بقلم : داود نادر نوشي
من المسلم به أن كل مقاومة في العالم ولاسيما المقاومة الشريفة تسعى لهدف سامي وغاية نبيلة ، ألا وهي أما طرد المحتل من أراضيها اذا كانت محتلة او مقاومة سلطان جائر وحكم ديكتاتوري كما كانت تقوم به المعارضة العراقية أبان حكم المقبور صدام ، والتي كانت مقاومة شريفة بكل معنى الكلمة ،لأنها لم تستهدف ألابرياء وانما جاءت من أجلهم . وهكذا يستمر عمل المقاومة وبكل ماتملك من أمكانات من أجل أعادة السيادة والاستقلال ، وهذا مانعرفه عن كل المقاومات في العالم فمنها من تحقق لها ذلك ومنها مازالت تناضل الى يومنا هذا وهي مستمرة الى أن يأتي اليوم الموعود ، ولكن مايسمى بالمقاومة العراقية بعد 2003 تنفرد عن مثيلاتها في كل بقاع العالم فهي تسعى جاهدة من اجل تكريس الاحتلال الى ما لانهاية وذلك لأغراض شيطانية واهداف سياسية أستطاعت أن تخدع بها الكثير من السذج والمراهقين السياسيين في العراق والعالم العربي وتحت عناوين براقه وشعارات رنانة في المقاومة والجهاد والتحرير ، ونحن نعرف جيدا أصحاب تلك الشعارات فهم الامتداد الحقيقي للذين حكموا العراق بالحديد والنار على مدار اكثر من ثلاث عقود تحت نفس العناوين والاهداف والتي خلفت ورائها الملايين من الشهداء والثكالى والايتام وجعلت من العراق كابوس للقتل والتشريد والتهجير .ولم تعد النوايا والاهداف التي تعمل عليها مقاومتنا الشريفة جدا خافية على احد فأغراضها واضحة جدا لنا ، لاسيما ونحن نعرف أن الشراذم التي تعمل على تدمير العراق تحت عنوان المقاومة، هم تحالف بعثي مع عصابة القاعدة والمتحدثين بأسمهم في فنادق دمشق وعمان . وان الذي يمنعنا عن التصديق والايمان بماتسمى بالمقاومة هو أستحدامها غير المبرر والشرعي للعنف والارهاب والقوة بحق الابرياء لغرض تحقيق أغراض سياسية،خلافا لما هو متعارف عن المقاومة التي التي تزيل العدوان وتقاتل الاحتلال وتردع الظلم، هذه المقاومة التي نعرف عنها ونسمع بها ، وألا فأي مقاومة هي التي تعمل في العراق وقد قتلت من العراقيين مئات الالاف ،وابطالها يذبحون الانسان العراقي كما تذبح الحيوانات ،ويفجرون المساجد والحسينيات ودور العبادة ، وأي مقاومة تلك التي لاتتشرف بوجوه قادتها فهم ملثمين ومقنعين ، واي مقاومة تلك التي لانعرف عنها سوى المسميات ، فلا برامج ولا افكار ولاخطط وانما مجموعة من العصابات والمرتزقة ينفذون مخططات خبيثة الهدف منها القضاء على العراق والعراقيين ، ولكي يجدوا المسوغ والمبرر لأقناع السفهاء من القوم كان لابد لهم من أيجاد اسم وعنوان ، وكان الاحتلال خير من ينشرون عليه هذه الشعارات والعناوين ، ولكن رصاصات الغدر التي تطلقها هذه المجاميع لم تصب الى الابرياء .فالاحتلال ليس ضمن المخططات والاجندة وهم يعرفون ان زوال الاحتلال يطيح بكل مشاريع المؤامرات التي يحيكها هؤلاء، ولهذا سارعوا في عقد اللقاءات مع الاحتلال من أجل تحقيق غاياتهم التي يتقدمها العودة بالبعث الى السلطة وعودة النظام الشمولي التعسفي وهو ماتتمناه الانظمة المحيطة بالعراق خوفا من أن يتسرب نسيم الحرية في العراق الى ثنايا عروشهم الخاوية .وبما أن الاحتلال لم يأتي به العراقيين وانما جاء بسبب المغامرات والطيش الذي اتسم به نظام البعث المقبور وهو بذلك اي البعث يكون السبب الاول للاحتلال ولذا فليس من المنطق أن يكون البعثيين مقاومين له وهم بعيدون كل البعد عن شرف الانتساب لمعنى ومحتوى المقاومة ، وهم الذين لم يصمدوا حتى لبضع ساعات امام دبابتين أمريكيتين دخلت بغداد في الرابع من نيسان 2003 ، والمقاومة الحقيقية للاحتلال هي المقاومة السياسية التي وضعت الجدول الزمني للانسحاب من العراق والتي بدأت أولى بوادرها من خلال الانسحاب من المدن والقصبات العراقية ، هذه المقاومة السياسية الشريفة هي من وضعت مصلحة العراقيين فوق كل اعتبار وقدمت الغالي والنفيس في سبيل المحافظة على الدم العراقي ومقاومتها السلمية السياسية هي أمتداد لنضال وجهاد العشرات من السنين ضد الزمرة البعثية المهزومة .وزوال الاحتلال من وجهة نظر (المقاومة) هو زوال وجودها وبطلان شعاراتها التي جاءت من أجلها ووجود الاحتلال بالنسبة لهم هو استمرار القتل والعنف والارهاب بحق العراقيين لغرض تمرير المخططات والاجندة المرسومة لهم من قبل دول الاقليم وتنفيذ سياساتهم في العراق وتحقيق الهدف النهائي والحلم الازلي وهو ألغاء وأنهاء العملية السياسية بحجة عدم قدرة المكونات السياسية العراقية على أدارة دفة الحكم حتى ينفسح لهم المجال للعودة الى الحكم وبدون مشاركة الغير لهم لأنهم لايؤمنون بالتعددية السياسية ومبدء الديمقراطية في الحكم ، وهذا لم يأتي من فراغ وانما نابع من أحقاد طائفية وحزبية مقيتة لن ولم تشفى صدورهم منها . ولولا هذه العصابة والمتمثلة بالقاعدة وحلفائهم من البعثيين وايتام النظام البائد ،وماقاموا به من مجازر شنيعة كادت ان تضع مستقبل العراق على المحك ، لكان انسحاب الولايات المتحدة من العراق قبل تأريخ الاتفاقية الامنية ، ولكانت جهود العراقيين تنصب على الاعمار والبناء واعادة البنى التحتية التي دمرها البعث خلال سنوات حكمه المريره .وبعد أن فضح العراقيين هذه المجاميع لم يبقى منها ألا الفلول الخاوية والمهزومة ،والبعض من المنظرين لها في الداخل والخارج وهم حتما حثالة من المفلسين السياسيين لا نستطيع أن نمنعهم من الاحلام، فهي ماتبقى لهم وسترافقهم الى القبور لانها لم ولن تتحقق لاننا دفعنا الكثير في سبيل الحرية والكرامة وغير مستعدين أن نضحي بها حتى لو كلفنا ذلك الغالي والنفيس .
https://telegram.me/buratha