بقلم:فائز التميمي
نحن أرقى ديمقراطية في العالم!! لا بل في الأكوان كلها لا بل في كل العوالم المخلوقة وغير المخلوقة والمفترضة والخيالية. ليتك يا فارابي تعيش في عصرنا لترى مدينتنا الفاضلة .ففيها يا فارابي حصانة للمجرم بلا حدود ،والقبيح يا فارابي في مدينتك جميل في ديمقراطيتنا ..بإختصار سأمزق كتابك المدينة الفاضلة فقد أكل الدهر عليه وشرب فنحن نعيش في مدينة فارابيها كاولي سكران وفراهيديها صحفي مرتزق محتال وإبن سيناها ذباح وسيبويها أُمي وسيف دولتها مكسور وأبو فراسها مقهور وإبن نفيسها خائف وسفاحها عال العال ومن مثل موسى كاظمها مقيد بالأثقال!!.ولاجئي خلق الأنـذال بيدهم المفتاح والأقفال!! فعن أيّ مدينة فاضلة تتحدثان !! فيهما خلق والأمريكان!! فعن أيّ فضيحة تتعجبان!! فيهما البعث وعليان! فمن أي الثعبانيين تتخوفان!! فيها الشيعة متفرقين بلا أسنان!! فعلى من المجلس أو الدعوة أو الصدريين أو الفضيلة أو غيرها تتآمران!! فيها من الإرهابيين نسوان!! فعن أي منهما سميرة أم صابرين تحققان!! فيها كتـّاب الصحف ما خلا من مثل وجيه غلمان!! فعلى أي منهما الزاير التعبان أم باسم الشيخ تعتمدان!! فيها الرؤساء كوترة بالأطنان!! فعن أيّ رئاسة البرلمان أم الجمهورية أم الوزارة أم الأحزاب أم الجامعة كلهم سلطان!! فيها الكهرباء بالمجان!! عن أي محطة الهارثة أم الناصرية أم أم الـذبان منها الكهرباء تنتظران!! فيها التعليم والجامعات وكل من فيها نعسان!! ففي أي مختبر المستنصرية المنهوب أم كربلاء الوهمي! البحث تُجريان!! فيها دائرة للمقاييس لا مقاييس فيها ولا ربان! فإيّ أنواع الأطعمة أو الأجهزة تختبران!! فيها الإشاعات ليس بالشهور والأيام بل بالثوان! فعن أيّ شائعة ليس لها أساس ولا عنوان تتناجيان!! فيها التفجيرات في كل حين وآذان !!فعن أي الضحايا في مدينة الصدر أم الكاظمية أم تازة أم..تندبان!! فيها جيش وشرطة بلا أمان!! عن أي الإختراقات من دخلوا بالرشاوي أو الصحوات تتنازعان!! فيها الحرية لمن هب ودب خان جغان!! فعن حرية السب أم البهتان أم السرقة والحريات أشكال وألوان تمتدحان!! والبيئة يا فارابي في مدينتنا فيها من كلّ تلوثات الحضارات أوطان!! والصحة يا فارابي لا تسألني عنها أي مرض تريد موجود من كل بكتريا عندنا أكثر من صنفان!! تحيط بمدينتنا الفاضلة دول العربان عن أيها تسأل كلها تخرب البنيان!! والماء عندنا دجلة والفرات على الخارطة فقط مرسومان فبأيهما نروي ظمأ العطشان!! والمقاولون يا سيدي الفيلسوف أفنان فعن أيهما تسألني عن مقاولي الشوارع أم بناء المدارس جلهم يترك عمله ويفر بالمال الى عمان!! ومجلس النواب يافارابي فإنهم يرقدون رقدة الوسنان!! والمناصب عندنا مهمة نعض عليها بالنواجـذ ونضحي بالوطن من أجلها قربان!! والفقراء في مدينتنا لا يكترث بهم أحد وقد يقتلهم من الأزلام من بقايا سبعاوي ووطبان!! فعن أي الفقراء في الصدر أم في الكمالية أم...تسألان !! وسوقنا ياسيدي الفارابي تحدثت به الركبان!! فعن أي بضاعة تالفة أو مغشوشة تفتشان!! والأهوار قصة كان يا ما كان!! وعلى أي الأهوار في الجبايش أم في ميسان تتأسفان!! والشرفاء ياسيدي قلة وللأسف كثير من السياسيين بلا وجدان!! فعن أيهم تريد أن أكشف سراً فلكثرتهم أفضل الكتمان !! ولا تسألني عن الحدائق ففي كل ركن حديقة مملوءة يُلقي الناس فيها أزبالهم بلا إستئـذان فمن أيّ حديقة الورد تقطفان!! والمجاري نظامها فريد يا سيدي هي ليتسلى به التلاميـذ فيغمرهم السيان الى الأذقان!! فبأي مجاري تسبحان!! واليأس في مدينتنا له أعلام وديوان! فبأيهم تريدهم بالسياسيين أم دول الجوار أم بكلاهما يثقان!! .ياسيدي الفارابي لو كُنتَ حياً بيننا لألقيت كتبك طعماً للحيتان ولقلت..عجزتُ أولادي أن أقرأ مستقبل مدينتكم فأذهبوا الى قارئة الفنجان!!
https://telegram.me/buratha