تقول الصحفية اوريانا فالاتشي الايطالية تحت عنوان كتابها حوارات هذه العبارة "بحثا عن الحقائق الضائعة في العالم "، وكتابها هذا يستحق اكثر من مقال بين النقد والتاييد ولكن بادئ ذي بدء لا بد لنا من التعرف على ميزة الصحفي الناجح وهل تستحق هذه الصحفية هذا الوسام ؟
المعلوم ان الصحفي الناجح هو الذي لا يظهر توجهاته اطلاقا ، نعم اليوم اصبح الامر مغايرا لتلك البديهية ، ولكن لنفرض جدلا انها معروفة التوجه لا سيما انها تدعي كانت تناضل ضد موسوليني ، لننتقل الى الميزة الثانية هي عندما يريد الصحفي ان يجري حوارا مع مسؤول كبير لابد له من ان يجمع معلومات مهمة لها تاثير على الراي العام ليتبين حقيقتها من نفس المسؤول المعني ، او ليس لديه معلومات ويحاول ان يحصل على معلومات وهنا تظهر براعته في كيفية استدراج المسؤول ومحاولة معرفة ما لايعرفه غيره .
هذه المراة التي هي على اساس صحفية في كتابها الرائع حوارات مع التاريخ والسلطة اثبتت نزعتها الغربية في حقدها على العرب والمسلمين ، كيف ذلك ؟
في هذا الكتاب عدد حواراتها (13) حوارا مع رؤساء ، اطول فصل وحوار وتعقيب وسرد كان مع السيد الخميني بواقع ( 155) صفحة وبعده القذافي تقريبا (100) صفحة اما البقية تتراوح عدد صفحات حوارهم من ثلاثين الى ستين اكثر او اقل .
جعلت لحوارها مع السيد الخميني وكولدمائير والقذافي مقدمة سردية مفرطة افرغت فيها نزعتها ومشاعرها باتجاههم ، فكانت ترى كولدمائير امراة محبوبة ومثالية ومسالمة وذكية وتراها مثل امها وما الى ذلك من صفات الاطراء والثناء ، بينما حديثها عن السيد الخميني كان متشنجا وكله بغضاء وجفاء ، وحتى مع القذافي ـ هنا لست مدافعا عن القذافي بل اني لا اطيقه ـ ولكن العمل الصحفي يحتم على الصحفي احترام الجميع ، انها سالت القذافي اسالة جارحة وقوية ـ هو يستحقها ـ لكنها في الوقت نفسه لم تسال كولدمائير عن مجازرهم ومذابحهم ، وبين كولدمائير والقذافي ذكرت الصحفية انها بعدما اجرت اللقاء مع كولدمائير وعادت الى ايطاليا وحجزت في الفندق في روما ووضعت حقائبها في الغرفة وما يخصها ومنها ظرف فيه ثلاثة اشرطة الخاصة بلقائها مع كولدا ، خرجت من الفندق وعادت بعد ساعات لتجد باب الغرفة مفتوحا ودخلت بسرعة لترى ماذا جرى فوجدت كل ما تركته على حالها باستثناء الاشرطة الثلاثة قد سرقت ومعها اسوار لغرض التمويه ، وبعد وصول الشرطة وغيرهم للتحقيق والاستدلال لم يتعرفوا على شيء تقول الصحفية وانا في الطابق الارضي غريزتي قادتني لاتطلع في حاوية النفايات فوجدت قصاصة ورق كتبت بالعربية لقد تم المطلوب ـ سبحان الله على الغريزة ـ المهم من هذه القصة تقول الصحفية بعد يومين او ثلاثة كان للقذافي لقاء ذكر بعض المعلومات التي قالتها لي كولدمائير في اللقاء والذي لم يطلع عليه احد . انه اشارة لمن سرق
اجرت لقاء مع ياسر عرفات وكان عرفات متمكنا منها وقد احرجها ولكن سؤالي اذا كانت صحفية وهي التي اجرت اللقاء مع عرفات في اذار 73 وبعده في تشرين اجرت اللقاء مع كولدمائير اليس من المهنية استخدام معلومات عرفات في توجيه الاسئلة لكولدمائر ؟ انها لم تفعل ذلك .
تقول لعرفات ان الصهاينة تمكنوا من التسلل لسيناء وتفكيك منظمة رادار وسرقتها ، اجابها ونحن تمكنا من دخول بلدنا المحتل وتفكيك خمسة صواريخ وسرقتها ، قالت انا اتحدث عن المصريين ، اقول انها تتحدث عن دهاء الصهاينة ورد عليها عرفات بافضل منها ، ثم تقول ان اليهود ظلموا في اوربا وشردوا كثيرا وبخست حقوقهم الا يحق لهم ان يكون لهم وطن ؟ اجابها عرفات اوربا كبيرة وامريكا كذلك خصصوا لهم مدينة او ولاية لجمعهم لماذا فلسطين ؟ ولانها عاجزة عن الرد تساله لماذا ترتدي نظارات سوداء ،،، لتتهرب من الحقيقة .
وحوارها مع كيسنجر كان ايضا بمنتهى المثالية مع قليل من التشنجات التي يستطيع كيسنجر التهرب منها ...
سيكون لنا مقالات اخرى تعقيبا على اللقاءات الاخرى
https://telegram.me/buratha