تتنوع نظرةً المجتمعاتً الاسلاميةً ألى خطبِ وصلاةِ الجمعةِ حسب البلد الذي تقام فيه. فقد تكون خطبةَ ثوريةَ هجومية كالتي تقام في مساجد طهران وفلسطين (غزة تحديدا).. او ثورية ترويجية أيحائيه كالتي أقامها السيد محمد محمد صادق الصدر رحمه الله أو التوجيهية الارشادية العلنية أو الطائفية التكفيرية التي لاتبث علنا كما في السعودية غالبا او الببغائية المملة كما في مصرواشباهها ..
يفرض خطيبً الجمعةِ عادة حضوره وثقافته وأفكاره على المتلقي .. بأستطاعة الخطيب شحن المشاعر سلبية كانت أو أيجابيه وفرض أيدلوجياته على ألحضور وتوجيه ميولهم ومشاعرهم نحو غاياته . ولنا في خطبة الامام السجاد عليه السلام في الشام خير دليل على ألهاب مشاعر الناس وكشف حقيقة ماحصل في مأساة الطف وتعرية يزيد أمام المغرر بهم مما نتج عنها(الخطبه) تشكيل معارضه اسلاميه سياسيه ضد الطغاة تبلورت منذ تلك الخطبه الى يومنا هذا ..
ولاعجب ايضا أن تمتلك خطبة الجمعة في أيران هذا الكم الهائل من المتابعة الدوليه والعالمية لما يطرح فيها بالتحليل وقراءه مابين كلماتها و أيلاءها تحليليا نفسيا أو مايسمى بقراءه الجسد والتعابير.. أيضا خطب المرحوم السيد محمد محمد صادق الصدر كان لها من التأثير الواضح على المجتمع الشيعي زمن الطاغيه ما أعتبره العراقيون ثورة خطابية أجبر السيد محمد محمد صادق الصدر النظام الدكتاتوري على تقبلها مرغما للتعبير عن الوضع السياسي القائم حينها.. امتلكت خطب السيد صادق الصدر مقومات الثورة الفعليه فكان لابد من ايقافها لئلا تنطلق شرارتها وتطيح بعرش الطاغيه فكان ثمن خطبه حياته رحمه الله
قوة خطبة صلاة الجمعة بما يطرح فيها .. فأذا كان الطرح سياسيا حساسا ترى متابعيها ينتظرونها بتلهف لمعرفه جديد هذه القضيه الساخنه أو تلك وأذا كانت خطبة الجمعة توجيهيه تعليميه فالحاضر فيها لايصغى وأذا صغى لايفهم وأذا فهم خرج منها ناقما لمقارنته لما ينصح به اتباعه من الدعوه الى الجهاد ومعاداة الكفار وسلوكه الشخصي المناقض لما يقوله كالشيخ الطنطاوي مثلا ..
عرف ألاعلام تاثير خطبة الجمعة على متابعيه فبداءت القنوات الفضائيه بتخصيص بث مباشر لخطب الجمعة والترويج المسبق لها وشد المتابع لهذا الحدث ,فقد تستطيع خطبة واحده ان تعوض عن عشرات البرامج اليوميه بايصال الفكره.. يلعب تاريخ وثقافة وبلاغة الخطيب ومكانته السياسيه والاجتماعيه ومذهبه الدور الاساسي في تقبل الطرح .. المتلقي السني لايتفاعل مع مايقوله الخطيب الشيعي كما هو الحال لو كان الخطيب سنيا . الا بعض الاستثناءات وعلى هذا ,المتلقي الشيعي أيضا. اذ ان التماثل بين مذهب الخطيب ومستمعه يحدد التفاعل الطردي مع الطرح.. يُقرَاءْ تأثيرً الخطبةِ بردودِ الافعال.. قد يكون كتابة الرد اثناء الخطبه نفسها وهذا اعلى مراتب التاثير ..وقد يتاخر لضعفها او قد لايرد على الخطبه كما هو الحاصل في التوجيهيه الارشاديه ..
بعد هذه المقدمه واثناء مطالعتي اليوميه لهذا اليوم (السبت) لقراءة مايدور في الوضع السياسي عددت وفي موقع واحد احدى عشر مقالة ترد وبعنف غريب وعجيب وبتطرف عدائي واضح على خطبة الشيخ جلال الدين ليوم امس ناهيك عن رد الموقع نفسه وذعره مما توعد به الشيخ من مقاضاة الموقع لترويجه لاكاذيب اعتبرها الشيخ قذف يحاسب عليه القانون.. وليس في هذا الموقع (كتابات) فقط بل في كثير من المواقع التي تتبنى المقاومه والارهاب والبعث. فما هو السر في خطبة الشيخ جلال ؟ هل ان خطبته تمتلك من التاثير مالاتمتلكه خطب غيره؟
مع ان خطبة الحرم المكي (الرمز الاسلامي)تنقل ومباشره الى عشرات المحطات التلفزيونيه في كل دول العالم. فلماذا لايرد عليها بل لايعار اهميه لها ويرد على خطبة في جامع صغير في بغداد لايملك من الشهره مايملكه الحرم المكي؟ هل لشخصية الشيخ جلال نفسه تاثير على هذه الردود؟ لتاريخه؟ لجهاده؟ لعلمه؟ او للمواضيع الساخنه التي يطرحها؟ هل لانه يمثل اتجاه سياسي معين؟ خطباء المجلس الاعلى بالعشرات فلماذا الشيخ جلال بالذات؟؟؟
بعد ان قراءت بعض هذه الردود علمت ان الرادين على الشيخ يعيشون حالة عشق خفي مع الشيخ ,, ادمنوا متابعته .. والرد عليه....انتظاره ....و لاغرو أن قلت ان جلالا اصبح يمثل لهم الخط العراقي الجديد قبالة الخط البعثي القديم ,, صار الشيخ جلال يمثل الخط الجهادي الذي لم يحد عن الموقف المعادي للبعث .. الشيخ جلال اصبح اللسان المعبر عن تاريخ وحاضر ومستقبل مقارعة نظام استبدادي لعشرت السنين.. لايوجد في قاموس الشيخ المداراة.. يقولها وان كانت مره .. صراحه وبدون تلميح.. لذا فان مستمعيه المعارضين له عشقوه سرا وكرهوه علانية
خطبة الشيخ جلال صارت استثناءا بكل المقاسات .. ينتظرها السني والشيعي والكردي والعربي والمسلم والمسيحي وحتى الذي لايعنيه الشأن العراقي يجد في خطبة الشيخ معرفه جديده ولذه خفيه... الرد على خطب الشيخ جلال صارعشقا يستلذ كاتبه به.... مريدا كان الراد او خصما
عماد كاظم
https://telegram.me/buratha