المقالات

احذروا صولتنا القادمة

819 15:32:00 2009-11-13

ازهر الاسدي

ثمة حقيقة أفرزها الواقع العراق الجديد ان الانشغال بالغنائم والمناصب والمواقع واهمال المسك بالارض والتوجه للجماهير سيعطي نتائج معكوسة ويضيع علينا التجربة الجديدة ويسمح بدخول عناصر اجرمت بحق شعبنا بسبب المساومات والتنازلات من اجل مواقع هزيلة ومناصب زائلة. نقولها بجرأة وشجاعة وصراحة ان المعادلة الجديدة اغضبت قوماً واقلقت اخرين لانها اعطت الاغلبية الاحقية في الحكم والقرار بحسب ما تفرزه صناديق الانتخابات كما انها لم تبخس الاخرين اشياءهم وحقوقهم بل كانت معادلة عادلة حفظت كل الحقوق ولم تعط لاحد بان يجور على الاخر مهما كان حجمه وثقله وحكمت الدستور الذي حفظ جميع الحقوق وانهى الى الابد ظاهرة استغلال السلطة لاغراض فئوية او استخدامها بشكل مفرط وقاس.

لا نريد ان نظلم احداً في العراق الجديد كما ظلمنا سابقاً ولكن لن نسمح لاحد بظلمنا من جديد ولا نريد توزيع العراقيين بدرجات وخانات متعددة وفق التقسيم الطائفي والمناطقي فليس لدينا محافظات سوداء واخرى بيضاء وليس لدينا مواطنون من الدرجة الاولى واخرون من الدرجة الثانية. وخصوصيات العراقيين وانتماءاتهم الدينية والقومية والمذهبية عنصر قوة للعراق وتماسكه وهي خصوصيات طبيعية لا تعني الطائفية مطلقاً ولكن الممارسة الخاطئة والتهميش والاقصاء والالغاء بدوافع مذهبية هو الطائفية المقيتة التي غادرناها الى الابد ان شاء الله.

المعادلة الجديدة لا تحلو للكثيرين وان منحتهم الحق الاكبر ووفرت لهم مساحات من الحريات والحقوق بخلاف المعادلة السابقة الظالمة وهم وان ادركوا بان المعادلة السابقة لم تعطهم ادنى حقوقهم وضيعت كل ثروات العراق وخيراته بالحروب والازمات وهم وان تيقنوا بان العراق الجديد قد وفر لهم فرصاً اكبر من السابق وضمن لحاضرهم ومستقبل اولادهم العيش الرغيد والعدالة والمساواة ولكنهم يرفضون كل هذه الامتيازات الجديدة بسبب شعورهم بانهم اصبحوا مع غيرهم بدرجة واحدة في المواطنة والحقوق والامتيازات. وهذا الشعور معنوي لكنه مؤثر في نفوس بعض الناس الذين عاشوا على المكابرة الفارغة والامتياز البائس والطبقية النتنة لانهم لا يريدون اية امتياز سوى انهم متميزون على غيرهم من بقية ابناء العراق.

التاسع من نيسان 2003 وتجربة العراق الجديد اغلقت والى الابد هذه الطبقية والتوزيع السىء لطبقات المجتمع والغت التمييز الطائفي والعنصري واصبح العراقيون جميعاً يشتركون بالوطن والارض والحقوق فليس ثمة فرق بين ابن الرمادي والبصري وبين ابن الموصل والناصرية وابن صلاح الدين وابن كربلاء.والمفارقة ان الاغلبية من ابناء شعبنا بعد سقوط النظام قد ضبطوا انفعالاتهم وامسكوا غضبهم وكتموا ثأراتهم بسبب موقف المرجعية الدينية الحكيم ورغبة منهم بعد التعميم والخلط او تحميل اخرين جرائم لم يرتكبوها رغم ان الظروف كلها كانت مؤاتية لاعلان اسوء حرب طائفية في الكون وخاصة ان ترسانة الجيش العراقي قد انتقلت الى البيوت العراقية واصبح مجرد الشرارة او الاشارة الاولى كافية لحرق العراق كله.

ولكن صبرنا وحكمتنا لا تعني ضعفنا وترددنا فقد جرب الاخرون لحظات غضبنا وانفعالنا سنة 2006 ولولا وقفة مرجعياتنا الدينية ورموزنا السياسية لانقلب العراق من اقصاه الى اقصاه ولكن لطف الله ورحمته حالت دون حصول الكارثة الطائفية في العراق الذي كان يعيش على كف عفريت. لا نريد التذكير بالحقبة الماضية والمظلمة والتي حولت العراق الى سجن كبير تغمره المقابر الجماعية واقبية التعذيب والسجون ولا نريد تعميم الاخطاء القاتلة ولكن هناك من يحاول حرق ذاكرته والتعاطي مع الواقع العراقي الجديد بالعقد الماضوية ويحاول اعادة ملامح المعادلة السابقة مستغلاً تسامحنا او ضعف اصحاب القرار في حكومتنا الذين يفكرون بمصالحهم الخاصة الحزبية ولكن ما نريد تأكيده في هذا السياق ونقولها بصراحة لكل البعثيين المتورطين بسوابق بالمقابر الجماعية او المحابر التقريرية انكم لم ولن تقدروا الوصول الى اهدافكم الدنئية مازال فينا روح الصدرين وروح شهيد المحراب واحذور صولتنا القادمة وغضبنا المقدسة واطمئنوا فانكم لو تماديتم في غيكم واستهتاركم فاننا لم ولن نستأذن مرجعياتنا الدينية في الصولة القادمة بل سوف نستأذنها عندما نلقنكم درساً تأريخياً ونثأر لكل الشهداء والضحايا من عراقنا الحبيب فاعلموا اننا لم ولن نسكت عن استهتاركم وتغلغكم وتسللكم الى مؤسسات الدولة الامنية والثقافية فاحذور صولة الحليم والحكيم اذا غضبا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك