المقالات

الارقام والوقائع هي التي تتحدث...

843 14:01:00 2009-08-10

علي سعيد العراقي

نقلت بعض الاوساط الاعلامية والسياسية قبل عدة اسابيع تصريحا خاصا للملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز ادلى به خلف الكواليس، مفاده (اننا اذا كنا قد انفقنا مليار دولار في الانتخابات البرلمانية الاخيرة في لبنان لتغيير المعادلات السياسية هناك، فأننا على استعداد لانفاق مائة مليار دولار في العراق لفعل نفس الشيء).

وحتى الان فأن المملكة العربية السعودية تصر على عدم خفض او حذف الديون التي لها بذمة العراق مثلما فعلت الكثير من الدول الاجنبية، علما ان تعرف وتدرك خلفيات تلك الديون، التي تعود الى ايام الحرب العراقية الايرانية، فهي ودول خليجية وعربية كانت تضخ الاموال الطائلة لنظام صدام من اجل الاستمرار بحربه العدوانية ضد ايران وكانت السعودية ومعها دولا عربية تخاطب صدام بالقول (منا المال ومنكم الرجال). وحتى الان تصر المملكة العربية السعودية على عدم اعادة فتح سفارتها في بغداد ليس بسبب الاوضاع الامنية كما تدعي، ولكن لان الواقع السياسي الراهن في العراق لاينسجم مع مصالحها واجنداتها الطائفية.

وقبل وقت قريب طلع علينا تقرير اميركي يتحدث عن كيفية دعم المؤسسة السعودية الحاكمة لتنظيم القاعدة الارهابي، وكيف انها الصقت جريمة تفجير مجمع الخبر في السعودية قبل عشرة اعوام بمواطنين شيعة، مع علمها الاكيد بأن تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن هو وراء تلك الجريمة.ومعروف لدى الجميع ان السعودية رفضت رفضا باتا وقاطعا التعامل مع الحكومة العراقية، وبالتحديد مع رئيس الوزراء نوري المالكي لان تلك الحكومة بحسب رؤيتها حكومة طائفية، وهي -أي السعودية-ترفض الطائفية!!.وعلى صعيد التمويل المالي للارهاب الذي اجتاح العراق بعد سقوط نظام المجرم صدام، وتجنيد الانتحاريين وارسالهم الى العراق ليفجروا انفسهم وسط حشود الناس الابرياء، فأن الارقام والشواهد والادلة كثيرة على ضلوع السعودية اكثر من غيرها بهذا الامر، والفتاوى التكفيرية لعلماء الدين السعوديين، واخرها فتوى المدعو عادل الكلباني امام الحرم المكي الشريف، تمثل ادلة دامغة لايرتقيها الشك.

وعلى مواقع الكترونية عديدة وفي صحف ومجلات ، ومن على شاشات قنوات فضائية من بينها قناة العربية الممولة سعوديا نجد اعترافات بضلوع وتورط مواطنين سعوديين بالارهاب في العراق.وازاء ذلك كله، وغيره الكثير، فأنه يجب الا يستغرب المرء حينما توجه اصابع الاتهام واضحة الى السعودية من قبل أي عراقي سواء كان مسؤولا حكوميا او مواطنا عاديا، وسواء كان في كتلة الائتلاف العراقي الموحد او من اية كتلة سياسية اخرى، والتحذير من خطورة الدور السعودي قد يكون مطلوبا وضروريا في هذه المرحلة بالذات، مع العلم ان الائتلاف العراقي الموحد بذل جهودا ومساع حثيثة طيلة الاعوام الماضية لفتح صفحة جديدة من العلاقات مع السعودية، وتجنب فتح كثير من الملفات المعقدة والشائكة، واظهر قدرا كبيرا من حسن النوايا، لكن الجانب الاخر كان يقابل كل ذلك بردود فعل لاتنم عن رغبة في اقامة علاقات جيدة، والقبول بالواقع العراقي الجديد الذي اختاره الشعب العراقي، وهذا ما زاد الامور تعقيدا، وقلل فرص وامكانيات معالجة المشاكل والازمات.ومباديء عدم التدخل في الشأن العراقي، واقامة افضل العلاقات على اساس الاحترام المتبادل ووفق المصالح المشتركة التي رفعها وتبناها الائتلاف العراقي الموحد، لم ، تكن انتقائية بحيث تعني طرفا اقليميا مثل السعودية وتستثني طرفا اخر مثل ايران، فالمعايير والاعتبارات كانت ومازالت وستبقى واحدة.

علي سعيد العراقيكاتب وصحفي عراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك