المقالات

هل كانت الفترة السابقة فخا للاسلام السياسي الشيعي ..!!

1228 21:29:00 2009-08-11

ناهدة التميمي

قيل ان الشيعة زج بهم عمدا في الواجهة رغم ان ذلك كان استحقاقهم الانتخابي في فترة من اعقد اواخطر المراحل التي يمر بها العراق اضطرابا وتقلبا وعدم استقرار .. وكان المقصود ان يحكموا في هذه الفترة والغاية هي حرقهم سياسيا. واولى مراحل الحرق السياسي هذه هي تكبيلهم بالمحاصصة السياسية مما جعل 150 نائبا لهم في البرلمان غير قادرين على اتخاذ قرار واحد في صالحهم او في صالح البلد ارضاءا لهذا او ذاك او اكراما للمصالحة الوطنية التي لم ولن تاتي يوما ما.. فبفعل هذه المحاصصة تخلوا عن حقوق كثيرة كانت حقا لهم مما ازعج ناخبيهم.

وثاني هذه الاخطاء القاتلة هي اعتمادهم على نفس الوجوه التي ملتها الناس ولم تقدم لهم شيئا يذكر وعدم ايمانهم بالمعارضة الشيعية التي قد تكون جهدا اضافيا لهم ومستودع للعمل السياسي الذي غالبا ما ترافقه اخطاء .. فمثل هذه الاحزاب المعارضة قد تكون دليلا لهم في اوقات الازمات وقد يلوح بها امام الاخرين وهي قوة اضافية وهي آلية لامتصاص الصدمات السياسية التي تظهر وقت الحرج ..

ولذلك نحن امام جسد سياسي مريض وضع كل بيضه في سلة وجوه معدودة ان فقدت ستكون هنالك كارثة وفوضى .. وعندما ينهار هذا الجسد الهش لن يرحمه احد لانه لم يستعد جيدا ولم يعد ألياته لتجاوز الاشكالات التي برزت تحت طائلة المال السعودي والخليجي لنخرج من هذا المأزق بشكل سليم فهل استعديتم جيدا مثلا لحالة فقد بعض رموزكم وقد وضعتم كل بيضكم في سلتهم وان فقدانهم او توجيه اي ضربة لهم سيؤدي الى عملية تفتيت لامبرر لها واعاقة لعملكم .. لذا نقول ان حجم الالم كبير ولاوقت للمجاملات .

المقتل الثالث هو ضرب مكونات الائتلاف بعضها لبعض والكيد لبعضها البعض .. فهم لم يستوعبوا تجربة الاكراد ومعارضتهم .. فالاكراد مهما اختلفوا لن يضربوا بعضهم بعضا .. فقد اعتبروا الاحزاب الكردية المعارضة اعادة لترتيب اجنداتهم السياسية وعدم التفريط باي حق من حقوقهم. اليوم هناك مليارات تزج من الاموال السعودية والخليجية والمستهدف بها هم شيعة الجنوب وليس اي مكون اخر .. لان الزيارت الخليجية بدات لمراقد الائمة في النجف وكربلاء والكاظمين وسامراء.. من البحرين والكويت والسعودية وعمان واليمن وكل دول الجوار وهذا ما ارعب دول الخليج من هذا الانفتاح الشيعي .. واعتبرتها كارثة خلقت ازمة لها.. لذا فان المستهدف من هذه الاموال التي تضخ والتحركات المحمومة ليس الاسلام السياسي فقط وانما تاريخ ومذهب الشيعة ككل في العراق والذي يراد له ان يتخلى عن معتقداته ,, وقد سمعنا مؤخرا عن خطة ( تنظيف الاعشاش) السعودية بالتعاون مع البعثيين وغيرهم لابادة الشيعة في الموصل واخلاؤها من اي وجود شيعي وجعلها عاصمة البعث المستقبلية .. ولو ان بطلا شرسا مثل ابو الوليد قائد لواء الذئب البطل كان مازال على راس حماية الموصل لما حصل ذلك ولكننا فرطنا بجهد مخلصينا من اجل المصالحة والتي هي اكبر فخ نصب للشيعة في تاريخهم الحديث .. اذ انهم ومنذ ست سنوات يقدمون التنازلات المؤلمة تلو الاخرى ولم تتحقق المصالحة والتفجيرات مستمرة وتطهير المناطق من الوجود الشيعي مستمر ..فالمصالحة اذن فخ نصب لكم باحكام..كانت بدايتها عندما تنازلتم عن بعض مقاعدكم في البرلمان تلاها قبولكم بالتوازن في الجيش والشرطة بين المكونات الثلاث وهذا اخطر خلل ثم قبولكم بوجود قتلة وذباحي ومهجري ابناؤكم بينكم تحت قبة البرلمان التي دفع الناس لوصولكم اليها دم ومجازر اعملت بهم مما جعل الناس تفقد الثقة بوعودكم وطروحاتكم وتنبذ العملية السياسية وتعزف عن صناديق الاقتراع لانها تشعر ان لافائدة ان ذهبوا وان لم يذهبوا فالحصص معدة ومقسمة سلفا للمكونات المتحاصصة.

الان حان وقت تزييت المفاصل السياسية في الجسد الشعي لانه لاوقت لهم .. عليهم الاعتماد على وجوه ليبرالية مثل الجلبي مثلا وتقديمه كواجهة في الائتلاف ووجوه مستقلة تستطيع ان تقدم نفسها بشكل حضاري وتدافع عن القضية وتكون كفء لمقدرة الاخر الاعلامية والسياسية وقادرة على التصدي لها .. وان لايعمدوا الى ترميم الوجوه التي احترقت لان ذلك سيكلفهم اكثر من استبدالها ( رغم ايماننا بانهم ابرياء ويراد تلطيخهم ) وبانهم شرفاء وخدموا العراق ولكنها وجوه احترقت فلاتعيدوا تاهيلها على الاقل في الوقت الحالي لان صورتهم المحترقة ستلاحقكم في الانتخابات وستخسرونها ...

تصرفوا كالجيش في المعركة اسحبوا وحدات وقدموا اخرى اكثر قبولا ولاتتمسكوا بمن احترق حتى وان كان بفعل مكيدة وهم شرفاء ومخلصون ولكن باختصار لم يعد لهم حظوة لان الآلة الاعلامية اسقطتهم باتقان ,, انتم امام هجمة شرسة وقوية .. وهذه هي السياسة فن الحراك والممكن فحب الوطن والاخلاص وحده لايكفي بل قبول الناس والاداء يكلف الكثير من الوجوه  انتم في معركة تصرفوا فيها كقادة جيش .. ناوروا بجهدكم السياسي وتحركوا باليات مختلفة لان آلياتكم القديمة مكشوفة جدا..وافهوا انكم مستهدفون.. لماذا لم يسقط الهاشمي والدليمي رغم الاهوال التي قاموا بها .. لان وراءهم ماكنة اعلامية ضخمة واموال هي التي تكيد لكم وتسقط رموزكم فاستعدوا لهم بنفس اسلحتهم.. كونوا الاذكى وناورا وقدموا النزهاء ممن لاغبار عليهم.. هم يريدون دحركم وضربكم .. فناورا ارى اشجارا تتحرك .. فاسمعوا لزرقاءكم ...!! ناهدة التميمي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد ال داغر
2009-08-12
صدقت ورب الكعبة . ليت قومي يعلمون .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك