محمود الربيعي
الجزء الثاني
محمود الربيعي
عندما تصبح الفضائيات ألأعلامية واجهة تهدد أمن الدول وأستقرارها
ان الاعلام العام عندما يتحول من مستوى الافراد والاحزاب الى مستوى دول تتبنى ممارسة الاعلام كوسيلة من وسائل الحروب الامنية والسياسية وتساهم من خلالهما تخريب الامن الوطني لدول اخرى يشكل عدوانا على الدول التي تتعامل معها ممن لها تمثيل دبلوماسي وثقافي معها ويسبب وهو نوع من التدخل في الشؤون الداخلية فيها.
الاجندة الاستعمارية ضد من؟ ومع من؟
الاجندة الاستعمارية بشى اشكالها وصورها لاتقتصر على الاستعمار التقليدي الذي نعرفه، فلقد تبلدت كثير من القيم السياسية واصبح اليوم مفهوم الاستعمار يأخذ بعدا اكبر مما نحدده نحن، فقد يظهر الاستعمار داخل منظومة من الدول خارج المفهوم الاستعمارالتقليدي بان تلعب بعض شعوب المنطقة دورا في التآمر على شعوب اخرى مجاورة لها او تختلف معها في الايدولوجيات وموازين القوى الاقتصادية وحتى في طبيعة الارتباطات الدولية وخصوصا تلك الارتباطات المتعلقة بالقوى الكبرى.
على الاعلامي فهم المعادلات السياسية فهما دقيقا
وعندما يقع الاعلاميون في فخاخ اصحاب الاجندة والمشاريع الاستعمارية أو العملاء المرتبطين به في المنطقة دون فهم منهم للمعادلات السياسية العامة بشكل صحيح على الرغم مما يمتلكون من شهادات عالية وويتصفون به من كفاءة مهنية، الا انهم وبسبب فهمهم الخاطئ يوظفون طاقتهم في مجال خدمة مايخطط له الساسة الكبار، ويعملون على مساعدتهم في تمرير المشاريع المعادية.
الاستعمار يهدد وحدة الشعوب
فالاستعمار وبدوافع اقتصادية وامنية يحاول دائما ان يجد له طريقا ومنفذا للتدخل في حياة الدول والشعوب لاجل تامين مصالحه بطرق غير مشروعة لذلك فهو يلجأ الى عقد صفقات مع حكام تلك الشعوب او يجد له طريقا لاثارة القلاقل واحداث الفوضى الامنية ويحضر لانقلابات او تغييرات في طبيعة الانظمة الحاكمة وجعلها تابعة له لاجل الحصول على امتيازات ومواقع مهمة واسهل طريق له لاثارة تلك الفتن هو الطريق الاعلامي، لذا ندعو كافة العاملين في المجال الاعلامي الى مراجعة انفسهم والالتفات الى الخطر العام المحدق بحياة شعوبهم قبل ان يلحقها الضرر.
المواقف الاعلامية تحتاج الى مراجعة
ان مايجري في العراق من سفك للدماء يتطلب من الاعلاميين وخصوصا العرب منهم ان يراجعوا مواقفهم الانسانية والمهنية للوقوف بوجه هذه الهجمة الدولية والاقليمية الشرسة التي تهدد مستقبل الامة العربية والذي ابتدأت بالعراق، كما يتطلب من بعض الدول والحكومات العربية اعادة حساباتها السياسية والدولية والقيام بمراجعة حقيقية تتجنب فيها الاجندة الاجنبية ماأمكنها وان لاتقدم خدمات سخية يكون ضحيتها الانسان العربي، كما ان على هذه الحكومات ان تقف بوجه المخططات المشبوهة واللآأنسانية التي تهدد حياة ومستقبل أمتها ان كان لها انتماء، اذ ليس من المعقول أن تذوق شعوبنا الموت والدمار بينما ينعم الاخرون بأمان في بقية بلدان العالم.. فهذه مسؤولية انسانية امام الله قبل كل شئ ويتحمل كل الذين يشاركون في تنفيذ هذه الجرائم وزرهذه الاعمال.
البضاعة الاعلامية الفاسدة وتاثيرها السئ على الشعوب
ولقد أصبحت الكثير من الفضائيات هذه الايام عبارة عن مجموعة من الدكاكين والاسواق لتصريف البضاعة الاعلامية الفاسدة التي يتاجر بها بعض الحكام، ومثل هذه التجارة لاتستند الى شرع مقدس أو قانون يبيح لها سفك الدماء بلا رحمة او وازع من ضمير.
المال الحرام الذي يتقاضاه الاعلامي سيصبح وبالا عليه
ان حلاوة المال الذي يأكله العاملون في المجال الاعلامي اليوم سيصبح وبالا عليهم يوما بعد يوم، وسيصبحون غير قادرين على اعادة الاموال والارواح الى اصحابها الذين فقدوا كل عزيز لهم، ويوم لايجدون مفرا من عقاب الله يوم يقولون لانفسهم هل من عودة لنعمل غير الذي كنا نعمل! وفاتهم ان الفرصة لن تعود وان عليهم ان يلاقوا ربهم ويلاقوا جزاءهم الاوفى بما ارتكبوه "يوم لاينفع مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم".
التذكير بالله واليوم الآخر اصبح ضرورة للأعلاميين
ونحن لسنا هنا بمقام الواعظين لكن التذكير بالله اصبح ضرورة لاخواننا قبل ان يحل بهم سخط الله، وقبل ان تحل بهم الكوارث والآيات، فالانسانية البريئة المهددة هي باب الخطر المنتظرالذي سيعجل بوقوع الغضب الالهي مالم يلتفت كل مسؤول الى مسؤوليته ويحاسب نفسه قبل ان يحاسبه غيره، وارجو ان يأخذ هذا النداء مأخذ الجد وقبل فوات الأوان.
اللهم نبهنا من نومة الغافلين
ان على الاعلاميين العرب أن يستيقضوا من رقدتهم وينتبهوا الى غفلتهم وان يخافوا الله ويتخلصوا من شراك مايرمى اليهم من مغريات وامتيازات ليس من ورائها رضوان الله، فالمال الذي يملؤون به اليوم بطونهم وجيوبهم وينتهي بهم للمشاركة في قتل وذبح الانسان العربي سيفنى يوماما، وسيكون وبالا عليهم في وقت يحتاجون فيه الى رحمة الله وأمانه.
الرزق الحلال والكسب النظيف
أن وظيفة يكتسب الانسان منها رزقا حلالا طيبا اطيب واعظم نفعا من مال يأخذه الانسان مقابل دم اخيه الانسان، ولازالت الفرصة أمام الاعلاميين لاعلان توبتهم والاستغفار من ذنوبهم التي ارتكبوها بحق الملايين من اخوانهم وليتذكروا فتنة الاخوة قابيل وهابيل ففي ذلك عبرة لهم قبل ان يستحكم عليهم غضب الله.
ونسأل الله تعالى أن يهدي قومنا الحق وان يهتدوا الى الصراط المستقيم، وهذه تبصرة لمن يخشى.
https://telegram.me/buratha