المقالات

الانتظار وأثره في إحياء النفوس

1117 18:41:00 2009-08-06

حسن الهاشمي

ونحن نرمق الجموع المليونية الزاحفة لزيارة الإمام الحسين عليه السلام بمناسبة ميلاد حفيده الحجة المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف في الخامس عشر من شعبان من كل عام، ينتابنا الشوق ويشحذ فينا الهمم على التحلي بأخلاقه والتمسك بالقيم التي يخرج لإحيائها من قبيل تثبيت الحق والعدالة في أرجاء المعمورة ودحض الباطل وأهله من دون رجعة، وأنه بحق أمل المحرومين والمستضعفين والمظلومين وعندما يكتوون بظلم الظالمين فإن سلوتهم الوحيدة بالانتقام من الظلمة ورد الاعتبار هو الحجة المنتظر، وكيف لا وهو الذي ادخره الله تعالى ليملأ الأرض به قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، ووعد الله تعالى به المؤمنين بأن يبعثه إماما ووارثا ليخلف الأرض وما عليها ويحكمهما بالعدل والإحسان والتقوى والسلام.جاء في الحديث : (أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج) يا لروعة هذا الحديث ! إنه يقول: أفضل الأعمال الانتظار ... فأوضح لنا إن الانتظار عمل وليس ركوداً ولا جموداً، وهذا يدل على أن الإسلام دين عمل وكدح وتغيير وإصلاح وهذه الأمور تتجدد دائما من خلال مبدأ الاجتهاد في فقه الإمامية الذي يواكب التطور في الحياة حيث أن المستجدات تخضع للثوابت الفقهية وتستمد شرعيتها منها، لذا فإن الفقهاء الجامعين لشرائط التقليد هم حجج الإمام المهدي على خلقه وهو حجة الله كما وصفهم في حديثه المشهور، حيث أرجع العباد في الأمور المستحدثة لرواة الأحاديث الفقهاء من بعده فإنهم أحق من غيرهم في إحقاق الحق وإبطال الباطل والتمهيد لظهوره عليه السلام.الانتظار معناه الرفض الكامل لكل ألوان الظلم في الأرض، وذلك لأنك إذا رضيت بالوضع الراهن للأمة الإسلامية لم تعد منتظرا للإمام- وإنما المنتظر له هو الرافض لكل أنواع الظلم والاستعباد، ولذلك جاء في الحديث عن أهل البيت: (إن المنتظر لأمرنا ، كالمتشحط بدمه في سبيل الله) اجل .. إنه يرفض الظلم والجور والاحتكار والحكام الخونة ويرفض المجتمع الجبان الرازح تحت أقدام الحاكم الظالم، ولا يزال الانتظار هو الرفض الشامل لكل الظالمين في الأرض والالتصاق الكامل بكل المحرومين والمعذبين في الأرض والإمام المهدي يتطلع بشوق بالغ إلى اليوم الذي يستطيع فيه أن يمد يده لخلاص البشرية وعذابها الطويل!.والإيمان بالمهدي المنتظر ليس للعادة والسلوة والتقليد الأعمى ... وإنما هو مصدر عطاء وقوة ، لأن الإيمان بالإمام المهدي، إيمان عميق برفض كل أنواع الظلم والجور في كل بقاع العالم، وهو مصدر قوة ودفع لا ينضب ليرش الأمل في القلوب لنرى النور، ونحن في أحلك ساعات الظلام... فهو انتصار النور على الظلام..وانتصار جحافل الحق على فلول الباطل، والمهدي لم يكن فكرة قديمة ننتظر ولادتها، وإنما هو واقع نعيشه ونحسه بوجداننا وأعماقنا وشعورنا وهو يعيش بيننا بلحمه ودمه ويشهد الآم المحرومين ويسمع أنين المعذبين.

وينتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف اليوم الذي يأذن له رب العالمين لينشر رايات الحق في الأرض ويجتث الباطل وأهله ويقيم اعوجاج الدين وما لحق به من أباطيل وبدع وتحريفات من قبل المحسوبين عليه زورا وبهتانا، ليظهر دين جده المصطفى الأصيل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ويدمغ به كل أنواع الظلم والاستبداد والقهر والقتل الوحشي للأبرياء كما يحصل في عراقنا الحبيب على أيدي أشر خلق الله من التكفيريين والإرهابيين شذاذ الآفاق الذين خلعت الرحمة من قلوبهم فأصبحوا وحوشا كاسرة لا يهمها شيء سوى مصالحهم الشخصية ومطامع الدول الظالمة التي تدفع بهم باتجاه الشر لأنهم لا يعرفون للخير منهلا ولا لسبله رشدا ولا لأهله بشرا، فهو عليه السلام الناصر للمؤمنين والقامع للظلم والظالمين ولولاه لما استطاع المؤمنون التثبت على الصراط المستقيم، فإنه أملهم بالنصر والغلبة ونصيرهم بمقارعتهم الظلم في كل عصر وزمان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك