اسعد راشد
موجة التفجيرات والاعمال الارهابية التي استهدفت الشيعة ومساجدهم وحسينياتهم في مناطق مختلفة وخاصة مناطق التنوع المذهبي والقومي الجمت لسان الحكومة العراقية ومؤسساتها الامنية والاعلامية من الحديث بصراحة عن الاطراف الطائفية والارهابية الحقيقيقة التي تقف خلف تلك التفجيرات واعطت للخبثاء والقتلة الحقيقيين والاعلام القذر مثل الجزيرة والبعثيين الانذال فرصة لتناول الامر بشكل مقلوب ومعكوس بحيث استطاعوا من خلال التجييش الاعلامي والتموضع الطائفي من تحويل الضحية الى جلاد فيما الجاني والمجرم الحقيقي غدى يسرح ويمرح في قتل الابرياء واستهداف الشيعة مستغلا التغطية التي توفرها له قناة الجزيرة واخواتها مثل الشر..قية في تبرأة المجرم وتوجيه الاتهام والانظار نحو الاطراف السياسية المشاركة في السلطة لتكثيف هجماتهم الارهابية وبذلك تزيد الجرح عمقا وتضيف الى معاناة الضحايا معاناة اخرى اي تحميلها مسؤولية دماء ضحاياها!
انه حقا لامر مخجل ان تسكت الحكومة العراقية عن عملية التحوير والتحريف التي تمارسها قناة الجزيرة في الشأن العراقي وتسعى جاهدة من خلال سلسلة من البرامج السياسية حول المشهد العراقي بالتركيز عمدا وعن سبق اصرار على ان الذين يقفون خلف المذابح ضد الشيعة هم "الشيعة" انفسهم ولم يستحي زبال البعث وماسح احذية سجودة "عبد العظم" القائم على برنامج "المشهد العراقي" في قناة الجزيرة عبر محاولاته الخبيثة ومن خلال تلك الاسئلة المعدة سلفا والمبرمجة بدقة والتي حاول فيها وبشتى الطرق التلويح والاشارة الى الاطراف الشيعية في العملية السياسية بانها تقف خلف التفجيرات واعطاء جرعة لمحادثيه وخاصة "السامرائي" للتناغم مع الخبيث الاخر القابع في دمشق فيما تواصل خلايا الجزيرة في الشمال وخاصة في غرب العراق تلميع صورة البعث والتمجيد بتاريخهم الملطخ بدماء الملايين وباساليب ملتوية ومخطط مدروس يقوم به عنصر القاعدة "عامر الكبيسي" في لباس مراسل اعلامي لتلك القناة القذرة دون ان تقدم الحكومة العراقية على اتخاذ اي اجراء لمحاسبة المسؤولين الذين سمحوا لمثل هذا الارهابي وغيره من المتعاونين معه ومع القناة من التمادي في موقف التشويه لحقيقة الاوضاع في العراق وتصويرها بشكل يتماشى وبوضوح مع اجندة الارهابيين والبعثيين المجرمين وما يسوقونه على الاصعدة الاعلامية والسياسية .
انها لجريمة كبرى ان ليس فقط يتم استهداف الضحايا بالقنابل والاجساد النجسة والبهائم المفخخة وانما تحميلهم ايضا مسؤولية تلك الاعمال الاجرامية والارهابية دون ان يقف احد من المسؤولين في الدولة ويقول لهم "كفى" ! كفي كذبا وتلفيقا !
من لا يعلم ان تلك الاعمال الاجرامية والتفجيرات الانتحارية التي تستهدف الشيعة هي صناعة بعثية بامتياز يساندها بهائم الوهابيين والقاعدة وهي تأتي ضمن سياقات سياسية وتحركات اقليمية تقوم بها دولة الارهاب في مملكة ال سعود لاعادة البعث الى السلطة ولو على حساب دماء الالاف من الابرياء و الاطفال والنساء كما جرى في الموصل وتلعفر وكركوك من اعمال ارهابية انتحارية قام بها وهابيون وقاعديون استهدفت بالتحديد الشيعة ومساجدهم !
فلماذا اذن لم تفعل الحكومة العراقية شيئا في وقف النزيف ووقف تلك الهجمة الاعلامية لقناة العهر والقبح المسماة "الجزيرة" و؟ ولماذا لا تحتج لدي دويلة الاقزام في الدوحة لتدخلها الوقح عبر تلك القناة في الشأن العراقي وسعيها الخبيث لايجاد الفتنة والشقاق في المشهد العراقي ؟
يجب ان يتنبه القادة ورموز الاطراف السياسية الشيعية ان هناك اجندة اكثر خطورة من سابقتها يجري تطبيقها بهدوء ولكن بقوة الارهاب الخفي من اجل اخراجهم من العملية السياسية بعد ان يتم تشويه سمعتهم وتلويث دورهم السياسي تمهيدا لعودة البعث وتهيئة الاجواء اقليميا ودوليا وحتى داخليا لحكم بعثي موال للسعودية ومعاد للشيعة تكون بداية لمرحلة جديدة كارثية لا يسلم فيها اي شيعي من التصفية والذبح ‘ ومن هنا ايضا نفهم لماذا يجري هذه الايام تلميع صور "القصور" الرئاسية في غرب العراق واعتبارها "ثروة" وطنية والحال ان تلك القصور هي "اثار" لعهود الطغيان والفرعنة والنمردة لنظام طائفي شوفيني استغل ثروات وخيرات العراق على حساب قوت الفقراء والمحرومين لبناء قصور على طريقة الاباطرة والفراعنة وتجييرها لاشباع ملذات وشهوات حكام بني تكريت وهي اماكن للعبرة والعظة تذكر الاجيال بمصير الجبارة وما بنوه من قصور شاهقة الا ان مصيرهم لم يكن الى تلك "الحفرة" او الحفر التي لجأوا اليها وقد اخرجوا منها بتلك الصورة المذلة وكانت عاقبتهم ان "كذبوا بايات الله " و"مصيرهم جهنم" و"بئس المصير" !
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha