ابو هاني الشمري
الفساد والعبثية والتخريب المتعمد للمجرمين المدعومين من عصابة البعث وعصابات الجيران اوصل ابن العراق الى حالة من اليأس لحل هذه المعضلة وبات المواطن البسيط يضحك على تصريحات السيد وزير الكهرباء حينما يقول بأن القطع المبرمج سوف يقلل هذا الصيف وهاهو الصيف على وشك الانتهاء والقطع يزيد وغضب الناس ومعاناتهم تزيد حتى ان احد المعلقين على تصريحات الوزير قال لو يرحمنا الوزير ولا يصرح كان الافضل لنا لانني اتشائم من تصريحاته و(بين حانه وبين مانه ضاعت الفلوس المرصودة وضاعت الكهرباء عن الناس)قبل ايام قليله وحينما كان السيد رئيس الوزراء يلقي كلمته امام رجال احدى العشائر العراقية قال انه خلال ذهابه الى الولايات المتحدة زار شركة GE المتخصصة بالصناعات الكهربائية وشاهد ان المعدات مهيأة لغرض ارسالها وتركيبها في العراق لنصب محطة كهربائية كبيرة, والسبب في عدم ارسال هذه المعدات ونصبها هو انها متوقفة على مبلغ مليارين ونصف المليار دولار كلفتها وذلك لعدم وجود الرصيد المالي لها من الميزانية لهذا العام.الحكومة قدمت مشروع اعادة البنى التحتية للبرلمان وبمبلغ تجاوز ال70 مليار دولار كمشروع ستراتيجي لنهوض العراق الى مستوى الدول السائرة في ركاب التطور ولكون المبلغ لا يمكن توفيره فقد رفضه اغلب اعضاء مجلس النواب جملة وتفصيلا ... بل وزاد بعض النواب انه لايمكن المساس بالرصيد المالي للعراق الموجود في البنك المركزي لانه يخص الشعب العراقي كله بل زاد على هذه التصريحات تصريحات اخرى انطلقت هذه المرة من محافظ البنك المركزي ونائبه ولا زالت التصريحات التي تمنع المساس بهذا الرصيد كما منع الله قوم موسى ان يمسوا السامري حينما قال في كتابه ( لامساس).. وأنا حالي كحال بقية المكتوين بنار الاميرة الكهرباء لانريد الخوض في معمعة الخزين الستراتيجي حفظه الله من كل نقص وسوء ولا تفاصيل مقترح البنى التحتية الذي يكلف ذلك المبلغ الكبير ... ولكن لنحسب وبحساب بسيط كم نخسر كل عام بل كل يوم من المبالغ على الاميرة النائمة الكهرباء وكم من الجهود التي تذهب هباء منثورا تضاف الى الجهود والاموال التي صرفت بلا نتيجة ملموسة سوى التصريحات المخيبة من هذا المسؤول او ذاك.... تعالوا معي اخوتي نحسب ولكن بلا ارقام بل فقط للتذكير كم هي الاموال التي تذهب من جيب المواطن اولا ومن الدولة ثانيا ثم نتكلم عن خزيننا الاستراتيجي بعد ذلك:لنحسب كم من المولدات الصغيرة التي تدخل الى العراق ومن كل الدول والتي اصبحت لايخلو منها بيت ... فهل هذه المولدات جائتنا هبة من السماء ام من الاموال التي تخرج من جيب العراقيين التي تذهب لاستيرادها.لنحسب كم مرة يحدث العطل في هذه المولدات وتذهب الى محلات التصليح لتبديل ماتلف منها لكثرة الاشتغال فتذهب الاموال من جديد من جيب المواطن الى المصلح والى الدول التي صدرت لنا هذه المولدة وهي تصدر لنا الان ادواتها الاحتياطية...لنحسب كم هو مقدار الاموال التي يدفعها الناس لشراء البنزين او الديزل او الزيوت لمولداتهم وهي مبالغ ايضا تذهب من جيب المواطن المكتوي بنار الكهرباء..لنحسب كم هو مقدار الاموال التي يدفعها المواطن الى صاحب المولده(السحب ...كما يطلقون عليها) من اجل توفير 3 او اربعة امبيرات كي يحصل على نزر يسير من الراحة..لنحسب كم هو مقدار الاموال التي يدفعها المواطن على الاعطال التي تحدث في اجهزته الكهربائية بسبب هذه العشوائية في استلامه للكهرباء والتي تؤدي الى اطفاء وتشغيل المفتاح الرئيسي للبيت مرات عديده في اليوم ناهيك عن التذبذب في الفولتيه التي تصل بين قليلة لاتشغل الاجهزة الى عالية تؤدي الى عطبها..لنحسب مقدار الضرر الصحي الذي يتعرض له العراقيين بلا استثناء نتيجة للضجيج المتولد من هذه الاجهزة على الحالة النفسية والعصبية اولا ثم ما يتعرضون له من ضرر نتيجة للدخان المتصاعد منها اضف الى ذلك انعدام الراحة لدى اغلب العراقيين بسبب قطعهم للنوم وهم في عزّه ليلا او نهارا لاكثر من مره لغرض تبديل الكهرباء من الوطنية الى السحب او تشغيل المولدة او اطفائها.لنحسب كم من الورش ومحلات الحدادة والنجارة والورش الصناعية التي تتوقف نتيجة لذلك وكم هو الهدر بالاقتصاد وبالجهد العراقي الخلاق نتيجة ذلك..تعالوا لنحسب مقدار مضخات المياه التي تسقي المزارع والبساتين التي تتوقف نتيجة جفاء الكهرباء لها. هذا ما اسعفني به خاطري بل اكثر من ذلك بكثير ممن يريد ان يشخص الخلل هو مقدار الضرر الذي يلحق بالاقتصاد العراقي وبالاموال الذاهبة سدى ...فماذا لو كان راتب المواطن الذي يستلمه هو لشراء حاجات البيت فقط ولا دفع لشراء المحروقات للمولدة ولا دفع لصاحب المولدة الذي يمن عليهم بكم امبير حسب المزاج ... اين ستذهب هذه الزيادة في راتب الناس ... انا اقول لكم اين ستذهب ... هناك من يريد ان يضيف لبيته غرفة سيستفيد من هذا الفرق ليتم بنائها وهناك شاب يعزف عن الزواج لضيق ذات اليد وهاهي اليوم لديه زيادة في راتبه وسيساعده اهله الذين اصبحت عندهم زيادة ايضا ليعينوه في زواجه وهذا يريد ان يرى باحة داره حديقة غناء وهو يحلم بها منذ زمن بعيد وهاهو اليوم يجد عنده زيادة تكفي لانجاز مشروعه وهذا محتاج لبعض الاجهزة في داره ولم يستطع سابقا وهو اليوم متمكن من شرائها وهكذا ستصبح الامور لو توفرت الاميرة الكهرباء للناس ولتحسنت حالتهم الصحية بل والامنية ايضا اضافة الى الاقتصادية.والآن كم من المليارات نخسرها وسنخسرها مستقبلا ان لم تحل المشكلة مما ذكرناه وعلى وزارة المالية والمعنيين بشأن الهدر بالاموال ان يحسبوا الكلفة التي ذكرناها اعلاه وهي كلها من خزينة العراق التي تدفعها وزارة المالية للناس بشكل او بآخر.لنرجع الى قضية البنك المركزي وتصريحات رئيس الوزراء وخطة بناء البنى التحتية ... نحن ندري ان العراق يحتاج لكل شئ لان كل شئ به يحتاج بناء ولكن هل الكهرباء مثل باقي الاشياء طبعا هي اهم الاشياء التي يجب النهوض بها لانها عصب الحياة للاشياء الاخرى وبدون الكهرباء ليس هناك عراق يبنى على المدى القريب فهل ان مجلس النواب ومحافظ البنك المركزي وكل من صرح بأن رصيد البنك خط احمر لايمكن التقرب منه ادخل بالحسبان مقدار الاموال التي تهدر على ماذكرناه اعلاه وهي بالمليارات بلا شك وعراقية ايضا وهل يعرف معاناة الشعب ويعيشها معهم ام انه في واد والشعب في وادي اخر فماذا يستفيد الناس من رصيد لامعنى له موجود في البنك المركزي غير استقرار سعر الدينار بينما سوط الكهرباء مسلط عليهم وعلى صحتهم وعلى جيوبهم ... اتقوا الله يامن تصرحون بخطوطكم الحمراء والخضراء وعلى الاقل قفوا موقف العدل للعراق وشعبه وقولوا لمحافظ البنك ان يحرر مليارين ونصف المليار فقط ولاغيرها من هذا الرصيد الهائل لنصب المحطة الكهربائية المرتقبة واتركوا مشروع البنى التحتيه الى غير هذا الوقت لان مبلغ مليارين ونصف لايؤثر على رصيد البنك المركزي ولا على دينارنا رفع الله شأنه امام العملات الاخرى بقدر ماسيؤثر بنتيجته الايجابية التي سيلمسها المواطن المكتوي بنار الكهرباء على الاقل في السنة القادمة وبهذا تكونوا انصفتم المواطن وانصفتم البنك وانصفتم انفسكم التي ماذاقت لوعة الكهرباء التي يستصرخكم الناس بسببها كل دقيقة ولكن ما من مجيب.
https://telegram.me/buratha