محمود الربيعي
التفجيرات الاخيرة في بغداد وبقية المدن في شهر حزيران بعد خروج القوات المحتلة الى خارج المدن برهنت انها من افعال الجبناء في الداخل وقد جاء نتيجة للتخطيط المسبق والمعد من قبل قيادات الحزب الحاكم في العراق سابقا وجميع الدول الطائفية المرتبطة بهذا الحزب والتي لايروق لها استقرار العراق بسبب نسيج شعبه المذهبي والتي شاركت ولازالت في تدمير العراق بشكل غير مسبوق لما تمتلكه من علاقات وثيقة بالاستعمار الذي تطمئن اليه فراحت تعبث في ارواح وممتلكات ابناء شعبنا العزل،وقد اثبتت المرحلة الاخيرة التي شهدها العراق ان هذه الدول العميلة لم تتدخل في الشؤون الداخلية لاي قطر عربي ولم تعبث بأمنه الا في العراق رغم انها تحتضن في بلدانها الالاف من المحتلين وتستنجد بالقوات الاجنبية كلما احتاجت اليها، وبالاضافة الى تركيبة النسيج المذهبي للشعب العراقي فقد كان مجاورة العراق لايران الشيعية سببا كافيا لتلك الدول العميلة ان تعمد الى التسابق في التآمر على العراق والعمل على اسقاط حكمه والعودة بالعراق الى ماكان عليه من الحكم الطائفي البعثي باي شكل كان.
ولقد برهن الحزب الحاكم السابق في العراق سواء كانت قياداته او قواعده على جبنهم الواضح سواء اثناء حكمهم او بعده على انهم لايمكنهم الوقوف امام ارادة ابناء الشعب المغلوب على امره الا اذا كان ابناءه عزلا لايوجد في ايديهم مايمكنهم من الدفاع عن انفسهم، ولقد اثبت النظام السابق وباشكال وصور شتى بزج اسود العراق في السجون والمعتقلات واعدام الكثيرين منهم بعد ان داهم بيوتهم في الليل او اثناء دوامهم الرسمي. ولقد قام هذا الحزب بمهاجمة المدن وابادتها لانه كان يمتلك السلاح الذي استخدمه لقتل العراقيين العزل في قراهم الآمنة مما دل على فعله الجبان، واكبر برهان ودليل على هذا الجبن هروبه من مواجهة المحتل بشكل كامل.
ولقد مارس هذا الحزب بعد الهروب من القوات المحتلة وبعد العزلة التي شهدها من القيام باعمال اجرامية اقبح من تلك التي كان يقوم بها اثناء حكمه بعد ان حصل على دعم من الدول التي اصبحت له مأوى وملجأ فلعب دورا جبانا وقذرا في انتهاج سياسة عنف دموي حين باشر في قتل الابرياء من العراقيين ليل نهاربلا استحياء من الله والجماهير ضنا منه انه قادر بتلك الافعال ان يعيد العجلة الى الوراء بعد ان كتب الله له الانهيار والزوال.
ان طريق النجاة من فعل هؤلاء الجبناء الذين لايقاتلون الا من وراء الجدر وغير الجديرين بحكم العراق بما سببوه من الفتن والحروب والدمار هو تنبه العراقيين باللجوء الى الله والوحدة فيما بينهم وعدم السماح لهذا الحزب من العودة الى السلطة باي شكل من الاشكال، ونحن بحاجة ماسة الى تطهير السياسة العراقية من منزلقات الفتن الطائفية والعرقية والى عمل اخوي متواصل لتبادل وتداول المناصب الرئاسية الثلاث بالشكل الذي يعزز الوحدة ويشتت الاعداء.
ان الاجهزة الامنية والعسكرية بحاجة الى تطهير حقيقي يحقق المصالحة المنشودة مع كل الذين لم تتلطخ ايديهم بدماء العراقين، كما تحتاج الاجهزة الامنية الى تفتيش عام لكل اوكار المشتبه بهم، او اجراء مسوح عامة قادرة على كشف مخازن الاسلحة والقبض على العناصر المخططة لاعمال العنف المستمرة.
ان على الحكومة العراقية ان تكون اكثر قوة وصلابة في ادارة الاعمال وان تجتهد في توفير الخدمة الجيدة لابناء شعبنا بنفس القوة التي تحارب بها الارهاب ويستلزم ذلك عيون ساهرة تحفظ كل الطرق والابواب داخل العراق ومدنه وعلى الحدود، وعلى كل القوى المشتركة في العملية الديمقراطية ان تكون اشد حرصا في التعاون مع شركاءها وان لاتقبل لباس الانتهازية الذي يريد لهم الحاقدين ان يلبسه، ولتكن مسؤولية الجميع الحفاظ على ارواح العراقيين والعمل على ضمان مستقبلهم المشترك السعيد.
ان على ابناء الشعب العراقي ان لايامنوا غدر الجبناء في كل وقت وعليهم ان لايهملوا واجباتهم الوطنية وان لايغفلوا عن عدوهم الواضح والمستور وعليهم ان يكونوا اكثر وعيا، وليس لهم خيار الا ان يمنعوا العجلة ان تعود الى الوراء فذلك سبيلهم الوحيد للنجاة من ربق المتربصين ، وعليهم ان يظهروا حماسة اكبر ويقضة اكثر في الانتخابات القادمة وعليهم ان لايملوا ركوب الصعاب فان ركوب الصعاب من شيم الرجال.. وفق الله العراقيين لكل خير واعاد لهم وحدتهم ورشدهم ومكن لهم ماارتضاه الله لهممن العز يبدلهم من بعد خوفهم أمنا يعبدون الله ولايشركون به شيئا.
لذا نؤكد على جملة من الامور وهي كما يلي:
اولا: تطهير السياسة العراقية من منزلقات الفتن الطائفية والعرقية بشكل جدي وتبني مشروع تحقيق التقريب المذهبي في السياسة العراقية العامة والشروع بتشكيل لجان متعددة ومتخصصة.
ثانيا: الحاجة الى عمل اخوي يتم من خلاله تبادل وتداول المناصب الرئاسية الثلاث بالشكل الذي يعزز الوحدة ويشتت الاعداء وذلك من خلال الاهتمام بتوزيع الحقائب الوزارية وتقليل الاهتمام بالحصص المذهبية.
ثالثا: الاجهزة الامنية والعسكرية بحاجة الى تطهير حقيقي يحقق الامن الوطني والانفتاح على كل الذين لم تتلطخ ايديهم بدماء العراقين واعطاء الفرصة للعناصر النزيهة.
رابعا: حاجة الاجهزة الامنية الى اجراء تفتيش عام على السلاح، واجراء مسوحات عامة للكشف عن مخازن الاسلحة والقبض على العناصر المخططة لاعمال العنف المستمرة.
خامسا: على القيادات الادارية في الوزارات ان تكون اكثر حزما وانضباطا في ادارة الاعمال، وان تجتهد في توفير الخدمة الجيدة لابناء شعبنا بنفس القوة التي تحارب بها الارهاب.
سادسا: اعادة تويع وانتشار القوى الامنية والعسكرية في مختلف المناطق والطرق والحدود البرية.
سابعا: تعميق تعاون كافة القوى المشاركة في العملية الديمقراطية خصوصا في مجال توفير الامن وتحقيق السلم والعدل الاجتماعي.
ثامنا:على ابناء شعبنا الكريم ان يتصدوا لكل المشاريع الجبانة وان يهتموا باداء واجباتهم الوطنية، وعليهم ان لايغفلوا عدوهم الواضح والمستور.
تاسعا: على ابناء شعبنا ان يظهروا حماسة اكثر، ويقظة اكبر في الانتخابات القادمة وعليهم ان لايملوا ركوب الصعاب فان ذلك من شيم الرجال.
https://telegram.me/buratha