اسعد راشد
افاد اكثر من مصدر سياسي وامني ان اسباب التدهور الاخير في الوضع العراقي وخاصة في الموصل تعود الى تدخل سعودي فاضح في الشأن العراقي وقيام مخابراته بارسال وفد امني متخصص في قضايا الامن والارهاب للاجتماع مع عدد من تنظيمات ارهابية بوعاء بعثي هدفه التنسيق المشترك للمرحلة المقبلة ضمن الاستحقاقات الانتخابية التي تريد السعودية ان تضع يدها على العراق كاملة من خلال "سيل" من الامول التي تم توزيعها على الاطراف السياسية الموالية لها وخاصة البعثية وجماعات القاعدة ‘ وقد افيد ان السعوديين تمكنوا و عبر علاقة اجهزتهم الاستخباراتية بتنظيم القاعدة الدولي من ايجاد نوع من التنسيق بين نشاطات هذه الاخيرة في افغانستان ومثيلاتها في العراق واوعزوا الى مشايخ الدين في السعودية باصدار فتاوي سرية محدود التداول تحرض الوهابيين على القيام بواجب الجهاد المقدس في العراق لتخليصه من خطر "الرافضة" بعد ان انسحبت القوات الامريكية من المدن حيث التقارير تتحدث عن ان الحافز الذي يغذي سيل البهائم الانتحارية لدخول العراق مجددا وباعداد كبيرة خطاب التحريض الطائفي والتهويل الكذب بان "السنة" في العراق بعد تلك الانسحابات للقوات الامريكية اصبحوا يواجهون خطر الابادة والانتهاء في العرق ومما يؤكد اكثر على هذه السياسة السعودية اكثر تصريح صدر قبل عدة ايام للسلفي السعودي والوهابي الذي كان له علاقة وطيدة بابن لادن ابان الاحتلال السوفياتي لافغانستان حيث قال "عوض القرني " في حديثه لموقع "العربية نت" القريب للمؤسسة الامنية السعودية وجهازها الديني بالحرف الواحد " انا أؤيد ابن لادن في افغانستان وضد اعماله في السعودية"!! اعتبره المراقبون دليل على ازدواجية السياسة السعودية واشارة واضحة الى مساهمة المخابرات السعودية وجهازها الديني في اعمال القتل والارهاب في العالم وخاصة في العراق وافغانستان ماعدى السعودية التي يعتبرون اي عمل مسلح ضد النظام السعودي بالارهاب فيما يصفون اعمال القتل والمذابح والتفجيرات في العراق بـ"المقاومة" الرابط الى تصريح "الشيخ السعودي الوهابي :http://www.alarabiya.net/articles/2009/08/10/81413.html فيما تؤكد مصادر سياسية في بغداد ان النظام السعودي قد انفق لحد هذه اللحظة في دعم مشروع اطلق عليه سريا "خطط اعادة العراق لعمقه العربي "! اكثر من 75 مليارد دولار .
كما افاد مصدر اخر وموثوق ان حارث الضاري دخل اخيرا الى محافظة الموصل عبر سوريا وقد حضر اجتماعا موسعا بمشاركة عناصر قيادية من تنظيم القاعدة وممثل عن الاستخبارات السعودية ناقشوا خلاله سبل تنفيد "الخطة" السعودية وبشكل دقيق يسرع في تحقيق المشروع السعودي وقد وفر مجلس محافظة الموصل الحماية الامنية الكاملة لذلك الاجتماع وتم تخصيص "كتيبة" قوامها ضباط بعثيين في الجيش السابق وعناصر امنية اخرى من رجال العهد البائد تتولى ليس فقط حماية تلك الاجتماعات وانما يتجاوز الدور لتوفير الغطاء الامني اللازم لدخول عناصر القاعدة والوهابيين من الحدود الشمالية التي تربط المحافظة بسوريا الى العراق وادخال المئات من السيارات والشاحنات بهدف تنفيذ اعمال التفجير والدمار كما ان تهريب شحنات ضخمة من السلاح يجري بشكل يومي وتخزن في مناطق خاضعة بالكامل للبعثيين في تلك المحافظة ومنها تهرب الى المحافظات الاخرى وخاصة بغداد واقضيتها القريبة للمناطق الغربية ‘ كما ان تحسن العلاقات السورية السعودية اعطى دفعة جديدة للارهابيين والوهابيين لارسال بهائمهم الانتحارية عبر سوريا الى العراق مستغلين ما طرأ من تقارب بين النظامين لتعزيز تواجدهم مجددا في المحافظات السورية القريبة للعراق وكممرات لتهريب الاسلحة والاموال والانتحاريين الارهابيين.
ومما يؤكد على هذا الامر ان النظام السعودي اوعز الى تنظيم القاعدة بضرورة التنسيق مع خلايا البعث والقيام في المرحلة الاولي بعملية تطهير واسع ضد للشيعة في الموصل بحيث لا يبقى فيها احد وحذروهم من التعرض في الوقت الحاضر للكورد لان ذلك قد يقلب عليهم بعض الاوراق وتركوا الامر للمستقبل وبعد ن يتم القضاء كليا على الوجود الشيعي في الشمال وتتوضح صورة الخارطة السياسية في المرحلة المقبلة بعد الانتخابات النيابية المزمع اجراها في يناير القادم !
وقد تكفل الضاري وابنه المثنى الاصفر للسعوديين بتوفير التغطية الاعلامية عبر قناة الجزيرة كافضل منبر لهم بشكل يبعد اي شبهة عن دورهم في التصعيد الامني الاخير ومخططهم الجهنمي في استهداف الابرياء وتدمير الممتلكات وابادة قرى شيعية باكملها ‘ وتقوم قناة الجزيرة بنشر وقائع وتقارير محرفة عن التفجيرات بعد ان تتطعم برؤى بعثية تعطي للرأي العام صورة عن الاحداث مغايرة عن تلك التي تجري في المشهد العراقي وقد استغلوا حادثة الزوية الاجرامية التي قام بها افراد مجرمين لا علاقة لهم بالاحزاب السياسية الشيعية ولا بمواقع عملهم وانما استغلوا وظيفتهم لتنفيذ تلك الجريمة البشعة الا ان الاعلا م العربي وخاصة الجزيرة ولتنفيذ اجندة البعث والدول الاقليمية سعت للاصطياد في الماء العكر والايحاء بان من يقف خلف حادثة الزوية احزاب متنفذة في السلطة وبالتالي ربط كل التفجيرات الارهابية التي يقوم بها مرتزقة ال سعود والبعث بها من خلال الاستشهاد في كل مرة بحادثة الزوية .
والغريب في الامر ان الحكومة العراقية مازالت غائبة وبشكل كلي عن المشهد الدموي في الموصل وعن كل ما يجري هناك من تحضيرات لتصعيد اعمال القتل والارهاب خاصة وان التقارير تتحدث ان "محافظة الموصل" اصبحت وكرا وبؤر للارهاب والارهابيين من تنظيم القاعدة والبعثيين المتحالفين معهم حيث وجدوا في قائمة الحدباء الارهابية البعثية خير معين وحامي لهم يتمتعون بكامل الحرية في التحرك وتنظيم صفوفهم وتشكيل خلايا مسلحة واعداد المفخخات والشاحنات الملغمة وارسالها الى المحافظات الاخرى وهناك تواطؤ واضح من قبل بعض المؤسسات الامنية والعسكرية التي تغض الطرف عن نشاطاتهم تاركة الحبل على غاربها دون القيام باي عمل او اجراء لحماية المدنيين واعتقال الارهابيين كما ان الامريكيين يرون ما يجرون حولهم ويراقبون بدقة كل شاردة وواردة الا انهم ولاجندة خاصة بهم لا يتدخلون بل وفي احيانا اخرى يقدمون بعض التسهيلات لهم !
https://telegram.me/buratha