عمار احمد
تذكرنا الحملة الاعلامية التي رافقت حادثة السطو على مصرف الزوية التي امتازت بكثير من الصخب والضجيج والتلفيق والاكاذيب والافتراءات بأسلوب الاعلام البعثي والدعايات البعثية الزائفة لقلب الحقائق وتشويه الوقائع والاساءة الى كل من لايدور في فلك حزب البعث الصدامي، ولايكون اداة طيعة له.وليس ذلك بالامر الغريب، لان العراقيين عرفوا وخبروا المنهج البعثي-الصدامي منذ فترة طويلة، والذي يقوم على استخدام السلاح للقتل والتصفية والجسدية، والاعلام للتشويه والتحريض وتسويق الاكاذيب والافتراءات، والترويج للباطل في مواجهة الحق.قنوات فضائية مثل البغدادية والبابلية والشرقية، ومواقع الكترونية مثل كتابات والبديل العراقي والبصرة نت والمنصور والرابطة العراقية، وصحف مماثلة لها، بدت وهي تتناول قضية مصرف الزوية، كما لو انها وسائل اعلامية في ظل عهد البعث الصدامي، ولم لاتكون كذلك، وهي مرتبطة بأجندات بقايا ذلك الحزب، وتدور في فلك الجهات التي سعت ومازالت تسعى بكل ما اوتيت من قدرة وامكانية لاعادة عجلة الزمن الى الوراء، أي الى ماقبل 9/4/2003. ولم لاتكون كذلك وهي التي احتضنت القسم الاكبر من الكوادر الاعلامية والفنية والادبية التي كانت تطبل وتزمر وتهتف وتدبج المقالات وتكتب القصائد الطويلة في تمجيد وتأليه الطاغية المقبور صدام ونظامه الديكتاتوري الهمجي. ولم لاتكون كذلك وهي تتلقى الاموال الطائلة من هذا الجانب وذاك، تلك الاموال التي يعود اغلبها للعراقيين، وسلبها النظام البائد ليودعها في حسابات مصرفية في دول مختلفة وبأسماء بعضها وهمية وبعضها حقيقية، ولتنتهي الى قتل الناس الابرياء وترويعهم، وجعلهم يعيشون في ظلام دائم لانهاية له ولازوال. ومن الطبيعي ومن المتوقع ان تستهدف الحملات الاعلامية الدعائية البعثية السيئة شخصية وطنية ذات تأريخ مشرف مثل الدكتور عادل عبد المهدي، فالاعلام البعثي سعى جاهدا للي عنق الحقائق وتحريف الوقائع للاساءة والتشهير بعبد المهدي، ومن ثم الاساءة والتشهير بالمجلس الاعلى الاسلامي العراقي، وتصوير عملية السطو على مصرف الزوية وسرقته وكأنها مخطط سياسي كبير، وليس فعل اجرامي قام به مجموعة اشخاص سيئين واصحاب نفوس ضعيفة بصرف النظر عن اية مؤسسة او جهة يمكن ان ينتسبون اليها.ومثل ذلك الفعل الاجرامي يمكن له ان يحصل في أي مجتمع مهما كان ذلك المجتمع نموذجيا، ومهما كانت قوة الدولة التي يحصل فيها.
وسائل الاعلام البعثية-الصدامية جعلت من وزير الداخلية بطلا قوميا لمجرد انه قال في البداية ان جهات سياسية متنفذة تقف وراء جريمة مصرف الزوية دون ان يذكر اسم تلك الجهات، لكن وسائل الاعلام البعثية لم تتردد في فبركة القصص والروايات الزائفة لتسوقها كما كان يحصل ابان الحرب على ايران ، او خلال غزو دولة الكويت، او حينما كان النظام البائد يشن حملات القتل والتصفية ضد ابناء الشعب في السمال او الوسط او الجنوب.ولكن ماذا عساها ان تقول بعد ان اصدرت وزارة الداخلية بيانها الاخير بشأن العملية؟.. بالتأكيد ستدعي وسائل الاعلام البعثية ان الوزارة تعرضت لضغوط وتهديدات من تلك الجهات المتنفذة وارغمتها على اخفاء الحقائق وعدم البوح بها.أي ان منهج الكذب والافتراء والتزييف والتشهير البعثي لن يقف عند حد معين.
عمار احمد-بغداد
https://telegram.me/buratha