رضا محمد الفتلاوي ملبورن-استراليا
بسم الله الرحمن الرحيمبعد رحله امضيتها بين الأهل والأحباب ،وعواصف التراب ، وطول الوقوف على الأبواب، لغرض الحصول على عمل والعوده بعد طول اغتراب ، وبعد جهد وعرق وحتى ذل وعذاب وقع الكتاب من اعلى سلطه في البلاد، وعلى عكس كل القوانين والأعراف لم يكن توقيعه نهاية المطاف ، لذا علي شد الرباط والركض وراء الكتاب ، خوفا من ان يتراكم عليه التراب ، وينسى كما نسينا ونحن اهل البلاد، ولأعرف الى اي مكتب وصل فالمكاتب كثيره والمسؤولين اكثر فتارة اجده قد صعد الى مسؤول كبير وتارة هبط الى مسؤول صغير فيبدو انه يتنقل بلعبة الحيه والدرج وانا أعرف حظي جيدا الجميع يصعد بالدرج فقط انا من يهبط فما بالك بالحيه اذن، بعد كل هذا الركض فقدت الكتاب ، بالرغم من انني عداء، فانشاء الله سيصل الكتاب الى (مسؤول القلم)فعند هذا تمرير القرار ، فان كان مسؤول القلم هذا ليس من اتباع من وقع القرارفعلي وعلى كتابي السلام، لكن والحق يقال وعدوني خيرا ونصحوني بالعوده وبي سيحاولون الأتصال فانشاء الله في ذلك اليوم اللاموعود ستكون جيده شبكة الهاتف النقال ولازلت في الأنتظار (وعيش ي....) مع الأعتذار.أخذت بالنصيحه فانهم محقين يعرفون جيدا مايقولون وعدت الى اطفالي بعد طول فراق ,بعد نفض غبار اي تراب السفر جاءتني أبنتي التي تبلغ من العمر 9 سنوات تطلب مني المساعده في بحث كلفتها به المدرسه والذي كان الكتابه حول احد البلدان فسالتها اي بلد أخترت اجابت المكسيك اندهشت كثيرا لهذا وسالتها هل انت مكسيكيه أجابت بانفعال شديد لا انا عراقيه قلت اذا لماذا أخترت المكسيك اذا انت عراقيه, قالت أني لاأعرف شيئا عن العراق, لااعرف ماذا حصل لي حينما سمعت ذلك بدون ان اشعر نزلت دموعي وانتابني شعور ممزوج بالحزن والذنب حزني على نفسي واطفالي وما فعلته الغربه بنا وماستفعله تخيل طفله تصرخ بكل جوارحها تقول انا عراقيه ولا تعرف شيئا عن بلدها فتلك ضريبة الغربه التي دفعناها ولازلنا وسنبقى وربما ندفع اكثر من هذا من يدري وذنبي هو تقصيري على بلدي قبل اطفالي لكن هذا ليس موضوعنا لا بل موضوعنا وموضوعنا وموضوعنا لكني كالأخرين افضل اسهل الحلول هو الهروب من المواجهه كما هربت من قبل ومازلت هاربا من من ...... لا اعرف, فلنعد لموضوعنا قلت انا لست مكسيكي لذا عليك ان تكتبي بنفسك عن المكسيك, في اليوم التالي جاءتني قائله لقد غيرت البلد وساكتب عن العراق وعليك مساعدتي قلت ما الذي جرى بالأمس المكسيك واليوم العراق قالت انه اسهل يبدو ان العراق صار سهلا للجميع, قلت ماهو المطلوب في البحث قالت الخريطه ـ عدد السكان ـ العلم ـ اللغه ـ المعالم الأثريه ـ الشيئ المميز في البلد فالنبدأ بالخريطه : فكيف ارسمها بالشكل الذي تركته ام بالشكل الذي يريده البعض الأن مقطعة الأوصال ارسمها بدون محافظات الشمال (اقليم كردستان) ام بدون محافظات الوسط مايسمى(بدولة العراق الاسلاميه) ام بدون محافظات الجنوب الذي يريده البعض ان يكون(اقليم الجنوب)فوالله ثم والله لو رسمتها بدون أي شبر فلن تكون العراق لذا سأرسمها ونرسمها جميعا بشكلها الجميل الذي جمعنا وسيجمعنا سويا رغم انوف الذين يريدوها مقطعه.فراح قلمي ينساب لوحده كافعى على الرمال يرسم خارطة العراق فيالها من خريطه عظيمه تحتضن من يحبها وترعب من يكرهها, وبعد الفراغ من رسمها لابد من وضع اسماء الدول(الشقيقه والصديقه والحبيبه والحميمه و.و.و.و) التي تحدنا فوجدت اسماءها حقا قد تغيرت فاصبح يحدنا من الشمال سد اتاتورك (تركيا سابقا) ومن الغرب سيارات مفخخه (سوريا سابقا) عبوات ناسفه (الاردن سابقا) السيف القاطع (السعوديه سابقا) ومن الجنوب البند السابع (الكويت سابقا) اساطيل حربيه (الخليج العربي سابقا) ولطول حدودنا من الشرق فاصبح يحدنا السي فور اللاصق والهروين القاتل(جمهورية ايران الأسلاميه حاليا) فيالها من جيره (منين ما ملتي غرفتي) .عدد السكان: أي التعداد السكاني كما يسمى وانا اسميه التعداد الوطني فانه ليس كل من يسكن البلد يحسب عليه فان الذي يحسب عليه هو من يحبه وولاءه فقط له انتم ضعوا الرقم وانشاء الله يكون اكثر مما اتوقع بالمناسبه لاتحسبوني من سكانه فان كذلك لكنت الأن تحت التراب.العلم: باي شكل ارسمه انه يتغير مثل تغير جو مدينة ملبورن استراليا اليومي مع فارق الوقت لذا علي متابعة جلسات مجلس النواب لأعرف الشكل الجديد والحمد لله لم يتغير هذه الأيام فرسمته بشكله الأخير ولا ادري هل بقيت الوانه الجميله ترمز على ماكانت عليه ام تغيرت مثلما تغير كل شيئ أدعوا الله معي بأن لايغيروا شكله بعدما تسلم ابنتي البحث وتحصل على درجه ضعيفه بسبب تغير العلم المزاجي.اللغه: أتذكر حين غادرت العراق كانت هنالك لغه رئيسيه واحده الكل يتكلمها وهنالك لغات اخرى الكل يحترمها أما الأن والحمد لله تعددت اللغات فاصبحنا نتكلم لغات عديده بفضل التطور الحضاري الذي جلبوه لنا وأصبح هنالك لغتين رئيسيتين هما لغة الموت ولغة المال وليس كل العراقيين يتكلمون هاتين اللغتين فالمعلمين والطلاب من طبقه خاصه وهم في تزايد, عفوا لقد نسيت لغة ثالثه لاتقل اهميه عن اللغتين السابقتين هي لغة الفقر فياأهلا بالتطور وياسهلا بالتحضر.المعالم الأثريه:لايختلف أثنين في العالم باننا اصحاب تاريخ وحضارات أرثت لنا معالم أثريه ذات قيمه يعرفها غيرنا اكثر منا فماذا حل بأرثنا التراثي الأن فمنه قواعد عسكريه للمحتل(القوات الصديقه) الذي دمر الحجاره ونهب ادراره والقسم الأخر صار اهداف لتفجيرات ارهابيه وضيعه وجبانه وقسم مهجور بعدما جرد من كل ثمين اما القسم الوحيد الذي استفاد وسيستفيد منه العراق هو من اصبح مقلع تراب لمعمل طابوق فأنشاء الله في يوم ما سيصبح هذا الطابوق معلم أثري اذا لم يسرق كما سرق الذي من قبله الشيئ المميز في البلد: فكرت مليا مالذي يميز عراقنا الحبيب عن العالم الأن ان كل شيئ لدينا مميز, لكن اكثر ماأثار أنتباهي أثناء وجودي هنالك مؤخرا خاصة في كربلاء والمناطق المقدسه هو (الستوته) لكن لم استطع ذكرها في البحث فانها تحتاج الى شرح مفصل لمعرفة ماهي الستوته وهم هنا لايحبون هدر الوقت انهم يسيرون على حكمة (الوقت يعني النقود) ليسوا مثلنا فنحن أكثر صرامه في مسالة الوقت اذ اننا نسير على حكمة (الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك) لذا ترانا على الدوام مقطعين,ولذكر الستوته انها عباره عن عربه صغيره تجرها دراجه ناريه وهي أحد وسائط النقل الحديثه والمنتشره هناك وعلمت مؤخرا انها أصبحت أحد وسائط التفخيخ الجيده, أذن عن ماذا أكتب فليس لدي الا الأستعانه بالمنجد كأي عراقي عندما يوضع في خانة اليك يستعين به هو التاريخ وماصنع الأجداد فليس لدينا شيئا نتباهى ونفتخر به غيره ومن كثرة زهونا أصبحنا لانعمل شيئا لحاضرنا ولانفكر بماذا سنفعل بالمستقبل اذ أصبح تاريخنا عصا نتكأ عليها بل كرسي نجلس عليه بل وحتى وساده ننام عليها ونحلم بما فعل الأجداد على عكس باقي الأمم التي جعلت من التاريخ نقطة انطلاق للمستقبل, فذكرت مسلة حمورابي وافتخرت كأي عراقي بأننا أول من سن وكتب القوانين وخطرت في بالي مفارقه غريبه هو أول من سن القوانين هو العراق والدوله التي لايطبق بها القانون عبر أكثر العصور هو العراق حتى في وقتنا هذا بالرغم من اننا نعيش تحت مظلة(دولة القانون) , فسالت أبني الأكبر لعله يساعدني بالشيئ المميز الأن في العراق فانه أبن اليوم فقال ببديهيه وبلهجه لاتخلو من ماديه كباقي أبناء جيله في التفكير , النفط والغنى ضحكت واجبته ان النفط في العراق اصبح فيزا وليس ميزه .ختاما انها ليست عينا واحده التي رأت وترى الذي يحصل في عراقنا الحبيب بل هي عيون اكثر العراقيين,اذن ماهو الحل؟ هل ندفن رؤوسنا في الرمال كي لانرى أم نرى ونقول (لانرى لانسمع لانتكلم) كما كنا نفعل من قبل لا لقد ولىّ ذلك الزمن فالعراقي اليوم (الجديد) يرى ويسمع ويتكلم بل وحتى يموت لكي يغيّر نحو الأفضل , وهذا الموضوع ليس دعوه للتشهير بل هو دعوه للتغيير.وعذرا لمن يقرأ خواطري المبعثره هذه فأنا لست بكاتب ومن يدقق في القواعد فسيجد الكثير من الأخطاء الغويه فأن حتى لغتنا صعبه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.ntpr1@hotmail.com
19-7-2009
https://telegram.me/buratha