المقالات

هل المالكي حريص على شعبه ام حزبه؟

758 13:00:00 2009-11-13

علي المالكي

الانتماء السياسي والارتباط مع الاحزاب والقوى الاسلامية والوطنية من القضايا الاساسية التي لا يمكن النقاش فيها او القدح بها فاحياناً يكون الانتماء الحزبي هوية مميزة لثقل السياسيين وتأريخهم التضحوي والجهادي خاصة تلك الاحزاب التي نِشأت في ظروف العراق السابقة والتضحيات التي قدمتها الاحزاب الاسلامية في المواجهة العنيدة في ابشع حقبة شهدها العراق المعاصر.

وتبقى الاحزاب الاسلامية الوطنية مشاعل نور لاضاءة عتمة الطريق امام السائرين والماضين قدماً باتجاه بناء العراق الجديد. واهمية وجود الاحزاب الوطنية والاسلامية ذات التوجه المعتدل والمتوازن التي تؤمن بالعمل السياسي والحرص الوطني وغيابها من الساحة قد يفسح المجال لقوى متطرفة ومتشددة لسد الفراغ وتوجيه مسارات العراق باتجاه الديكتاتورية والاستبداد والفردية.

رغم اختلافنا مع بعض مناهج وبرامج الاحزاب الاسلامية والوطنية ولكننا نحرص على بقائها واستمرارها لايجاد معادل توازني يبعد عن العراق وجود القوى المتطرفة والتكفيرية كبدائل قسرية في حال غياب القوى الوطنية والاسلامية المعتدلة.ومع اهمية الاحزاب وضرورتها في العراق الجديد لبناء الدولة العراقية الجديدة ضمن اسس صحيحة ومتحضرة لكن تغليب مصالح الحزب على الوطن يعني التحزب المرفوض والفئوية المقيتة التي نحاول ان ينأى العراق من تداعياتها وخطورتها.واذا السياسيون حريصون على احزابهم وانتشارها وتقويتها وارتكازها وهو حق مشروع وطبيعي ولكن بشرط ان لا تكون عقلية السياسيين داخل اطار الدولة مبني على الرؤية الحزبية وتقديم افكار الحزب على تصورات الدولة.

فالخطورة الحقيقية تكمن في تحزيب الدولة وتأطيرها ضمن فكر الحزب وتوظيف كل قدرات وامكانات الدولة لخدمة الحزب بخلاف الدولة المدنية التي تكون دولة الجميع وليس دولة فئة محددة او جهة معينة وهو ما نسعى اليه في العراق الجديد.والسياسي التي يقود موقعاً في الدولة عليه ان يجعل مصالح الدولة والشعب فوق مصالح حزبه وان يوظف خبراته وتجاربه وحزبه من اجل خدمة شعبه ولبس العكس فما نلاحظه من اداءات حزب الدعوة يعطي انطباعاً خاطئاً وخطيراً وهو انطباع لا يختلف عن النمط السابق الذي اختزل العراق كله ضمن اطار الحزب الواحد والزعيم الاوحد.

يبدو من خلال اداء رئيس الوزراء نوري المالكي بان تغليبه للمصلحة الحزبية على المصالح الشعبية تضعه امام محك خطير والمالكي عندما يكون امين عام حزب الدعوة داخل رئاسة الوزراء فهو يعرض الحكومة الى الخطر والاهتزاز بينما لو تعامل كونه رئيس الوزراء وليس امينا عاماً للحزب فهو سيحظى باهتمام واحترام الشعب ولكن المعلومات تفيد بحصول عناصر حزب الدعوة على اراضي وبيوت في اليرموك وزيونة والكاظمية وشرائهما بمبالغ ضخمة وهذا ما يقودنا الى قناعة خطيرة بتوظيف امكانات الحكومة لمصالح الحزب ورجاله بنفس الطريقة التي كان يتعامل بها البعثيون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك