلاق الرصاص على الهواء البريء المظلوم.ياخوان : إنكم لا تستطيعوا التغلب على سلاح إلا بمثله أو أقوى منه . ولن تستطيعوا التغلب على مغريات المال إلا بالغنى الروحي والتربية المتينة. ولن تستطيعوا محاربة الإرهاب ومجاراته إلا بالتوحد لان أي جيش أو أي قوى مشتتة تنهزم أمام أي مجموعة مؤتلفة وأي مدينة زاخرة جامعة مفتون في عضدها مختلفة في أمرها تنهار أمام أي قوى من قوى الإرهاب وذلك لاجتماع أهل الإرهاب على باطلهم وتفرق أهل المدينة عن حقهم.وأخيرا:فان أي حق مهما نصع جبينه ووضح يصبح باطلا إذا لم يكن له حماة بأسها يخشى وجانبها يهاب وسلاحها يرهب وكرامتها تصان وان الحق لايقوم بالقول وحده ولايدعم بالتهويل وما قام حق في الكون إلا كانت دعائمه الإعمال وأركانه الأفعال.وما هوى في الأرض حق امة عاملة جاهدة مؤمنة بل هوى الحق الذي تدعمه الثرثرة وتسنده وتحوطه الفذلكة وتظلله الأوهام والأمجاد الفارغة.وذا قدر لأمة إن تنقرض أو تموت لعدم صلاحها وملائمتها العصر فهي الأمة : التي تنتشر الأثرة والمفاسد بين أبنائها . والتي تتصدع الصفوف بين ربوعها. والتي يختل ميزان الثروة والنفقات في بيوتها. والتي يشيع الغرور بين أفرادها. والتي يتهاوى شبابها على سخف الأمور وقشورها ولتلهي قادتها بالشهوات الطارئة والملذات الزائفة. والتي ينحط مستوى الصحة في ديارها ومدارسها وكافة خدماتها. والتي ينفصل التعليم عندها عن مكارم الأخلاق وفضائلها. والتي يزداد الفقر والعوز والبطالة بين طبقاتها.اقول إن الأمة التي تنطبق عليها هذه الصفات كائنا من كانت لن يدفع عنها الموت والذل ملايين الهتافات والتمنيات وآلاف الاحتفالات والمهرجانات ولن يزيح عنها خردله مما يدفعها إليه سعيها المتقهقر ومنهجها الملتوي وخلقها الفاسد.مع اعتزازنا برجال العراق المخلصين والذين نعرفهم كما نعرف أبنائنا وشاكرين سعيهم الحثيث لبناء العراق الجديد وفقهم الله........

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك