المقالات

البولاني ولعبة القفز على جميع الحبال

1170 12:46:00 2009-08-10

ساجد البصري

ليس بجديد على البولاني وزير داخليتنا المصون ان نراه يتلاعب على اكثر من حبل وحسب الحاجة والمناسبة ..فالبولاني صاحب الحول واطول في الداخلية ومنذ ولوجه الى منصب الوزارة ابتكر الكثير من المستجدات على الساحة العراقية كان في المقدمة منها ان اسس حزبا لا دستوريا اسماه بالحزب الدستوري في محاولة واضحة لاستغفال الشارع العراقي ... فالمتفق عله حين تعيينه وزيرا للداخلية ان يكون بمناى عن السياسة كحال الوزراء الامنيين الاخرين حفاظا على استقلالية الداخلية كجهاز مهم وظيفته حفظ القانون فقط دون الدخول في حلبة التنافس السياسي وماهي الا بضعة اشهر حتى فوجئنا به يقود حزبا سياسيا بتمويل ممتاز ويشترك في غمار انتخابات مجالس المحافظات ظانا ان استخدام اموال الداخلية التي هي في اغلبها نتاج لالاف الوظائف الوهمية واستعمال السيطرات لتوزيع ملصقات الدعاية الانتخابية وسيارات الشرطة سيجعله قادرا على جني قطاف الاصوات لحساب سلته الانتخابية ..فلما خرج من حلبة الانتخابات خالي الوفاض شمر عن ساعديه ليبحث عن قوائم وشخصيات اقوى ينال الحظوة لديها في الانتخابات المقبلة ..وبما انه ليس من رجال السياسة وجل معرفة الناس به انه وزير للداخلية فقد بحث عن فرصته في افتعال الازمات لايجاد موطيء قدم حتى لو كان ذلك على حساب منصبه كوزير للداخلية ..

ولهذا السبب فقد حول البولاني جريمة مصرف الرافدين في الكرادة من مجرد جريمة بشعة نشترك جميعا في السعي لالقاء القبض على الجناة فيها وتقديمهم للعدالة الى هجوم سياسي غير مبرر والى اتهام شخصيات حزبية ووطنية بل وحكومية بدون ان يكون هناك اي سند قانوني وبدون ان ينتبه الى نفسه التي وضعها في موقف حرج للغاية لانه تناسى ان دور رجل القانون حماية امن المواطن وسمعته وكرامته وليس التشهير به بلا سبب ودون جريرة..لقد كانت تصريحاته التي استبق بها نتائج التحقيق سببا كبيرا في ارباك الراي العام الذي استغرب توقيتاتها وتلميحاتها وضرواتها في الوقت الذي لم يسبق ان كان البولاني في مثل هذه الشجاعة في يوم ما والعراقيين يذبحون ويقتلون بل كان على الدوام يلوذ بالصمت في كل شاردة وواردة ..فمالذي فك لجامه واطلق عنان لسانه هذه المرة ..ليصوم دهرا وينطق كفرا ؟ انها السياسة ايها السادة ولعبة القفز على الحبال التي جربها البولاني واحدا اثر اخر فما كان في يده هذه المرة الا ان يستبق الزمن ويحاول التنكيل باشد المرشحين لرئاسة الوزراء في الانتخابات المقلبة وهو شخص الدكتور عادل عبد المهدي ..

ربما لم يحسبها البولاني بشكل صائب هذه المرة مثلما لم يكن يحسب الاشياء بطريقة صحيحة منذ ان عرفناه ..فقد وضع نفسه في خانة المسائلة والشبهة وتحول من وزير داخلية يفترض ان يكون همه المواطن وامنه وتنظيف اروقة وزارته من العابثين والمفسدين الى مجرد ناعق في قافلة تسير ...فلا القافلة ستتوقف ولا نعيقه سيغنيه شيئا عن خسارته لسمعته ومكانته التي استخف بها وتمثل بتلك الاقلام الرخيصة التي تتراقص حين يضرب اي دف او ينفخ باي مزمار ..وسيظل المجلس الاسلامي الاعلى مثالا للوطنية وقبلة للباحثين عن عراق خال من البعث والارهاب والرذيلة ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الفراتي
2009-08-11
الاستاذ ساجد البصري كم كنت اتمنى ان تستكمل ادواتك للكتابه عن جواد البولاني --- فانت تكتب عنه بعد حصوله على حقيبه وزاره الداخليه !!! ولم تفصح عن اولياته وكيفيه وصوله الى هذه الوزاره --- ابسط قواعد السياسه ( حينما تكون البدايات مخطوئه تكون النتائج مخطوئه ) فانت ملزم امام القارئ بحكم الحاله المهنيه ان تعرفنا عن البولاني من اول السطر--- او على الاقل مابعد 2003 تقبل تحياتي الفراتي 09_8 _10
Sherzad
2009-08-11
ألأستاذ البصري تحية- ليست المشكلة و الازمة في البولاني و السوداني وهلم جرا من الموظفين في السلك الحكومي بل وحتى الجوه الشعبية. المشكلة اعمق و اوسع من ان تحل من خلال معالجات شخصية. المشكلة هي ازمة مواطنة و وطن وتكوين وعي لدى المواطن بالدولة و ان الدولة هي دولته. التضادات التي تصل لحد الاصطدام بدأت تظهر للعلن في (العراق البريطاني) اذا كنتم تريدون لما يدعى بالعراق بالبقاء احفروا تحت المشاكل الطافية وابحثوا عن جذورها لترتاحوا و تريحوا . تقديري لكم
الجزائري
2009-08-10
تردون الصدك( انتم يا مجاهدي الاهوار والجبال اعطيتم لهذه النكرات الفرصة بالتسلق على اكتافكم واعتلاء تلك المناصب ) فمتى المواجهة والتخلص من المجاملات التي كحلتم بها اعين اعدائكم واعدائنا ؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك