بقلم :سامي جواد كاظم
هنالك فكرة اما احاول ان اثبتها او افندها وبين هذا وذاك من هو المحرك الاساسي لدراسة الفكرة هل هو العقل ام النفس؟ وحذاري ان كانت النفس فالهدف والغاية دراسة فوضوية،
نعم وهنالك من يحاول استخلاص فكرة جديدة من تحليل وبحث بين علوم الحياة سواء كان نظري او مادي حتى ينفرد باكتشافه هذا .
واخطر ما في البحث عندما اختلق فكرة احاول ان اثبتها عشوائيا وغرائزيا على المتلقي او اطرحها في وسط مقروء من قبل الاخر .
فكرة الامام المهدي عليه السلام فكرة عملاقة لا يخشاها الا من لا يسير على خطاها او لايعيها .
محاور الفكرة هي الولادة والغيبة وكيفية الظهور وما بعد الظهور، ومن هذه المحاور يحاول السفسطائيون (السفسطة هي قياس مركب من الوهميات الغرض منه إفحام الخصم أو إسكاته) ان يخلقوا كتابات وافكار طوباوية هشة تحاول اختراق جدار الفكر الرصين بهذه الفكرة والمتسلح بثوابتها علميا وتاريخيا وفلسفيا، ولاني اريد ان اصل الى غاية فانا احبذ الكتابة بسلاسة يستطيع ان يفهم ما اكتب العقل البسيط وبعيدا عن استعراض القوى العضلاتية للمصطلحاتية الفارغة والتي لا تعدو اكثر من زينة على سيارة عروس .
الامام المهدي لكل القرون وليس للواحد والعشرين فقط ومن ادعى ذلك فاما لمحدودية تفكيره او لتفريغ ضغائنه على الفكرة ومن حيث الكلام بنفس اسلوب من ادعى السلبية لهذه الفكرة سيكون الرد وفق المحاور الذي تحدثوا عنها .
الولادة والغيبة خارج بحثنا هذا ولمن اراد الاطلاع على هاتين الفكرتين يمكنه مراجعة كثير من المصادر ومن كلا الطرفين تتحدث عن المهدي وهوية المهدي وتجد بعضها في مقالي ( 15 شعبان مفترق طرق بين الشيعة وكل طوائف العالم) المنشور اكثر من موقع .
الفكرة الركيزة التي نقف عندها هي الثقافة التي عليها من يعتقد بفكرة الامام المهدي وطبيعة قيادة المهدي للعالم بعد ظهوره، بعد المفروغية من الاعتقاد بالمخلص بعيدا عن من يكون هو فكما قلت ليس خذا موضع كلامنا .
اسلوب الايمان بالفكرة مختلف بين الملل بل بين افراد المجتمع للملة الواحدة، هنالك من يفسر بشكل عفوي لحديث افضل اعمال امتي انتظار الفرج وهنالك من يجهل تفسيره وهناك من يصيب تفسيره، وعندما تكون النظرة الى ما فُسر سلبا لهذا الحديث تكون النظرة مبتورة والراي عنها سلبي لصاحب البحث .
الانتظار هو الامل مع الحياة لا ان اعيش الامل من غير حياة ونظرة عابرة على مايجري في العالم اليوم تجد نفسك تتشبث بمن ينقذك من هذه المهالك الكارثية التي يوميا تستجد على ارض المعمورة .
والكل يسمع عن الاسلحة المتطورة التي تتفنن الدول الكبرى في ابتكارها مع صرف المليارات من الدولارت لاجل تطوير هذه الاسلحة الفانية للبشرية فمن يمكن له صدها او احتوائها؟.
نزوة صغيرة لرئيس امريكي مع جهل الطيار ضُربت هيروشيما بقنبلة نووية الى الان اثارها وما نتج عنها من ماسي لايمكن للعقل البشري ان يتصورها فمن يضمن لكم ان هذه النزوة لا تتكرر اليوم؟ توترت العلاقات الباكستانية الهندية اصطحبها خوفا من استخدام النووي لرد احدهم الاخر من يضمن ان هذا لا يحصل؟ العالم متخوف من ان تملك القاعدة اسلحة كيمياوية او نووية من الرادع لهذا؟
فنحن عندما نعيش امل الظهور وليس الانتظار لا يعني اننا نعيش الوهم او التخلف كما يحبذ ان يسميها السفسطائيون ونحن لا نتخيل عالم مليء بالعدالة والاحسان بل نامل ونحاول ان نخلقه واذا عجزنا يبقى الامل بظهور من يحققه وهذا ارفع وارقى انواع التفكير في الحياة الدنيا حتى نكسب حياة الاخرة .
ايران تؤمن بالامل واليوم امريكا واوربا تفاوضها على الملف النووي فكيف طورت علمها مع الايمان بفكرة الامام المهدي؟اين التخلف والجمود الفكري والعلمي؟
واما ان هذه تمثل انتكاسات من وجهة نظر من له قصر نظر فهذا لا يؤخذ به بدليل معاداة العالم لمن يحمل هذه الفكرة وطالما انكم تدعون تعدد الثقافات ولا يحق لاحد الغاء ثقافة الاخر فلماذا تلغون ثقافة الامل مجرد ثقافة الامل او ان لهذا الامل كلمة تكشف عورات من ركب جادة السوء .
كثير من الامال والاحلام التي تعيشها الافكار الخيالية التي تُؤمل الانسان بالرفاه والعدل والاحسان وكلها مجرد ادوات للقمع والهلاك والتخلف ولعل وسائل الاعلام تطلعنا يوميا على خفايا هذه الافكار وتعلمون الكل عن افكار الماركسية التي قادت العالم الى الفقر والراسمالية التي اليوم نعاني من الازمة المالية العالمية بسببها اليس هذا جهل ام خيال؟، ونحن مجرد نعيش امل الظهور والقضاء على الظلم يصبح تفكيرنا هذا طوباوي .
واما استخدام مصطلحات البوذية (النيرفانا) وربطها بكلمة الخلاص البعيدة عن المخلص وخلق فكرة من نسج الخيال والرد عليها يعد قلة الوعي بعينه، واما الغاء الغير او الانطفاء الكامل للغير والتناسخات التي كما يحلو للغير الحديث عنها هي افكار لا واقع لها فان الحياة مستمرة بكل سلبياتها وايجابياتها الخيرون يحاولون البناء والاشرار يحاولون الهدم ومن يدعي بان هذا سلبي وذاك ايجابي ليس المجتمع بل القران الكريم فقط وما يتعلق به من سنة نبوية ومن يختص في دراستها اما ان اقوم بالادعاء والاتهام والشهادة والقاضي والجلاد فهذا هو الالغاء للغير بعينه .
والحديث عن الثقافات الوسطية لا يعني قبول السلبي للايجابي او العكس بل يعني سكوت احدهما على بعض سلبيات الاخر والعكس بالعكس وطالما ان هذه الوسطية فلماذا لا تسكتون عن من يؤمن بفكرة المخلص وكيفية الظهور وما بعد الظهور فان كان سلبي فهو يتحمل وزر فكره وان كان ايجابي فله الثواب .
الفينومنولوجي هي انا افكر اذن انا المفكر على عكس الديكارتي انا افكر اذن انا موجود واما من يكتب عن فكرة الامام المهدي يقول انا اكتب اذن انا كاتب والطالب في الصف الاول ابتدائي يكتب اذن هو كاتب .
ونحن طالما اننا نؤمن بفكرة الامام المهدي من الولادة مرورا بالغيبة الى الظهور وتحقيق العدالة فاننا نستعد للاجابة والرد على من لديه اشكال او استفسار ولا كلام لنا مع من لديه غمط واستصغار ولهذا نجد ان كل من لا يؤمن بهذه الفكرة ياخذ جانيا وينزل سيل من الكلمات الجافة الجارحة مصحوبة بالاكاذيب على الاخر ولا يستطيع الجلوس على طاولة مستديرة .
والذي يدعي (فإن فكرة المخلص لا يمكن أن تحظ بأي تجاوب في النظام المعرفي المعاصر) هل اصل الفكرة لا تتجاوب ام ان هنالك من يرفضها فهنا الدقة في الكلام فان كان الاصل في الفكرة اذن المفروض انها مرفوضة من الاساس لا ان تقبل بالامس وترفض اليوم وهذا منحى اخر واما اذا كان هنالك من يرفضها الان لاسباب جلها بعيدة عن العقل قريبة عن النفس فهذا الخلل فيهم لا في الفكرة .
واما ادعاء (يتعذر على هذه الفكرة أن تتسم ببريق معاصر ما دامت عصية على النقد التاريخي والمعرفي الكفيل بتطويرها لكي تتعايش في مناخ معاصر، ولكي تكون فكرة معاصرة يجب أن تقتلع من سياق العنف والشمولية والاكراه التي ترعرعت فيه والتي نجد لها حضورا لافتا في بعض مدونات الحديث الشيعية كموسوعة بحار الأنوار للشيخ المجلسي، فالنصوص هنا تقدم صورة مفزعة تشوه المهدي المنتظر، يجب أن نعترف بذلك).
هنا وقفة تامل ونظر وتفكر وكمقدمة بسيطة اقول في الفكر الشيعي عدة علوم منها على سبيل المثال الدراية وعلم الرجال ولان هنالك كثير من الكذابين والمدسوسين والمحرفين فان هذا يستوجب ضعف بعض الاحاديث المروية عن الائمة عليهم السلام فليس كل ما جاء به الكافي او المجلسي هو موثق بل حتى باعترافهم هم ان هنالك الشاذ في رواياتهم ولرب سائل يسال اذن لماذا دونوها في كتبهم وهنا كما قال الدكتور عبد الهادي الفضلي والسيد محمد تقي الحكيم في كتابه اصول الفقه المقارن ان طبيعة العمل الموسوعي هو تضمينه الشاذ النادر والمخالف والموالف حتى تمكن الباحث من الاطلاع على مختلف الثقافات والاساليب بنقل الفكر وكيفيته .
والان نعود الى ما جاء اعلاه بان هنالك بعض الثقافات لا بد من الغائها حتى تتجدد فكرة الامام المهدي او بالاحرى كما ذكر الكاتب المخلص وهنا التامل والتفكر، فقد استشهد بروايات من بحار الانوار لكي يدعم وجهة نظره السفسطائية .
الرواية الاولى التي استشهد بها الكاتب (عن الامام جعفر الصادق حول دولة القائم بقوله: ما لمن خالفنا في ولدتنا نصيب، إن الله قد أحل لنا دماءهم عند قيام قائمنا، فاليوم محرم علينا ذلك، فلا يغرنك أحد، إذا قام قائمنا انتقم لله ولرسوله ولنا جميعا")
لنفل خطأ طباعي في دولتنا وليس في ولدتنا المهم ان الكاتب يحمل على فكرة المهدي تبعيات هذا الحديث والان لنفرض انه مرر هذا الحديث من مصفاة التنقية وانه صحيح فاين الخلل فيه، الا يلاحظ الان وبالامس وغدا سيحدث اذا ما حدث انقلاب او ثورة ألا يعتمد القادة الجدد على تصفية القادة المدحورين ومن يؤمن بافكارهم؟ والى اليوم امريكا وفرنسا والمانيا نفسها نراهم تثار حفيظتهم اذا ما ذكرت النازية بل ان تصفية النازية قامت على قدم وساق اين الثقافات التي تتحدثون عنها؟ في ايطاليا وفرنسا الى اليوم يمتنعان من قبول المسلمين بل وحتى ان الذي يرفض دينه ويعتنق المسيحية تقدم له تسهيلات كثيرة اين تعدد الثقافات في هذا؟ ناهيك عن التصريحات والتهجمات الكلامية على الاسلام قبل المسلمين والى اليوم ثقافتهم هي رسم صور كاريكتورية على رموز الاسلام اين هي التعددية الثقافية؟
احداث 11 سبتنمبر والتي لا تخلو من تواطؤ البيت الابيض في حدوثها قامت امريكا باحتلال وهدم بلدين ناهيك عن الاضرار العالمية الناجمة عن هذه الهمجية اين التسامح؟
كيف واذا بالذي يعادي الله ورسوله والاسلام فهل كل من يصر على عدائهم يحق له البقاء قي دولتهم؟ الم تسمع في لندن انها ترفض دخول من يصرح بمعاداتهم واذا وجد من يعاديهم في بلدهم فالسجن والتهجير مصيره اين الثقافات التي تتحدثون عنها؟
الرواية الثانية يقول: إذا قام قائمنا عرضوا كل ناصب عليه، فإن أقر بالإسلام، وهي الولاية، وإلا ضربت عنقه أو أقر بالجزية فأداها كما يؤدي أهل الجزية"
عقب احداث سبتنمبر قال بوش سنحارب الارهاب ولا وسطية في ذلك اما معنا او علينا هل التفت اليه الكاتب عن الامام المهدي والحديث عن التسامح؟ الا يوجد الان دول اوربية تفرض ثقافات وديانات خاصة على كل من يدخلها والا الطرد؟ واما مسالة الجزية فاعتقد انا ان مايثير البعض هو كلمة جزية وكانها تدل على الجزاء والغرامة ولو تمعنا بالنظام الضريبي المتخذ في كل دول العالم لوجدنا الاشد والاقسى في مضمونها من كلمة الجزية هذا اذا لم تكن هي بعينها طبيعة العمل بالجزية .
وكلنا نسمع عن الرسوم التي يدفعها المسافر الى بلد اجني او رسوم الاقامة لمن يبقى في بلد اجنبي بل وحتى هنالك ضرائب مثلا في استراليا تفرض على المغتربين فيها وهذا هو احدى الانظمة المالية لجميع دول العالم فما الضير في ذلك؟
وبعد دفع الجزية الا يدل هذا على تعدد الثقافات وعدم الغاء الاخر حيث يستطيع ان يعيش الذمي الى جنب اخيه المسلم ويصبح له مثل ما للمسلم وعليه ما على المسلم؟، واي دولة في العالم تقبل المغترب المجرم في بلدها؟
والرواية الثالثة التي استشهد بها الكاتب هي ( حين يقوم القائم يخرج موتورا غضبان آسفا لغضب الله على هذا الخلق، عليه قميص رسول الله وسيف رسول الله ذو الفقار، يجرد السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل هرجا).
غضب الله على هذه الخلق وهي من باب اطلاق الكل على الجزء حيث الذي يثير غضب الله هو من لا يعتمد شريعة الله وهذا حكم جار منذ ان خلق الله عز وجل ادم الى قيام الساعة وحتى ان بعض الاقوام لعصيانها الله عز وجل تم استبدالها بالكامل وكل حسب طبيعة العقاب الذي يختاره الله عز وجل .
وسيف وتركة رسول الله (ص) هي عند القائم هذا امر مفروغ منه ومن المسلمات لدينا الامامية، واما استخدام السيف هو دليل على الالة التي يستخدمها الامام وليس بالضرورة ان يكون السيف وقد يكون السيف اذا ما قدر لهذا العالم ان يعود للعصور القديمة هذا من جانب ومن جانب اخر انه طالما ان الرواية قالها الامام الصادق عليه السلام فهل من المعقول ان يقول ان القائم سيستخدم فانتوم 12 او صواريخ عابرة للقارات او اسلحة كيمياوية او بيولوجية وهو في عصر لا يعرف غير السف كسلاح؟
اضف الى ذلك الى اليوم السعودية تستخدم السيف في القصاص واما الملآ وفي الساحات العامة فهل من ناقد لهم او رادع او مانع؟
واما قد يكون راي الكاتب استكثار عدد الذين سيقتلون بالسيف خلال ثمانية اشهر فان هذا لا يساوي قتلى هيروشيما او نكازاكي اليابانيتين وبلحظة او بثواني فكيف بالحروب التي شنتها اسرائيل او امريكا على مدى ايام وشهور وما نجم عنها من قتلى وجرحى وهدم للبنية التحتية لتلك البلدان التي تعرضت لهذه الحروب؟
على كل من يلج فكرة الامام المهدب عليه ان يقرأ ما يخص الفكرة بكل جوانبها وتنقيح الصخيخ عن الخكأ وذكر مثلا الروايات التي تتحدث عن الامان والانتعاش الاقتصادي والحالة العلمية التي يعيشها عصر ظهوره .
وانا حقيقة لا احبذ الحديث عن عصر الظهور وعلامات الظهور وكيفية الظهور فانها احداث لساعاتها المهم لدينا اثبات الولادة والغيبة لانها عقيدة راسخة في ضمائرنا والاساس الذي يرتكز عليه اثبات بقية معتقداتنا باهل بيت الرحمة .
https://telegram.me/buratha