المقالات

الانقلاب العسكري للبعثيين ونتائجه

1459 13:12:00 2009-08-04

ابو هاني الشمري

موضوع الانقلاب العسكري وعودة البعثيين لحكم العراق صار قضية تشغل فكر الكثير من العراقيين وتخوفهم من انتشار اعداد كبيرة من قيادات البعثيين المعششة في مفاصل الدولة وهو ما ولد ردة فعل غاضبة من ابناء الشعب على هكذا اجراءات اتخذتها الحكومة نتيجة ضغوط فرضتها قوى دولية تحت عباءة اسمها المصالحة الوطنية.. وما حصل بعد الاجتماع الذي قاده طارق الهاشمي مع بقايا عصابات البعث والحاقدين على حكومة العراق في تركيا وتسرب معلومات عن خطة لعمل انقلاب على الحكومة الحالية وعودتهم من جديد للحكم في العراق بات لزاما ان نحلل هذا الانقلاب المزعوم من جوانبه العسكرية والسياسية والجماهيرية والمناطقية في الساحة العراقية لمعرفة نتائجه:-

عسكريالو لاحظنا تشكيلة الجيش العراقي الحالي وقواته الامنية لوجدناها خليط من كل مكونات الشعب والتي لاتوالي حزبا معينا او فئة اوطائفة خاصة فرئيس اركان الجيش كردي وكبار قادة الفرق والمناصب الحساسة هم من مكونات مختلفه جلهم ممن يكره فكرة اسمها حزب البعث بل واغلبهم ممن كان هاربا مطاردا من البعثيين لذا فإن دخول اعداد معينة بين البعثيين بين هذا الكم الهائل من كبار الضباط سوف لن يأتي ثماره في حدوث انقلاب ناهيك عن ان صغار الضباط والمراتب والذين هم الاداة الفعالة التي تتحرك لتنفيذ قرارات قادة الانقلاب والتي حتما تتلخص في احتلال المقرات الرئيسية للقيادة العامة للجيش ورئاسة الوزراء( المنطقة الخضراء حاليا) وأسر كبار الضباط وربما قتلهم من خلال عناصرهم المنتشرة في تلك المفاصل والمعسكرات الاخرى بعد تحريك بعض من القطعات المواليه لها لتنفيذ هذا الامر ثم اصدار بياناتها مع اعلان ثلاث محافظات معروفة تأييدها لهكذا انقلاب كما يحدث في اغلب هذه الانقلابات التي شاهدناها في كثير من الدول والعراق واحد منها .. ولو حدث شئ كهذا فهل ياترى سينجح؟ الجواب هو استحالة نجاح اي فكرة مها كبرت لحدوث الانقلاب عسكريا.. فلو فرضنا جدلا بأن المخططين تمكنوا من القضاء على كل المعارضين لهم في مجلس الوزراء والمفاصل الحكومية الاخرى وعن طريق انصارهم المنتشرين في تلك المفاصل وحتى لو انهم تمكنوا من تصفية كل قادة الجيش المناوئين واصدروا بيانهم رقم واحد بحدوث الانقلاب فأنهم بعد ساعات قليلة سيعرفون حجم الخطأ الذي اقترفوه لان جل افراد الجيش من ضباط صغار ومراتب سوف لن يلتزموا بقرارات قادة الانقلاب بل وتتحرك اسلحتهم التي تحت ايديهم وخصوصا محافظات وسط وجنوب العراق وكذلك اقليم كردستان نحو قادة الانقلاب وقبر هكذا محاولة في مهدها اضافة الى الدعم العسكري والجماهيري من ابناء بغداد لهكذا تحرك ضد قادة الانقلاب علما بأن اسلحة الجيش العراقي الحديث ومعسكراته متوزعة على كل محافظات العراق وهذا يعني بأن لامجال للبعث ان يفكر في انقلاب عسكري عن طريق كسب موالاة القوات العسكرية في كل محافظات العراق لانه سيفتضح قبل حدوثة.

سياسياالعدد الكبير للاحزاب المتواجده على الساحة العراقية والمنظمات والهيئات والتي بني الكثير منها على انقاض البعث عدا احزاب قليلة كانت متواجده على الساحة وقارعت النظام السابق عسكريا وسياسيا وفكريا وهي موجودة داخل الساحة العراقية حاليا ولها وزنها الكبير والتأييد المنقطع من ابناء العراق بل وازيد لديها من الرجال المدربين تدريبا عسكريا جيدا وقد قارعوا جيش النظام السايق بكل شراسة يجعل من فكرة عودة حزب البعث وانقلابه المقترح امر مستحيل ولو حسبنا ان اغلب شيعة العراق في مناطقهم المعروفة لايطيقون فكرة عودة حزب البعث وكذا بالنسبة للاكراد ان كانوا في اقليم كردستان العراق او في بقية المحافظات ناهيك عن كثير من ابناء السنة في باقي محافظات العراق فهذا يعني ان لاعودة فكرية او حقيقية على الساحة السياسية العراقية لهذا الحزب ولعقود طويلة وانما تبقى هناك عناصر كانت منتمية له وتحمل افكاره تظهر بين الحين والآخر وتتقلد هذا المنصب او ذاك وهذه العناصر اما انها ستتأثر بالمناخ الجديد الذي حدث في العراق وتتغير بمرور الوقت او انها ستبقى تحمل افكار الحزب وتحاول التمسك بها والاستمرار في كره النظام الجديد رغم تبوئها لمناصب مهمة وهذا الاحتمال هو الغالب ولكنها ستفتضح بمرور الايام وسيتم تعريتها وطردها للتخلص منها.. وهو مايحصل حاليا ولو بشكل بطئ وخجول ولكنه وحسب اعتقادي سيتم تفعيله بعد الانتخابات القادمة والتخلص من مسألة المحاصصة في تولي الحقائب الوزارية ومن ثم متابعة هذه العناصر البعثية الفاسدة.

جماهيرياحزب البعث ارتكب جرائم يندى لها جبين الانسانية ضد شعب العراق قبل ان يرتكبها ضد دول الجوار لذلك صار مجرد ذكر اسم حزب البعث مقزز في نفوس ابناء العراق , فالمقابر الجماعية لم تخلو منها محافظة والاسلحة الكيمياوية استخدمت بابشع صورها ضدهم وسياسة الاقصاء والتجويع استخدمت بشكل لم يسبق له في مثيل في تاريخ العراق فلم يسلم بيت او عائلة من جرائم هذا الحزب بل واغلب شباب العراق كانوا من ضحاياه حينما اجبرهم على حمل السلاح في قانون الخدمة الالزامية لسنين طويلة وحينما خرجوا من الخدمة العسكرية بعد تلك السنين او ممن اطلق سراحهم بعد اسر طويل بسبب الحروب المتتالية وجدوا انفسهم لاسند لهم ولا معين ولا حتى راتب بسيط يعوضهم عن تلك السنين الطويلة التي قضوها في خدمة البعث الفاشي او وظيفة او عمل حر يكفيهم حاجتهم , كل ماذكرناه واكثر من ذلك بكثير مثل اجبار الناس على الالتحاق بالجيش الشعبي او اجبارهم على الانتماء الى هذا الحزب او مطاردة اي فكرة لا يريدها ومحاربة الشعائر الحسينية والاستهزاء والتسقيط الذي اتبعه هذا الحزب ضد ابناء الجنوب والاكراد ونعتهم بنعوت وصفات للتقليل منهم وكذلك حروبه المتتاليه ضد دول الجوار والتي احرقت الاخضر واليابس وقتلت خيرة شباب العراق ودمرت البلد واعمال التنكيل وكم الافواه التي مارستها الاجهزة القمعية ضد كل العراقيين جعلت اغلب ابنائه يرفضون عودة هذا الحزب بأي وسيلة اوشكل فما بالكم في محاولة انقلاب عسكرية اذا ماريد لها ان تحدث في بغداد او اي محافظة يتواجد فيها مؤيدين له واقصد بالضبط صلاح الدين والانبار والموصل وربما بعض مناطق ديالى ,حتما هكذا عمل سيكون بشكل تمرد عسكري ربما سيدوم ليوم او يومين ثم يقبر , هذا اذا ما وضعنا بالحسبان بأن الدول الكبرى والامم المتحدة ومجلس امنها سيكونان حتما الى جانب حكومة وشعب العراق ضد هكذا انقلابات ان صح حدوثها لانها اي الامم المتحدة وامريكا التي احتلت العراق وجائت بالنظام الديمقراطي كما اسمته فهي لايمكن ان تقبل بفشل مشروع هي بذرت بذوره واسسته.

مناطقياالظلم الذي لحق بمناطق شمال وجنوب العراق يجعل من المستحيل عودة عجلة الزمن الى الوراء بل ان اهل الجنوب والشمال هم اول من سيقف ضد اي محاولة انقلاب يمكن ان يفكر بها حزب البعث ولو استعرضنا وضع الشمال بعد سقوط حكومة البعث بعد عام 1991 وشمول المناطق التي تقع خلف خط عرض 36درجة شمالا تحت الحماية الدولية لوجدنا ان اول عمل قام به ابناء الشمال هو تصفية بؤر ومقرات حزب البعث ودوائره الامنية وقتل كل المتواجدين فيها وهروب الباقين الى غير رجعة ومنذ ذلك الحين والى يومنا هذا تحسن الوضع الامني في تلك المناطق بشكل كبير يحسدهم عليه كل ابناء العراق والفضل كله يرجع الى التخلص من بقايا جراثيم البعث التي كانت عندهم فمن غير المعقول منطقيا انهم سيسمحون بعودة هكذا جراثيم الى مناطقهم.. اما جنوب العراق وبمجرد سقوط حكومة البعث عام 2003 فقد تم تصفية الكثير من كبار مجرمي البعث وعتاتهم في تلك المناطق وحتى في بغداد ولو لم يصدر امر من المرجعية الدينية بتحريم قتلهم الا من ثبتت عليه التهم بقتل الاخرين ويحال الى محاكم الدولة للاقتصاص منه لما وجدنا شئ اسمه بعثي في تلك المناطق ... فما بقي من بعثيين هو في محافظات معروفة لاتتعدى الثلاث وكذلك مخلفات لهم في باقي محافظات الجنوب وبغداد لاتضر بجسم الشعب المكتوي بنارهم لان من لم يقتل منهم هرب الى الخارج الا القليل الذي بقي تحت حماية قبيلته واهل منطقته الساكن فيها حينما لم تظهر منه بوادر آذت ابناء تلك المناطق في حقبة البعث المظلمة.

ما ذكرناه اعلاه يعتبر من اهم الامور التي ارتكزنا عليها في تحليلنا ومن معطيات كثيرة اعرضنا عنها تخص واقع دول الجوار والدول الاخرى ولو انها مؤثرة في الساحة العراقية لكنها لن تصل الى مستوى التأثير الجماهيري المتوحد ضد هذا الحزب الفاشي, نجد ان فكرة الانقلابات العسكرية داخل العراق ولت والى غير رجعة وانما بقيت حلم يراود افكار البعثيين المريضة فقط لانهم لايمكن ان يحكموا اي بلد بطرق مشروعة سوى طريق الدم والجريمة وهذا ما لن يحدث في العراق مجددا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو هاني الشمري
2009-08-04
الى ابنتنا العزيزة الدكتورة ام البنين شكرا لمشاعركم .. ويمكنكم اعلامنا بموعد الوصول ورقم الرحلة على البريد الالكتروني ادناه jkaliwi2007@yahoo.com وأنتم والعائلة الكريمة على الرحب والسعة ضيوفا علينا طيلة فترة زيارتكم مع التحية
ام البنين
2009-08-04
الى متى نبقى بسراب اسمه البعث هل الدنيا خلقت للبعث فقط وهل الحكم لايدوم الا للحزب البعث اتمنى ياتي يوم لانسمع باسم هذا البعث وينطمر الى الابد شكرا ابو هاني على هاي المقاله الرائعه واتمنى لك التوفيق وارجو منك ان تكتب لي رقم هاتفك لكي استطيع اتصل عليك يوم وصولي الى دبلن واكون شاكرة لك تحياتي الدكتورة ام البنين
احمد الربيعي
2009-08-04
ببساطه على كل انسان يخاف من انقلاب عسكري للبعثيين او تغلغلهم في الاوساط العراقيه عليه ان ينتاخب كوادر المجلس الاعلى الاسلامي في الانتخابات القادمه..بنظري هذه اقوى ظمانه
أبو الحسنين
2009-08-04
اللهم اخزي البعثية والنواصب الأنجاس ورد كيدهم في نحورهم ووحد كلمت أنصار الاسلام المحمدي العلوي الأصيل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك