د. واثق الزبيدي
اعتقد ان الصحفيين وانا واحد منهم لا يعرفون ماذا يريدون وهم في الوقت الذي يتهمون فيه السياسيين بالضغط على الحريات ينسون معنى الحرية ولو تحدثت اليوم مع اي صحفي عراقي او اي كاتب عن معنى الحرية لقدم اطروحات بمعنى الحرية ولكن يتفق هؤلاء الاعلاميون المنظرون وغير المنظرين بان ( حرية الانسان تقف عند حريات الاخريين ) ولعلنا مجمعون على هذه الحرية التي لايختلف عليها اثنان ولكننا عند التطبق نخالف هذا المبدأ بل لا نكاد نذكره ونتناساه بصورة مطلقة ودليل ذلك تصريحات يوم امس والمقالت التي نشرت ضمن حمى الدفاع عن رئيس القسم الثقافي في جريدة الصباح احمد الحسن فقد سمعت الكثير من التصريحات التي يبدو انها متحاملة على جهة سياسية تم الاعتداء عليها من قبل الكاتب اكثر مما هي دفاع عن الكاتب ويبدو ان الجميع يحاول تشويه الاعلام والثقافة العراقية عن طريق الاصرار على الخطأ فقد سمعت عن هادي جلو مرعي تصريحا يبدو انه يقف مع الخطأ للدفاع عن خطأ وهنا اريد ان اسأل لو تعرض هادي جلو مرعي لاعتداء من قبل نفس الكاتب على صدر صفحة جريدة الصباح هل سيدافع مرعي عن الكاتب ام يذهب مباشرة لمكتبه في مرصد الحريات ليصدر بيانا في هدر دم اي كاتب يتناوله بسوء ولو ان العجيلي رئيس المرصد تعرض لاساءة الى يجري مباشرة لاصدار بيان عمن نال منه ثم هل يسكت موقع كتابات واغيره من المواقع لو اسيء اليه هذا سؤال اطرحه على كل زملائي الاعلاميين والصحفيين
ثم هل ستدافع نقابة الصحفيين عن المسيء او المخطيء لو ان تصريحا مشابها انطلق نحو احد الوزراء على صدر جريدة شبه رسمية هي الصباح كلنا يقول لو ان احمد عبد الحسين لو كتب في صحيفة غير حكومية لاتخذ جزاءه عن طريق القضاء ام نريد نحن الاعلاميين ان نكون كباقي المخطئيين نعتدي على الناس ثم نصرخ وهل نؤمن بحقوق الاخرين لنطالب بحقوقنا منذ اكثر من ثلاث سنوات ونحن نطالب بقانون لحماية الصحفيين وان القانون اليوم امام مجلس النواب فهل نريد من مجلس النواب ان يضع شروطا علينا قبل التصويت على القانون ومن حق مجلس النواب ان يضع ضوابط ان كان هذا سلوكنا مع اول عملية يخطيء فيها كاتب هل من واجبنا ان نقول بكل صراحة ان الكاتب اساء وعليه ان يعتذر ام نذهب نحو الزعيق ثم اريد
لماذا قامت قائمة الاعلاميين عندما تحدث امام جمعة عن اساءة الكاتب اليس من حق امام الجمعة ان يرد الاساءة من منطلق تكليفه الشرعي في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ام اننا انبياء لا نخطيء وحده المسؤول هو المخطيء علينا ان نقول بشجاعة ان احمد عبد الحسين اندفع وراء عقله واساء وعليه ان يعتذر وعليه ان يتحمل تبعات خطئه كم من الغرامات دفعتها وسائل الاعلام الغربية لا بل حتى العراقية لانها اساءة الى مواطنين عاديين فكيف نريد ان يسكت مسؤول حكومي له حصانة باعتباره نائب لرئيس الجمهورية واني اعتقد جازما بان الدكتور عادل عبد المهدي نجح في الاختبار الذي وقع فيه عندما لم يسيء لاحد رغم اساءة الاخرين اليه وهو نموذج فريد في العراق ان يساء اليه ثم لا يتحدث وجل ما يفعله هو ان يتقدم بشكوى ضد الصحف والكتاب الذين اساؤوا اليه ولنعكس الصورة لو ان هؤلاء الكتاب اساؤوا لوزير الداخلية الا تعتقدون جازمين بان رئيس الوزراء سيطوق الصحيفة او القناة التي تسيء اليه بل ربما سيمتد الامر لعوائل الموظفين في تلك الصحيفة او القناة ليأخذهم مكبلين ضمن قانون مكافحة الارهاب او اي تهمة جاهزة يمكنه ان يرتبها لكن شتان بين عقل حر مثل عقل الدكتور عادل عبد المهدي وبين عقول اخرين ادمنوا حقب الدكتاتورية والتقييد .
https://telegram.me/buratha