علي عبد الزهرة الكعبي
لايخفى على كل مراقب للعملية السياسية في العراق مدى التدخل الكبير الذي تقدم عليه دول الجوار وخاصة العربية منها ...ففي كل عملية انتخابية تدفع أموال طائلة جدا إلى بعض السياسيين من اجل تغيير الواقع في العراق الجديد وكما لاحظتم ولاحظنا الهجمة الشرسة على المجلس الأعلى ورموزه في انتخابات مجالس المحافظات والأموال التي لاتحصى التي دفعت من اجل ان يضعفوا المجلس الأعلى حتى تقل حضوضه في الانتخابات البرلمانية القادمة ولكن ثبت ان تأثير هذه الأموال هو قليل ولم يمرر إلا على البسطاء ، حيث أقدموا على ضخ الأموال إلى عملائهم داخل البلد بغية إضعاف الائتلاف العراقي الموحد ، بالإضافة إلى زرع الفتنة والطائفية بين أبناء الشعب من خلال ما يدسه إعلامهم المريض في عقول عامة الناس ...فعلى أبناء شعبنا الصابر المجاهد ان ينتبهوا لهذه المؤامرات وما تحمله من كره ومخططات مسعورة تستهدف كافة أبناء الشعب ، ولايحسب إخواننا السنة ان السعودية وغيرها من البلدان العربية يدافعون عنهم ، بل هم أكثر الناس كرها للشعب العراقي ، وهذه الحقيقة يعرفها الجميع .ان الشعب العراقي هو مزيج من كل الطوائف والجميع يشتركون في صياغة القرار السياسي وبناء الدولة ، فلايمكن للسنة وحدهم ان يشكلوا دولة ديمقراطية ، ولايمكن للشيعة لوحدهم القيام بذلك ، فالمشاركة على أساس المواطنة والإخوة هي الأساس لبناء العراق الديمقراطي التعددي .ومن هنا نسأل : ماذا تريد السعودية ؟ ، هل فعلا تريد الخير لابناء الطائفة السنية في العراق ؟ أم إنها تريد الشر بهم كما تريد لإخوانهم الشيعة بعد ان أفتى كلابهم بهدم المراقد المقدسة وقتل أبناء تلك الطائفة لمجرد التشيع ؟، أم ان الغاية هي هدم مراقد الأئمة الأطهار (ع) في العراق ؟ وبالتالي يريدون دولة وهابية على طراز دولتهم الجائرة !!.فالنتائج التي ترتبت على تدخلهم هذا هي المذابح وقطع الرؤوس والتمثيل بالجثث كما حصل بعيد تفجير مرقد الإمامين العسكريين (ع) .واليوم يقوم آل سعود واسرتهم بدفع الأموال الطائلة ، من اجل ان يصبح العراق بيد أعوانهم ، ويسري مخططهم الوهابي في أذهان العراقيين والعمل على جعل البلد ضعيفا إلى الأبد ، لان استقراره يعني ان الديمقراطية قد نجحت في هذه البقعة من البلاد العربية التي تحكم اغلبها أنظمة شمولية وملكية ، وهذا هو الخطر على أمنهم القومي بنظرهم فهو خطر على أنظمتهم وكراسي ملوكهم وحكامهم ...وهذا مايرفضه حكامنا العرب وأولهم أسرة آل سعود ، ولأجل ذلك تدفع الأموال بمليارات الدولارات في سبيل تغيير واقع العملية السياسية في العراق ، ولكن الأمل كل الأمل بأبناء الرافدين وبوعيهم السياسي ، فهم من أكثر شعوب العالم معاناة من الأنظمة الديكتاتورية الشمولية وفي مقدمتها النظام الصدامي المقبور ، وتلك التجربة تحتم على شعب مثل شعب العراق الصابر ان يلتفت إلى تلك المؤامرات التي تحاك له ولبلده في الظلام ، فسلاحنا الإرادة والعزيمة على إنجاح الانتخابات البرلمانية المقبلة من خلال المشاركة بوعي وبمسؤولية واختيار الأصلح والأوفى لهذا البلد ولشعبه .ومن الغريب ان نسمع بين الفينة والأخرى ان جهال آل سعود يحذورن من مخاطر الهلال الشيعي ، ونحن هنا نسألهم ونسأل العالم اجمع : هل رأيتهم يوما شيعيا واحدا يرتدي حزاما ناسفا ليقتل نفسه ويقتل الأبرياء في الأسواق والتجمعات البشرية ؟؟ ، فما هو ذلك الخطر الذي يحذر منه أولئك الذي يسوقون إلى العالم اجمع أفكار التطرف والعنف والجرائم الموجهة ضد الإنسانية ؟ ان الطائفة الشيعية هي طائفة مسالمة ، وهذا من صلب عقيدتها التي تنهل من تعاليم الإسلام المحمدي الأصيل وسيرة آل النبي عليه وعليهم الصلاة السلام ، فشيعة العراق مسالمين ويأتمرون بأوامر مرجعيتهم الرشيدة وعلى رأسها الإمام السيد السيستاني ( أدامه الله ) الذي هو بحق صمام أمان لكافة العراقيين وبمختلف انتماءاتهم ومشاربهم .وفي الختام نوجه كلامنا إلى اللوب اليهودي الوهابي ، ونقول : هيهات ان تمرروا فتنتكم ومخططاتكم الخبيثة على شعبنا ، ففتنتكم العمياء قد ولت إلى غير رجعة بفضل المرجعية الشريفة وقادتنا الوطنيون وشعبنا الوفي ، وهي ـ الفتنة الطائفية ـ قد ولت كما ولى صنمكم في بغداد ، ونبشركم بان موج الديمقراطية سيجرف عروشكم الخاوية وينقذ شعوبكم من سطوتكم لامحالة ...
https://telegram.me/buratha