المقالات

قيمـــة الزمـــــن فــي حيـاتنـا...!!

892 21:05:00 2009-09-13

مقال لوزير التخطيط الدكتور علي بابان

معيار صائب لا يخطيء تستطيع أن تحكم به على حيوية الأمة وعبقريتها وسلامة مسيرتها.. ذلك المعيار هو إحترامها للوقت وإدراكها لقيمته.. فالأمم الحية هي في سباق لا يهدأ أو يتوقف مع الزمن.. ولكل يوم لا بل لكل ساعة ودقيقة موضع في حساباتها وهي تدرك أنها في تنافس مع الأمم الأخرى لتأكيد تفوقها وضمان جلوسها على القمة.... وعلى العكس من هذه الصورة المشرقة.. صورة أخرى مقابلة لأمم ابتليت بالكسل.. وضمور الطموح.. وخفوت الهمة لا تحسب للزمن حساباً.. ولا تراه شاهداً لها أو عليها.. والوقت عندها يمر هدراً وهي لا ترى في ذلك ضيراً أو نقيصة...

من المؤسف حقاً أن تتراجع قيمة الزمن في حياتنا.. وأن تهدر من حساباتنا.. فتمر السنون تلو السنين دون أن نأبه لذلك.. وتضيع الفرصة بعد الفرصة دون أن نحرك ساكناً فيما ننظر للحياة على أنها منجم للفرص لا ينضب وهو وهم خطير قد تفيق على خطئه الأمم بعد أن تكتشف بأنها قد أضاعت الكثير مما لم يعد بالإمكان تعويضه.. نظرة واحدة إلى حال الدولة العراقية اليوم نجد أنها دخلت مرحلة ( إنعدام الوزن ) بسبب قرب الإستحقاق الإنتخابي القادم وإستعداد الجميع للوفاء بهذا الإستحقاق.... يحدث هذا في وقت أصبحت فيه الدولة بأشد الحاجة للقرار.. والقرار الحاسم خصوصاً في مسائل الإقتصاد وبناء الدولة... قبل ذلك كان لدينا إنتخابات مجالس المحافظات وحدث الكثير من ضياع الوقت حتى إستقرت المجالس الجديدة... وقبل هذا وذاك تعثرت قرارات وضاعت قوانين في متاهات الزمن وحمى التجاذبات السياسية.. تعطل قانون النفط والغاز لمدة ثلاثة أعوام فيما القطاع النفطي بأمس الحاجة له من اجل أن نبدأ العمل في تطوير هذا القطاع الذي يشكل المفتاح للإقتصاد العراقي والمنطلق الطبيعي له... وغاب قانون الموارد المالية الذي كان سيشكل أساساً حقيقياً للحكم المحلي في العراق ويحدد آفاقه وحدوده... تلك الآفاق والحدود التي هي اليوم غامضة ومتداخلة وبسبب ذلك يدفع البلد كله وعملية التنمية فيه اثماناً باهظة.. وقس على ذلك الكثير.. والكثير من القوانين الهامة والقرارات الحاسمة... غاب الوضوح.. والحسم عن حياتنا وباتت الدولة ومعها المواطن تعيش في مساحة ضبابية تاه فيها الطريق واضطربت البوصلة وكانت نتيجة ذلك كله.. خسارة للوقت.. وإهدار للفرصة... وزيادة في المعاناة.

في كل عام تتكرر حكاية تأخير الميزانية بضعة أشهر... ثم يلي ذلك تأخر في إطلاق الأموال.. وينقضي العام ويطالب المسؤول وزيراً كان أم محافظاً بأن يقدم سجل إنجازاته في ذلك العام فيضطر للإسراع بأنفاق الأموال على غير هدى.. وبلا منهجية سليمة.. وتكون الحصيلة مزيداً من الإهدار.. والخسارة.. وضياع الفرص... في بلد كالعراق... نزف الكثير من موارده.. وتفاقمت معاناة مواطنه.. ينبغي أن نسابق الزمن بالفعل وأن يتحول وطننا إلى ورشة عمل لا تهدأ... ولكننا ومع الأسف نجد حالة من الإسترخاء.. وإسقاطاً لقيمة الزمن.. وقناعة خاطئة بأن كل الخسائر يمكن تعويضها.. وكل الهدم يمكن ترميمه.. وقد يكون ذلك صحيحاً والسؤال هنا.. كم من المال والزمن سوف نخسره للتعويض والترميم والإصلاح...؟قد تكون فاتورة ذلك باهظة وقد تدفع الاجيال القادمة أثمانها دون أن يكون لها ذنب أو جريرة في وقوع ذلك...

مهمتنا في إعادة الإعتبار لـ ( قيمة الزمن ) في المجتمع العراقي كقيمة تنموية.. وإنتاجية ليست بالمهمة السهلة.. فأصلاح القيم عملية شاقة ولكن لم يعد لنا خيار في ذلك في مجتمعنا اليوم بعد أن أهتزت المنظومة القيمية وأضطربت إضطراباً شديداً بعد نيسان 2003... الدولة تستطيع أن تضرب المثل وأن تقود المجتمع في هذا الإتجاه من خلال ( رد الإعتبار ) للزمن في قراراتها.. ومواقفها.. وسياساتها ومن خلال نبذها سياسة التأجيل... والإرجاء... والإبطاء..العراق اليوم لم يعد عنده من الوقت ما يضيعه وإذا كانت هناك عملية سياسية لابد فيها من التجاذبات.. والتنافسات.. والصراعات فلنعزل عملية البناء عن ذلك كله.. ولتمض التنمية في طريقها دون أن ترتهن للسياسة والسياسيين.. أما الإنتظار حتى تحسم الأمور في ساحة السياسة فقد يطول.. ويطول.. فيما المجتمع والمواطن ما عاد يتحمل الإنتظار بعد أن تفاقمت معاناته وبلغت حدوداً لا تطاق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــــد مغير
2009-09-13
خرجت المـــانيا من الحرب العالمية الثانية عام 1945 وليس عندها معمل براغي , وبعد خمسة سنوات صدرت المــــانيا سيارات مرسيدس لكل العالم ...اليابانيون كذلك بعد الحرب العالمية الثانية لم تكن لديهم الآليات لرفع الأنقاض التي خلفتهــا الحرب ..فكان ظهور الرجال هي الوسيلة لتنظيف الشوارع من أنقاض الحرب ..الكل شاهد في التلفزيون حينما سقط جرذ العوجة ...والله نتأسف ونحن فينا نبي الله الكريم الذي يدعو الى الفضيلة ونكران الذات ..لو أردت أحصي لكم ما عانى العراق من شعبه لكرهني موقع براثا من طول الكتابة .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك