محمود الربيعي
ان اهم مايميز الائمة الاثني عشر هو نشئتهم وتربيتهم الخاصة وخصوصيتم المتعلقة بالامرالالهي الخاص بتنصيبهم ائمة راشدين لرئاسة المسلمين، فهم اولا يعتبرون ابناءا لرسول الله في مدرسة اهل البيت او الجامعة الكبيرة، فهم اصحاب الدرجات العالية والمنازل الرفيعة ليس فقط لانهم حملة العلم وامناءه بل لعلو ورفعة ورقي اخلاقهم ومايتميزون به من الورع والاجتهاد الى جانب الزهد والبساطة والاخلاص والنقاء والمنزلة القريبة من الله، وبقربهم تشعر انك في حرم الله الاقدس ذلك الحرم الذي تخشع عنده القلوب وتخضع فيه النفوس حيث تستشعرعظمة الله وجلاله، والاحساس بسيادة الائمة المعصومين المطلقة التي لاينازعهم فيها احد.
هؤلاء الائمة الاقدسين الذين قدسهم الله بعصمتهم عن المعاصي والذنوب هم ابواب تفريج الهموم ومفاتيح الغيب الذين يهبون لك الحياة التي فيها ذكرالله، ويزرعون فيك الشعور باحسان الله وامتنانه ، ويعظمون في نفسك حب الخير، حتى اذا دخلت في مقدس منازلهم في ديار الدنيا استشعرت حياتهم رغم انهم غادروا الحياة الدنيا،فهمم حجج الله على عباده القائمين على ادارة بلاد الله بالقسط وهم صفوة عباد الله الاوفياء واهل النجوى.
وكان من ابرز سمات الائمة الطاهرين مبالغتهم في تقديم النصيحة، والصبر على الاذى الذي كانوا يلقونه من الحاسدين والمبغضين، وكان سلواهم انهم يجدون التصديق والمحبة في قلوب المصدقين من التابعين الذين يرون انهم هم الراشدون المهديون الذين تجب على العباد طاعتهم.
يعتبر الائمة المعصومين دعائم الدين واركان الارض لم تثنهم رياح الجاهلية التي كان عليها القوم لانهم حملوا في اصلاب وارحام طاهرة مطهرة في سلسلة قامت لاجل رفعة الدين والحفاظ عليه .. فهم الحفظة البررة والولاة على الناس بما استحفظوا من الامانات التي رعوها حق رعايتها وبذلوا الغالي والنفيس لاجلها.
والامام السجاد زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام القمة الشامخة التي حشدت كل طاقاتها من اجل الحق وتعميق مبادئ السماء على الارض الذي نشر جميع الحقائق بذكاء الامامة الربانية المقدسة المتمثلة بالولاية فاذكى روح الحب ومحبة الله واولياءه والاخلاص لدينه وفضح الظالمين من خلال المدرسة الزينية العابدية، تلك المدرسة التي زينت صحائف الاسلام بطريقة الدعاء المتنوع الذي غذى المؤمنين بخزائن القرآن وجميل آياته مما عجز عنه كافة الادعياء بالولاية والملك الذي لاينبغي الا ان يكون لهل ولاولياءه المخلصين.
https://telegram.me/buratha