بقلم:فائز التميمي
نشرت جريدة الشر السعودية مقابلة مع نائب رئيس الجمهورية السيد عبد المهدي في 13.8.2009م حيث كعادتها تحاول توجيه أسئلة تبحث من خلالها عن ثغرات لتوجيه الطعن والتفرقة. وبكل تجرد وبعيداً عن التعصب فقد حاولت بخبث وحاولوا معي أن تجدوا جواباً واحداً من السيد عبد المهدي يضع أسفيناً في العملية السياسية أو يسيء الى أحد أو يعطي الفرصة للآخرين للتصيد في الماء العكر وأتحدى أي مغرض أن يجد في أقوله أو في ما بين السطور ما يستطيع به أن يسبح به صدامي أو وهابي ليزيد الفرقة بين العراقيين.ولست هنا بصدد التعرض الى إجاباته بل أحثكم على الرجوع الى تلك المقابلة لتحكموا أنتم بأنفسكم وحبـذا لو نشرتها براثا . فقط أتطرق عندما سألوه عن الخلافات بين الدعوة والمجلس فقال: إنهما كزوجين يسمع الجيران خلافاتهما وصراخهما لكنهما يعيشان في بيت واحد ولهم من علاقات الروابط المختلفة الشيء الكثير.
ولكن ماذا صرح السيد العسكري لجريدة الدعوة نقلته لنا السفير اللبنانية في عددها 13.8.2009م بنص قوله: أعتقد أنه لن يكون هناك إتفاق في الأيام المقبلة وإنّ حزب الدعوة يتجه لتشكيل إئتلافات تنسجم ومباديء إئتلاف دولة القانون.إنتهى. ووصفته السفير بأنه قيادي كبير في حزب الدعوة!! . فالأول يتكلم بروح الأخوة والأمل في عودتهما الى إئتلاف واحد والثاني يتكلم بلهجة (تسمحوا لي) هي لهجة بعثية وإن لم يقصدها عندما كان البعثيون قد جمدوا على شعارات بلهاء كلما كلمتهم عن شيء قالوا: مباديء الحزب والثورة !! والتي إتضح أنها شعارات غير قابلة للتطبيق .ونمط كلامه وتصريحاته تشعرك بأن الرجل يميل الى حكم الحزب الواحد الشمولي والقائد الضرورة . فمن المباديء التي ذكرها العسكري:أن الأخوة يرون أن يجب أن يكون إئتلافاً شيعياً في البدء ثم ينفتح ما يعطي مؤشراً سلبياً للآخرين بأنهم تابعون للإئتلافات وغير مشاركين. إنتهى.
وفي كلام السيد العسكري تناقض فهو من جهة يريد الإئتلاف وفق مباديء إئتلاف دولة القانون إذن هو يأتي للآخرين أيضاً بإئتلاف له مباديء وشروط. وأقسم عليكم بالله أذا لم يستطع إئتلاف دولة القانون الإئتلاف مع من سبق أن عملوا معه فكيف سينجح بالإئتلاف مع الآخرين!! ثم كيف نصدق أن جهة ما قالت بأنها ستأتلف مع دولة القانون هكـذا بلا شروط فمعنى ذلك أنها تابعة وليست مشاركة وأما إن قبلت بكل شروط إئتلاف دولة القانون من دون أدنى إعتراض ففي الأمر "إن" فليس في عالم السياسة اليوم غر أو أم ولد ! لقد كان هنالك "ام ولد" ضحت فقتلوها في أول فرصة سنحت لهم وإتهموها بإنها تريد التقسيم وأنها تعرقل مشاريع الخدمات ..والخ.
أخشى أن يأتي يوم فيندم فلان وفلان ويكون حاله حال حازم جواد الـذي كان أكبر قيادي في حزب البعث وإنتهى به الأمر مطروداً وتسلط حثالات البكر وصدام وغيدان ليس على حزب البعث وحسب بل على كل مقدرات العراق.بين الواقع والشعارات بون شاسع وحفرة عميقة فيها تمساح بعثوهابي فاتح فاه ينتظر من يقع ليصعد على كتفه. والويل من غضب الله تعالى لمن يفرّط بأمر العراق لنزوة أو تنظير خيالي طوبائي ( ما يوكـّل خبز)!!.
https://telegram.me/buratha