الباحث عمار العامري
لم يكن وليد الصدفة أو جاء نتيجة الظروف الاستثنائية التي مرت بالعراق أنما هو مشروع تجسدت فيه التضحيات والدماء والبطولات والمواقف التي قدمها المخلصون والمجاهدون والسجناء من المؤمنون بالقضية العراقية لأجل العراق وطناً وشعباً وأرضاً ليجعلوا منه امتداد لما قدمته تياراتهم المجاهدة الإسلامية والوطنية والعشائر العراقية بوقفاتها المشرفة بوجه الحكم الديكتاتوري طيلة أربعة عقود مضت من الزمن ذلك المشروع العراقي الوطني والذي كان للمرجعية الدينية الدور الكبير في إنضاجه ألا وهو الائتلاف العراقي الموحد والذي بات اليوم أن يكون عنوان للعراق وشعار للوطن.
أن الائتلاف العراقي الموحد ورغم ما واجهه من عقبات ومعوقات عفوية منها وأخرى صنفت عل أنها محاولات مدروسة للإطاحة بحكومته بعدما وجدوا أنه الخيمة والأمل للعراقيين فبدأت محاولاتهم المغرضة للاصطياد بالمياه العكرة مظهرة بأنه تحرك سياسي غير وطني إنما نعت بالطائفية وغيرها من الادعاءات الرخيصة ورغم ذلك استمر في عطاءه ونهض منذ اللحظات الأولى لتشكيله بمهام جما ليؤسس لبناء سياسي جديد مبني على أرادة الشعب العراقي وتخطيط القيادات المخلصة والذي اختار الديمقراطية سبيل لاستمرار الحكم السياسي في البلاد ليغلق الباب أمام ما اعتاد عليه الانتهازيون والطغاة من الحكم الشعب بالدم والحديد لينهي فترة البيان "رقم واحد" وما يأتي على أثره من زمر وفئات تتسلط على الحقوق العامة وتفرض "النهج الواحد والأسلوب الواحد والتفكير الواحد والتعبير عن الرأي الواحد وكل شي لا يكون ألا كما يقول الزعيم أو القائد أو الرئيس" لقد أنهى الائتلاف العراقي الموحد تلك الفترات لينهض مع أبناء الشعب المؤمنين بالقضية العراقية للخلاص من الماضي المظلم ليفتحوا الأبواب ويجعلوها مشرعة أمام من يدخل بروح ديمقراطية ليقوم بمهمات خدمة الشعب من موقع الرئاسة والإدارة والمسؤولية والتمثيل الجماهيري مقتنعاً بمبدأ" لا بقاء ألا لما يختاره الشعب".
ومع كل الانجازات والمكتسبات التي تحققت بوجود الائتلاف العراقي الموحد وجهود التيارات السياسية المجاهدة ينهض أبناء هذا التوجه إلى أعادة تشكيله وترتيب أوراقه من جديد مع الأخذ بنظر الاعتبار مقتضيات المرحلة المقبلة والتي تتطلب بأن يكون الائتلاف الموحد اشمل وأوسع لكل الأطياف السياسية والاجتماعية والعرقية والتي لم تتمثل فيه في المرحلة السابقة ليكون الائتلاف الموحد للعراق والوطن ، للعراق بكل الأطياف والقوميات والمذاهب والتوجهات السياسية والفكرية والتي تنضح العطاء وتبذل الجهود من اجل العراق وشعبه ذو التاريخ المشرف والغزير بالمواقف والبطولات والذي لم يرضخ للسيطرة الأجنبية أو التسلطية ألا وكان هناك تجسيد لحقبة جديدة يسطر فيه الثوار أروع الانتفاضات والثورات.
ويبقى الائتلاف الموحد التعبير الحقيقي للنكهة الوطنية المخلصة والتي قدم أبناءه طيلة السنوات الماضية كافة الجهود من اجل المحافظة على تلك المكتسبات الوطنية والتي لم يستطع شعب من الشعوب العربية أو الإقليمية أن يحصل عليها كما حصل عليها أبناء العراق والذين قدموا الآلاف من قوافل الشهداء والتضحيات الجسام لينالوا هذا الاستحقاق ويتربعوا على عرش الحرية وحكم أنفسهم بأنفسهم غير آبهين بما يكنه الأعداء لهم من محاولات مستمرة لهدم البناء العراقي الوطني الجديد وإرجاع البلاد إلى المربع الأول من القهر والبؤس والحرمان والذي رفضه الشعب العراقي لمرات عديدة حينما أعلن ذلك بالرفض العام والذي حفظه التاريخ للأجيال متوسماً بوسام الدم والجراح ليبقى الائتلاف العراقي الوطني الموحد الواجهة الحقيقية لكل أبناء الشعب العراقي.
https://telegram.me/buratha