المقالات

الكساء دلالة ومدلول

1550 19:42:00 2009-08-07

بقلم : سامي جواد كاظم

محبو اهل البيت عليهم السلام اذا ما ذكرت كلمة الكساء يتبادر الى ذهنهم وعلى الفطرة اهل الكساء ولنا حديث بهذا الشان لما له من دلالة ومدلول ولكن بداية احب التعريج على موضوع ذات صلة مع نهاية المقال .في بعض الروايات الصادرة عن اهل البيت (ع) نجد اسانيد مختلفة لها وصاحب الواقعة يختلف من سند الى اخر والقصة واحدة وعلى سبيل المثال قصة الجارية التي عفا عنها الامام المعصوم عليه السلام .فقد ذكرت هذه الرواية لاكثر من امام منها على سبيل المثال كان لسيدنا "زين العابدين بن الحسن بن علي" جارية أوقعت الماء المغلي على ابنه، فماذا سيفعل فيها يا ترى؟ وبينما هو في غضبه نظرت إليه وقالت له: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ ، قال: كظمت غيظي ، قالت: وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ،قال: عفوت عنكِ ، قالت: وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ،قال: اذهبي فأنتِ حرة.. ـ المصدر من كتب السلفية .نفس هذه الرواية نجدها بعينها حصلت للامام الحسن والحسين عليهما السلام وبدلا من الجارية غلام وهذا نصها: يذكر ان غلاما للإمام الحسن عليه السلام جنى جناية، فامر به أن يضرب، فتلى الغلام الآية قائلاً: فقال عليه السلام: كظمت غيظي؛قال: ]والعافين عن الناس[.قال عليه السلام: عفوت عنك.قال سيدي: والله يحب المحسنين.فقال عليه السلام: انت حر لوجه الله ولك ضعف ما كنت اعطيك بحار الانورا ، ج 43 ص 352 .جنى غلام للحسين عليه السلام جناية توجب العقاب عليه، فأمر به أن يضرب، فقال: يا مولاي والكاظمين الغيظ. قال: خلوا عنه. فقال: يا مولاي والعافين عن الناس. قال: قد عفوت عنك. قال: يا مولاي والله يحب المحسنين. قال: أنت حر لوجه الله، ولك ضعف ما كنت أعطيك (البحار 0ص145عن كشف الغمة).ونفس الحادثة حصلت مع الامام الصادق عليه السلام ومع الامام الكاظم عليه السلام ، ولا يحضرني المصدر فنفسها قرأتها للامام الرضا عليه السلام .المهم من هذا لابد ان الحادثة وقعت لواحد منهم ولكن التكرار هذا في نقل الحادثة يصبح مشكل لو كانت الحادثة تدل على حكم تشريعي محرم او واجب ولانها ارشادية خلقية فان تاثير الاختلاف فيه يكاد لا يذكر .ومن باب التفكه ، المعلوم هنالك من يسلب فضائل اهل البيت وتنسيبها لغيرهم وهذه الحادثة منها فقد ذكروا عن ميمون بن مهران أن جاريته جـاءت ذات يوم بصحـفة فيها مرقة حارة, وعنده أضياف فعثرت فصبت المرقة عليه, فأراد ميمون أن يضربها:فقالت الجارية: يا مولاي, استعمل قوله تعالى: { والكاظمين الغيظ } قال لها: قد فعلت. فقالت: أعمل بما بعده { والعافين عن الناس} . فقال: قد عفوت عنك.فقالت الجارية: { والله يحب المحسنين } .قال ميمون: قد أحسنت إليك, فأنت حرة لوجـه الله تعالى. نعود الان للكساء وما يترتب على حديث الكساء الذي روي باكثر من سند ولكل الملل والطوائف .في كثير من الاحيان يكون هنالك التباس في قصد المتكلم عندما يكون كلامه بالاشارة وليس بالفعل فهنالك من يؤول هذا الكلام الى غير غرضه والامثلة كثيرة بهذا الصدد على سبيل المثال عندما اشار رسول الله (ص) الى مكان الفتنة وقال هاهنا الفتنة ثلاث ـ الحديث رقمه في فتح الباري ( 2873 ) والجمعة ( 979 ) والمناقب ( 3249) والطلاق ( 4885 ) والفتن ( 6563 ) و ( 6564 ) و (6565 ) ، هذه الحديث تم تاوبله الى غير مقصده بتاويل لا يقنع المجانين .والغاية من كلامي عندما تكون هنالك اية بمنتهى الاهمية والاهتمام لما يترتب عليها من اثار تفيد الامة الاسلامية والبشرية الى يوم قيام الساعة فكان تاكيد رسول الله على هوية المعنيين في هذه الاية وهي اية التطهير بالكساء وقد رويت هذه الحادثة كما اسلفت بعدة اسانيد واهما سند ام سلمة رضوان الله تعالى عليها وهذا مصدرها ونصها بن جرير الطبري في " تفسيره " ( 22 / 7 ) عن أم سلمة قالت : لما نزلت هذه الآية : " إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا " دعا رسول الله عليا وفاطمة الزهراء وحسنا وحسينا عليهم السلام " فجلل عليهم كساء خيبريا فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم اذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " قالت أم سلمة : ألست منهم ؟ قال : أنت إلى خير " . لماذا اشرت الى ام سلمة بالذات ؟ لان هنالك من يؤول الحديث الى غير مغزاه وتنسيبه الى زوجات الرسول ولان ام سلمة احداهن لكانت ادعت هي هذه الفضيلة في حين لم نقرأ ولا رواية عن ام سلمة تذكر شمولها بالاية بل العكس وهو قول رسول الله (ص) لها انت على خير .هنالك رواية لنفس الحديث يذكر على لسان جابر الانصاري ومن خلال بحثي عن صحة هذا المصدر لم اعثر عليه والحقيقة ان هذه الرواية لا تزيد من دلالة الاية شيء ان ذكرت عن طريق الانصاري او لم تذكر ولكن طريقة القائها على لسان الانصاري وفاطمة الزهراء عليها السلام توحي بامر واحد اما تكرار نزول الاية او تاكيد الرسول عليها وغير ذلك لا يمكن ان يكون صحيح ، اذن هنالك علامات استفهام امام دعاء الكساء في مفاتيح الجنان !!!الكساء هنا تفسير عملي وعقلي على من هم اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك