المقالات

حادثة الزوية وثقافة التشهير البعثية

1023 13:48:00 2009-08-08

عمار احمد

تذكرنا الحملة الاعلامية التي رافقت حادثة السطو على مصرف الزوية التي امتازت بكثير من الصخب والضجيج والتلفيق والاكاذيب والافتراءات بأسلوب الاعلام البعثي والدعايات البعثية الزائفة لقلب الحقائق وتشويه الوقائع والاساءة الى كل من لايدور في فلك حزب البعث الصدامي، ولايكون اداة طيعة له.وليس ذلك بالامر الغريب، لان العراقيين عرفوا وخبروا المنهج البعثي-الصدامي منذ فترة طويلة، والذي يقوم على استخدام السلاح للقتل والتصفية والجسدية، والاعلام للتشويه والتحريض وتسويق الاكاذيب والافتراءات، والترويج للباطل في مواجهة الحق.قنوات فضائية مثل البغدادية والبابلية والشرقية، ومواقع الكترونية مثل كتابات والبديل العراقي والبصرة نت والمنصور والرابطة العراقية، وصحف مماثلة لها، بدت وهي تتناول قضية مصرف الزوية، كما لو انها وسائل اعلامية في ظل عهد البعث الصدامي، ولم لاتكون كذلك، وهي مرتبطة بأجندات بقايا ذلك الحزب، وتدور في فلك الجهات التي سعت ومازالت تسعى بكل ما اوتيت من قدرة وامكانية لاعادة عجلة الزمن الى الوراء، أي الى ماقبل 9/4/2003. ولم لاتكون كذلك وهي التي احتضنت القسم الاكبر من الكوادر الاعلامية والفنية والادبية التي كانت تطبل وتزمر وتهتف وتدبج المقالات وتكتب القصائد الطويلة في تمجيد وتأليه الطاغية المقبور صدام ونظامه الديكتاتوري الهمجي. ولم لاتكون كذلك وهي تتلقى الاموال الطائلة من هذا الجانب وذاك، تلك الاموال التي يعود اغلبها للعراقيين، وسلبها النظام البائد ليودعها في حسابات مصرفية في دول مختلفة وبأسماء بعضها وهمية وبعضها حقيقية، ولتنتهي الى قتل الناس الابرياء وترويعهم، وجعلهم يعيشون في ظلام دائم لانهاية له ولازوال. ومن الطبيعي ومن المتوقع ان تستهدف الحملات الاعلامية الدعائية البعثية السيئة شخصية وطنية ذات تأريخ مشرف مثل الدكتور عادل عبد المهدي، فالاعلام البعثي سعى جاهدا للي عنق الحقائق وتحريف الوقائع للاساءة والتشهير بعبد المهدي، ومن ثم الاساءة والتشهير بالمجلس الاعلى الاسلامي العراقي، وتصوير عملية السطو على مصرف الزوية وسرقته وكأنها مخطط سياسي كبير، وليس فعل اجرامي قام به مجموعة اشخاص سيئين واصحاب نفوس ضعيفة بصرف النظر عن اية مؤسسة او جهة يمكن ان ينتسبون اليها.ومثل ذلك الفعل الاجرامي يمكن له ان يحصل في أي مجتمع مهما كان ذلك المجتمع نموذجيا، ومهما كانت قوة الدولة التي يحصل فيها.

وسائل الاعلام البعثية-الصدامية جعلت من وزير الداخلية بطلا قوميا لمجرد انه قال في البداية ان جهات سياسية متنفذة تقف وراء جريمة مصرف الزوية دون ان يذكر اسم تلك الجهات، لكن وسائل الاعلام البعثية لم تتردد في فبركة القصص والروايات الزائفة لتسوقها كما كان يحصل ابان الحرب على ايران ، او خلال غزو دولة الكويت، او حينما كان النظام البائد يشن حملات القتل والتصفية ضد ابناء الشعب في السمال او الوسط او الجنوب.ولكن ماذا عساها ان تقول بعد ان اصدرت وزارة الداخلية بيانها الاخير بشأن العملية؟.. بالتأكيد ستدعي وسائل الاعلام البعثية ان الوزارة تعرضت لضغوط وتهديدات من تلك الجهات المتنفذة وارغمتها على اخفاء الحقائق وعدم البوح بها.أي ان منهج الكذب والافتراء والتزييف والتشهير البعثي لن يقف عند حد معين.

عمار احمد-بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك