ازهر الاسدي
ثمة حقيقة أفرزها الواقع العراق الجديد ان الانشغال بالغنائم والمناصب والمواقع واهمال المسك بالارض والتوجه للجماهير سيعطي نتائج معكوسة ويضيع علينا التجربة الجديدة ويسمح بدخول عناصر اجرمت بحق شعبنا بسبب المساومات والتنازلات من اجل مواقع هزيلة ومناصب زائلة. نقولها بجرأة وشجاعة وصراحة ان المعادلة الجديدة اغضبت قوماً واقلقت اخرين لانها اعطت الاغلبية الاحقية في الحكم والقرار بحسب ما تفرزه صناديق الانتخابات كما انها لم تبخس الاخرين اشياءهم وحقوقهم بل كانت معادلة عادلة حفظت كل الحقوق ولم تعط لاحد بان يجور على الاخر مهما كان حجمه وثقله وحكمت الدستور الذي حفظ جميع الحقوق وانهى الى الابد ظاهرة استغلال السلطة لاغراض فئوية او استخدامها بشكل مفرط وقاس.
لا نريد ان نظلم احداً في العراق الجديد كما ظلمنا سابقاً ولكن لن نسمح لاحد بظلمنا من جديد ولا نريد توزيع العراقيين بدرجات وخانات متعددة وفق التقسيم الطائفي والمناطقي فليس لدينا محافظات سوداء واخرى بيضاء وليس لدينا مواطنون من الدرجة الاولى واخرون من الدرجة الثانية. وخصوصيات العراقيين وانتماءاتهم الدينية والقومية والمذهبية عنصر قوة للعراق وتماسكه وهي خصوصيات طبيعية لا تعني الطائفية مطلقاً ولكن الممارسة الخاطئة والتهميش والاقصاء والالغاء بدوافع مذهبية هو الطائفية المقيتة التي غادرناها الى الابد ان شاء الله.
المعادلة الجديدة لا تحلو للكثيرين وان منحتهم الحق الاكبر ووفرت لهم مساحات من الحريات والحقوق بخلاف المعادلة السابقة الظالمة وهم وان ادركوا بان المعادلة السابقة لم تعطهم ادنى حقوقهم وضيعت كل ثروات العراق وخيراته بالحروب والازمات وهم وان تيقنوا بان العراق الجديد قد وفر لهم فرصاً اكبر من السابق وضمن لحاضرهم ومستقبل اولادهم العيش الرغيد والعدالة والمساواة ولكنهم يرفضون كل هذه الامتيازات الجديدة بسبب شعورهم بانهم اصبحوا مع غيرهم بدرجة واحدة في المواطنة والحقوق والامتيازات. وهذا الشعور معنوي لكنه مؤثر في نفوس بعض الناس الذين عاشوا على المكابرة الفارغة والامتياز البائس والطبقية النتنة لانهم لا يريدون اية امتياز سوى انهم متميزون على غيرهم من بقية ابناء العراق.
التاسع من نيسان 2003 وتجربة العراق الجديد اغلقت والى الابد هذه الطبقية والتوزيع السىء لطبقات المجتمع والغت التمييز الطائفي والعنصري واصبح العراقيون جميعاً يشتركون بالوطن والارض والحقوق فليس ثمة فرق بين ابن الرمادي والبصري وبين ابن الموصل والناصرية وابن صلاح الدين وابن كربلاء.والمفارقة ان الاغلبية من ابناء شعبنا بعد سقوط النظام قد ضبطوا انفعالاتهم وامسكوا غضبهم وكتموا ثأراتهم بسبب موقف المرجعية الدينية الحكيم ورغبة منهم بعد التعميم والخلط او تحميل اخرين جرائم لم يرتكبوها رغم ان الظروف كلها كانت مؤاتية لاعلان اسوء حرب طائفية في الكون وخاصة ان ترسانة الجيش العراقي قد انتقلت الى البيوت العراقية واصبح مجرد الشرارة او الاشارة الاولى كافية لحرق العراق كله.
ولكن صبرنا وحكمتنا لا تعني ضعفنا وترددنا فقد جرب الاخرون لحظات غضبنا وانفعالنا سنة 2006 ولولا وقفة مرجعياتنا الدينية ورموزنا السياسية لانقلب العراق من اقصاه الى اقصاه ولكن لطف الله ورحمته حالت دون حصول الكارثة الطائفية في العراق الذي كان يعيش على كف عفريت. لا نريد التذكير بالحقبة الماضية والمظلمة والتي حولت العراق الى سجن كبير تغمره المقابر الجماعية واقبية التعذيب والسجون ولا نريد تعميم الاخطاء القاتلة ولكن هناك من يحاول حرق ذاكرته والتعاطي مع الواقع العراقي الجديد بالعقد الماضوية ويحاول اعادة ملامح المعادلة السابقة مستغلاً تسامحنا او ضعف اصحاب القرار في حكومتنا الذين يفكرون بمصالحهم الخاصة الحزبية ولكن ما نريد تأكيده في هذا السياق ونقولها بصراحة لكل البعثيين المتورطين بسوابق بالمقابر الجماعية او المحابر التقريرية انكم لم ولن تقدروا الوصول الى اهدافكم الدنئية مازال فينا روح الصدرين وروح شهيد المحراب واحذور صولتنا القادمة وغضبنا المقدسة واطمئنوا فانكم لو تماديتم في غيكم واستهتاركم فاننا لم ولن نستأذن مرجعياتنا الدينية في الصولة القادمة بل سوف نستأذنها عندما نلقنكم درساً تأريخياً ونثأر لكل الشهداء والضحايا من عراقنا الحبيب فاعلموا اننا لم ولن نسكت عن استهتاركم وتغلغكم وتسللكم الى مؤسسات الدولة الامنية والثقافية فاحذور صولة الحليم والحكيم اذا غضبا.
https://telegram.me/buratha