جسام خليل
لا أدري لما يذكرني ما يحدث ألان بمرتفعات صعدة وما يجري للأخوة الحوثيون بتخاذل الناس عن نصرة سيد الشهداء ومعلم البشرية الحرية الإمام الحسين عليه السلام..مذ كنت صغيرا وأنا اسمع في محرم وعاشوراء قصيدة الشهادة وقصة النفر المؤمنين الذين قضوا نحبهم مع الإمام الحسين ولكن حقيقة كلما وصل سرد الأحداث إلى لحظة مقتل الإمام (عليه السلام) لم أكن أطيق أكمال المجلس فانتفض مذعورا, مرتجفا, مغادرا المجلس أو كنت أضع أصابعي في أذني وأشاهد من حولي وهم يبكون وينتحبون حتى ينتهي المجلس..كنت ارتعش وأتساءل كيف يقتل هولاء المجرمون ابن رسول الله وابن علي وفاطمة واخو الحسن عليهم صلوات الله وسلامه ..ولا زال حالي كذلك إلى ألان استمع لواقعة الطف كلها إلى حد مقتل إمامي المظلوم وسيد الأحرار والشهداء الإمام الحسين عليه السلام فلا استطيع التواصل....قتل الإنسان جريمة كبرى نادت بها الأديان وكل دساتير وقوانين العالم, وعلى الأمة الواعية التي تعرف معنى" الإنسان" أن تدافع عن الإنسان بكل ما تستطيع وان لا تسمح بتحقير و تسفيه قيمة الإنسان لأنها قيمة عظيمة جدا , بأسم التحقير جرائم كبيرة حدثت وتحدث كل يوم,لقد ارتكبت أبشع المجازر بدوافع سخيفة وأفكار سطحية ينم عن تفاهة و جهل حامليها ...الله سبحانه وتعالى يخاطب الطبيعة البشرية في القران وهو أعلم بما خلق فيصف الإنسان بان الأكثرية منهم تكره الحق وكل ما نراه في الواقع يدلل على الآية ,فالحق لا يطاق وعمليات استنفار كبرى في خلايا التأمر تصول وتجول لتدمير معاقل الحق والصدق..وفي كل يوم يأتينا ملعون جديد ويزيد جديد يذبح حسيننا مرة أخرى ونحن نتفرج ونتعذر بعدم النصرة حتى ولو بالكلام واضعف الايمان..يريد إمامنا الحسين أن يعلمنا بان كل صاحب حق هو الحسين ويجب أن ننصره ولكننا مع الأسف نكره تخاذل أهل الكوفة وما نقوم به هو عين فعلهم..عندما يحدث ظلم ما هنا أو هناك ترى الحسين رافع رايته ينادي الناس هلموا معي ,تجمعوا ,تظاهروا, اعتصموا, افعلوا شيئا , قولوا أي شي و لا تسكتوا .اكتبوا و اجعلوا صوتكم يصل إلى كل مكان ..ولكن الناس يسيرون إلى الطرف المقابل حيث الشيطان وأعوانه يطلبون منهم النوم والاسترخاء والكسل ومهادنة الأعداء وكسب ودهم .. في لبنان عندما كانت تقصف ضاحية الطف من قبل إسرائيل بن الجو شن كان مجالس السرور والطرب والنشوة تطل من شرفات مملكة أل يزيد في الحجاز وبين عبيدهم في المنطقة وما كان علينا نحن شيعة البطل الضرغام علي (عليه السلام) إلا أن نتألم ونبكي على الشهداء وندعو بالويل والثبور على أعدائهم لأننا لا نستطيع فعل شي..وعندما يضرب المجاهدون الحوثيون من قبل طرطور اليمن ويشارك في الحرب معه مباشرة يزيد وأعوانه في المملكة لا نسمع الحد الأدنى من إلادانات من قبل الشيعة وكأنهم أحجار شطرنج !! هل ليست لنا علاقة بالأمر فعلا ؟هل إن الوهابية لا تتدخل في شؤوننا حتى لا نتدخل في شؤونها؟؟ أليست الوهابية في البلدان العربية يجمعون المال باسم صناديق الزكاة والمعونات ويرسلونها قنابل تنفجر فينا وتقطع أوصالنا إربا إربا.. أليس وسائل إعلامهم تعمل ليل نهار لتشويه صورتنا في العالم ولتقول للمسلمين بان الشيعة كفار وخونة وتقول للآخرين نمدكم بكل شي شرط أن لا تتحالفوا مع الشيعة وهم يكرهون إيران لا لشئ إلا لسبب ولائهم لعلي والحسن والحسين ولو كانت إيران سنية وتملك الآلاف من القنابل النووية لما احتجوا أو اعترضوا حتى لو كان ذلك ارضاءا لأسيادهم اليهود.. قد يكون من مفاخر مذهبنا انه يعطي لمسألة الدماء أهمية قصوى وخط أحمر ولكن هناك عشرات الطرق التي من خلالها يمكننا الدفاع عن أنفسنا وعن من نحب من الآخرين..و للعلم أمريكا عندما أرادت أن تضرب إيران لم تستطع فضربت لبنان وعندما لم يستطيع الوهابية الانتصار في العراق ضربوا الحوثيين ,هذه هي المعادلة ببساطة.. ولكن ألا يستحق منا أن نقف بجانب إخواننا الذين يموتون في الجبال ويمارس عليهم كل أنواع الاضطهاد والقتل والتشريد والجوع ووو..انه صراع شيعي سني بامتياز والحكومة السعودية طائفية إلى العظم ولكن مع الأسف لديها مال تخرس الألسن عن مواجهتها بالحقيقة ولو تأملت قليلا لاكتشفت انه أينما ذهبت الوهابية تركت خلفها الدمار والقتل ومثال على ذلك باكستان والعراق وبلدان أخرى عديدة..أدعو الخيرين من السنة والشيعة إلى المظاهرات التأيدية لإخواننا الحوثيون ورفع الظلم عنهم وهم ليسوا جماعة انشقاق كما يدعي كذبا الإعلام الممول سعوديا وعربيا اسرائليا..وأدعو إلى استخدام كل الوسائل المشروعة حضاريا ودينيا لمعونة إخواننا الذين لسان حالهم يصرخ " آلا من مجير يجيرنا"....
https://telegram.me/buratha