هنالك من يعول على الموقف المصري مما يجري اليوم من حروب ابادة بحق الفلسطينيين والمجازر بحق اللبنانيين ، ولان مصر لديها حدود مع فلسطين فانها لم تتحرك لانقاذ الفلسطينيين بل لم تساهم بادخال معونات غذائية او دوائية والحديث عن التفاوض والوساطة حديث فارغ لا يتابعه الا الفارغ .
واياكم ان تقولوا لو كانت مصر بالامس لكان لها حضور افضل ، هذا القول منتهي الصلاحية منذ توقيع معاهدة سيناء الثانية سنة 1975م
فترة السبعينيات فترة عصيبة كانت على سوريا والكيان اما مصر فانها انخدعت بالسياسة الامريكية وكانت الخطوة الاولى لتشتيت العرب ،
يقول عن ذلك الصحفي محمد حسنين هيكل اثناء تواجده سنة 1975 في دمشق لتغطية زيارة المرحوم الملك السعودي فيصل الى دمشق، يعتبر هيكل اول عربي تنبا بخبث سياسة كيسنجر وغباء السادات فقد قال هيكل عن ذلك في وقتها : ان كيسنجر ليست لديه اية خطة شاملة لحل ازمة الشرق الاوسط بل انه ينوي فقط ان يشق صفوف العرب ( حافظ اسد والشرق الاوسط باتريك سيل ص371 ماخوذة عن ملخص لاذاعات العالم محفوظة في محطة بي بي سي البريطانية رقم الوثيقة 4811 في 23/1/1975.)
في تلك الفترة التي استغفل كيسنجر السادات وجعل حافظ الاسد وحيدا في موقفه هذا فانه تمكن من ابرام معاهدة سيناء الثانية سنة 1975 والتي تضمنت عدة بنود ومعها اربع اتفاقيات لامريكا ثلاثة مع الكيان وواحدة مع مصر ، وحقيقة عندما اقرا لقاءات السادات مع كيسنجر فكاني ارى دمية بيد طفل خبيث.
في ذلك الاتفاق الذي طلب كيسنجر انسحاب الكيان الصهيوني من سيناء وبشروط بداية رفض الكيان وقال لهم كيسنجر هذه الاتفاقية تجعلنا ان لا نعود لحدود 1967 ومن ضمن بنودها هو انسحاب الكيان من حقول نفط ابو رديس المصري وتامين ممرات للكيان الى قناة السويس ومن حق الكيان يمر ذهابا وايابا ، على ان تعوض ايران النفط للكيان هنا تابعوا دور الشاه المساند للكيان حيث ان كيسنجر يرى ان ايران والكيان وامريكا ثالوث متحد للهيمنة على الشرق الاوسط ، وهنا الخبث الامريكي والغباء الساداتي حيث اتفقوا على تواجد 200 امريكي فني معها قوات الطوارئ وتنسحب القوات المصرية من 20 الى 40 كيلو عن الحدود ولا يحق لها ان تتواجد قوات مصرية باسلحتها الثقيلة ، اي نزع السلاح المصري على طول الممرات التي تمر بها قوافل الكيان الصهيوني الى قناة السويس ، ويكون دور الفريق الفني الامريكي هو الاشراف على اجهزة الانذار المبكر المصرية والصهيونية ، فهل سيكون الفريق الامريكي منصف فيما سيشرف على اجهزة الدولتين؟ ، هنا يكمن غباء السادات الذي انتقل من المعسكر الروسي الى المعسكر الامريكي .
يقول باتريك سيل عن هذا الاتفاق : "وهنا فقدت مصر اية مقدرة على ممارسة اي عمل عسكري ضد الكيان وبهذا انتهى دورها كقوة مقاتلة لمناصرة العرب " ، هذا ما اريد ان اصل اليه بالنسبة للذين يريدون من مصر ان تقاتل الكيان .
ولكن كما هو المعلوم ان الكيان الصهيوني لم يلتزم بها وهذا يعني ان من حق مصر ان تلغي الاتفاق ، هذا صحيح اذا كان رئيسهم غير عبد الفتاح السيسي .
سمعتم وسمعنا عن بعض الاعمال البطولية لبعض الجنود المصريين في قتل جنود صهاينة وهذا بالسلاح الخفيف اي البندقية او المسدس ولو ان القوات المصرية موجودة على مقربة معبر رفح لكان لها كلام اخر فالقوات المصرية لها قادتها ولان السيسي ضابط مصري ووزير دفاع محمد مرسي وانقلب عليه فانه يعلم من هي القيادات التي في الجيش المصري المتعاطفة قوميا ووطنيا مع فلسطين ولا استبعد بانه قام بتصفيتهم ، فالذي يصفي ستة مرشحين للرئاسة ايام الانتخابات علنا لا يصفي سرا القادة الوطنيين ؟
من هنا يتضح لكم اذا كانت امريكا على مستوى دول العرب تفكر بتشتيتهم وقد حصل هذا مصر في زقاق وليبيا في خندق والعراق في مستنقع والسعودية في الجزيرة الخضراء والجزائر مشغولة بصراعها مع المغرب وابناء السودان يتقاتلون فيما بينهم ، ولم تكتف امريكا بذلك فهي الان تسعى لتاجيج الطائفية والعرقية حتى تمزق الشعوب العربية .
تبقى الطائفة الشيعية عصية عليهم لان الشيعة يؤمنون بالعقيدة التي ترسخ في عقولهم مفهوم الوطن والوطنية ولا ترسخ في عقولهم القومية والعنصرية .
معارك اليوم لولا وجود نفس طائفي لبعض قادة العرب نعم طائفي اي انهم يؤمنون بعدالة قضيتهم اي القضية الفلسطينية وحتى اللبنانية لكنهم لا يتعاطفون مع المذهب الاخر .
نعم كان كيسنجر يكرر للادارة الامريكية والمخابرات المركزية ان مشكلتهم الحقيقية هم الشيعة .
https://telegram.me/buratha