المقالات

لماذا خطب الشيخ جلال الدين فقط؟

1840 11:09:00 2009-08-09

تتنوع نظرةً المجتمعاتً الاسلاميةً ألى خطبِ وصلاةِ الجمعةِ حسب البلد الذي تقام فيه. فقد تكون خطبةَ ثوريةَ هجومية كالتي تقام في مساجد طهران وفلسطين (غزة تحديدا).. او ثورية ترويجية أيحائيه كالتي أقامها السيد محمد محمد صادق الصدر رحمه الله أو التوجيهية الارشادية العلنية أو الطائفية التكفيرية التي لاتبث علنا كما في السعودية غالبا او الببغائية المملة كما في مصرواشباهها ..

يفرض خطيبً الجمعةِ عادة حضوره وثقافته وأفكاره على المتلقي .. بأستطاعة الخطيب شحن المشاعر سلبية كانت أو أيجابيه وفرض أيدلوجياته على ألحضور وتوجيه ميولهم ومشاعرهم نحو غاياته . ولنا في خطبة الامام السجاد عليه السلام في الشام خير دليل على ألهاب مشاعر الناس وكشف حقيقة ماحصل في مأساة الطف وتعرية يزيد أمام المغرر بهم مما نتج عنها(الخطبه) تشكيل معارضه اسلاميه سياسيه ضد الطغاة تبلورت منذ تلك الخطبه الى يومنا هذا ..

ولاعجب ايضا أن تمتلك خطبة الجمعة في أيران هذا الكم الهائل من المتابعة الدوليه والعالمية لما يطرح فيها بالتحليل وقراءه مابين كلماتها و أيلاءها تحليليا نفسيا أو مايسمى بقراءه الجسد والتعابير.. أيضا خطب المرحوم السيد محمد محمد صادق الصدر كان لها من التأثير الواضح على المجتمع الشيعي زمن الطاغيه ما أعتبره العراقيون ثورة خطابية أجبر السيد محمد محمد صادق الصدر النظام الدكتاتوري على تقبلها مرغما للتعبير عن الوضع السياسي القائم حينها.. امتلكت خطب السيد صادق الصدر مقومات الثورة الفعليه فكان لابد من ايقافها لئلا تنطلق شرارتها وتطيح بعرش الطاغيه فكان ثمن خطبه حياته رحمه الله

قوة خطبة صلاة الجمعة بما يطرح فيها .. فأذا كان الطرح سياسيا حساسا ترى متابعيها ينتظرونها بتلهف لمعرفه جديد هذه القضيه الساخنه أو تلك وأذا كانت خطبة الجمعة توجيهيه تعليميه فالحاضر فيها لايصغى وأذا صغى لايفهم وأذا فهم خرج منها ناقما لمقارنته لما ينصح به اتباعه من الدعوه الى الجهاد ومعاداة الكفار وسلوكه الشخصي المناقض لما يقوله كالشيخ الطنطاوي مثلا ..

عرف ألاعلام تاثير خطبة الجمعة على متابعيه فبداءت القنوات الفضائيه بتخصيص بث مباشر لخطب الجمعة والترويج المسبق لها وشد المتابع لهذا الحدث ,فقد تستطيع خطبة واحده ان تعوض عن عشرات البرامج اليوميه بايصال الفكره.. يلعب تاريخ وثقافة وبلاغة الخطيب ومكانته السياسيه والاجتماعيه ومذهبه الدور الاساسي في تقبل الطرح .. المتلقي السني لايتفاعل مع مايقوله الخطيب الشيعي كما هو الحال لو كان الخطيب سنيا . الا بعض الاستثناءات وعلى هذا ,المتلقي الشيعي أيضا. اذ ان التماثل بين مذهب الخطيب ومستمعه يحدد التفاعل الطردي مع الطرح..  يُقرَاءْ تأثيرً الخطبةِ بردودِ الافعال.. قد يكون كتابة الرد اثناء الخطبه نفسها وهذا اعلى مراتب التاثير ..وقد يتاخر لضعفها او قد لايرد على الخطبه كما هو الحاصل في التوجيهيه الارشاديه ..

بعد هذه المقدمه واثناء مطالعتي اليوميه لهذا اليوم (السبت) لقراءة مايدور في الوضع السياسي عددت وفي موقع واحد احدى عشر مقالة ترد وبعنف غريب وعجيب وبتطرف عدائي واضح على خطبة الشيخ جلال الدين ليوم امس ناهيك عن رد الموقع نفسه وذعره مما توعد به الشيخ من مقاضاة الموقع لترويجه لاكاذيب اعتبرها الشيخ قذف يحاسب عليه القانون.. وليس في هذا الموقع (كتابات) فقط بل في كثير من المواقع التي تتبنى المقاومه والارهاب والبعث. فما هو السر في خطبة الشيخ جلال ؟ هل ان خطبته تمتلك من التاثير مالاتمتلكه خطب غيره؟

مع ان خطبة الحرم المكي (الرمز الاسلامي)تنقل ومباشره الى عشرات المحطات التلفزيونيه في كل دول العالم. فلماذا لايرد عليها بل لايعار اهميه لها ويرد على خطبة في جامع صغير في بغداد لايملك من الشهره مايملكه الحرم المكي؟ هل لشخصية الشيخ جلال نفسه تاثير على هذه الردود؟ لتاريخه؟ لجهاده؟ لعلمه؟ او للمواضيع الساخنه التي يطرحها؟ هل لانه يمثل اتجاه سياسي معين؟ خطباء المجلس الاعلى بالعشرات فلماذا الشيخ جلال بالذات؟؟؟

بعد ان قراءت بعض هذه الردود علمت ان الرادين على الشيخ يعيشون حالة عشق خفي مع الشيخ ,, ادمنوا متابعته .. والرد عليه....انتظاره ....و لاغرو أن قلت ان جلالا اصبح يمثل لهم الخط العراقي الجديد قبالة الخط البعثي القديم ,, صار الشيخ جلال يمثل الخط الجهادي الذي لم يحد عن الموقف المعادي للبعث .. الشيخ جلال اصبح اللسان المعبر عن تاريخ وحاضر ومستقبل مقارعة نظام استبدادي لعشرت السنين.. لايوجد في قاموس الشيخ المداراة.. يقولها وان كانت مره .. صراحه وبدون تلميح.. لذا فان مستمعيه المعارضين له عشقوه سرا وكرهوه علانية

خطبة الشيخ جلال صارت استثناءا بكل المقاسات .. ينتظرها السني والشيعي والكردي والعربي والمسلم والمسيحي وحتى الذي لايعنيه الشأن العراقي يجد في خطبة الشيخ معرفه جديده ولذه خفيه... الرد على خطب الشيخ جلال صارعشقا يستلذ كاتبه به.... مريدا كان الراد او خصما

عماد كاظم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2009-08-09
لانه من الشخصيات السياسيه التي تشخص الامور بدقه كسلفه الشهيد الثاني قدس سره
علي العراقي
2009-08-09
السلام عليكم اوجز ردي بكلمات فانا اذا اردت ان اعرف ماذا يدور في العراق من الناحية السياسيه والاجتماعية والعسكريه واردت ان اعرف ما يخبأ لنا الطرف الاخر وانظر الى احوال العراق وما يخطط له من قبل الجهات المعدية واعرف ما بين السطور ارى خطبه الشيخ جلال الدين الصغير في يوم الجمعه ....
احمد الربيعي
2009-08-09
السر في قوه خطب الشيخ جلال انها صريحه ولاتخاف في الله لومه لائم وليس كبقيه الخطب تكون باطار عام والاشاره للاشياء والشخصيات كلها باسلوب عام ومبهم وبالاشارات..وكلنا شاهدنا كيف الشيخ في خطبه يحدد بالاسم ويشرح خطا هذا الاسم ..حفظ الله الشيخ جلال لخدمه العراق والعراقيين فنحن نحتاج لقوه صوته والله
ابو موسى الحلي
2009-08-09
كلام صحيح 100 % و كل جمعة ان لم تكن خطبة الجمعة لاحد ثلاثة تصبح غير ذات اهمية على رأسهم الشيخ جلال ثم الشيخ الكريلائي ثم السيد الحيدري حفظهم الله جميعاً ومع احترامنا لبقية الخطباء وهل الشيخ جلال الا ابن ذلك الهمام الذي قال عشرون عاماً في السبعينات رحمه الله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك