كامل محمد الاحمد
تابع الكثير من العراقيين في الاونة الاخيرة وقائع محاكمة عدد من اركان النظام السابق من قبل المحكمة الجنائية العليا المختصة، وابرز ما لوحظ بعد صدور الاحكام من قبل المحكمة الجنائية العليا المختصة انها-أي الاحكام- جاءت وكأنها نوع من التكريم لثلة من القتلة والمجرمين الذين لم يتركوا جريمة الا وارتكبوها بحق العراقيين.المحكمة برأت بعض المتهمين وحكمت على البعض الاخر بالسجن لمدد مختلفة تراوحت بين السبعة والعشرة اعوام والخمسة عشر عاما.سمعنا من اناس تبددت معظم سني حياتهم بين زنازين ومعتقلات النظام المقبور، وبين معسكرات الجيش وجبهات الموت، والحرمان من ابسط مقومات ومستلزمات الحياة، سمعنا مايعتصر له القلب ويجعله يقطر دما، حيث الاسى والالم والحزن دفع هؤلاء الناس بعد ان سمعوا الاحكام الصادرة من المحكمة بحق المجرم علي كيمياوي وطارق عزيز وعبد الغني عبد الغفور وغيرهم، الى ان يسردوا قصصا مأساوية عاشوها هم بأنفسهم، وكان ابطالها جلاوزة امن واستخبارات ومخابرات وحزب، لم يتصرفوا من وحي ارادتهم وامزجتهم ورغباتهم،وانما كانوا ينفذون اوامر ويتبعون سياقات مصدرها كبار جلاوزة ذلك النظام، ومنهم هؤلاء الذين برأتهم المحكم الجنائية المختصة او حكمت عليهم بعدة سنوات قد يطلق سراحهم بعفو او بطريقة اخرى قبل ان يكملونها.
عجيب!! ... علي كيمياوي، ذلك المجرم الكبير، هل يمكن ان يكرم بسبع سنوات سجن في قضية ما؟.. هذا ما كان يردده ذلك الرجل الخمسيني ابو سالم ،ـ الذي يقول انه رزح في زنزانة لايعرف فيها الليل من النهار طيلة اكثر من 15 عاما.مئات .. الاف .. عشر الالاف.. مئات الالاف مثل ابو سالم هم ضحايا علي كيمياوي ووطبان وسبعاوي وطارق عزيز ومحمد زمام وعبد الغفور، ولن يرد اليهم الاعتبار ويعوضون عما كابدوه حتى لو حكم على كل واحد من هؤلاء القتلة المجرمين بالاعدام مائة مرة.. فكيف الحال والحكم هو البراءة او السجن سبعة اعوام؟؟!!.
https://telegram.me/buratha