بقلم : سامي جواد كاظم
الامتيازات التي امتاز بها امير المؤمنين عليه السلام دون سائر الخلق الا نبينا وابن عمه واخيه سيد الخلق محمد صلى الله عليه واله وسلم هذه الامتيازات كثيرة وكلها من الله عز وجل وبواسطة رسوله خاتم الانبياء .والناصبيون يحاولون جهد امكانهم اما طمرها او تأويلها او تنسيبها لغيره والشواهد على هذا كثيرة جدا واغلب هذه المكائد تبوء بالفشل وقد تنطلي على ضعاف النفوس ممن ليسوا هم من الطائفة .واخر مستجدات الناصبيين هو نسف مقولة امير المؤمنين عليه السلام سلوني قبل ان تفقدوني فتارة يستخدمونها لنسف علوم من بعده من ال بيت محمد عليهم السلام وتارة ينكرون وجودها اصلا .ومن بين استدلالهم على عدم صحة الحديث ادعائهم ان قول الامام علي عليه السلام ((سلوني قبل أن تفقدوني )) مستدلين من هذا الحديث ان فقدان علي عليه السلام يعني الائمة من بعده ليسوا اهل للامامة هذا من جانب ومن جانب اخر هذا الحديث يطعن في حديث وراثة العلم بين الائمة عليهم السلام .وللرد على هذه الادعاءات من الطبيعي ان نبتدأ بذكر مصادرهم التي ذكرت الحديث وهي : أخرجه الحاكم في المستدرك ج2ص466 وصححه هو والذهبي في تلخيصه ، أخرجه ابن كثير في تفسيره ج4ص231 من طريقين ، أخرجه أبو عمر في جامع بيان العلم ج1ص114 ، والمحب الطبري في الرياض ج2ص198 ، ويوجد في تاريخ الخلفاء للسيوطي ص124 ، والإتقان ج2ص319 ، تـهذيب التهذيب ج7ص338 ، فتح الباري ج8ص485 ، عمدة القاري ج9ص167 ، مفتاح السعادة ج1ص400 )
وقوله عليه السلام : والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم أنزلت ، وأين أنزلت ، إن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا سؤولا . ( أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ج1ص68 ، وذكره صاحب مفتاح السعادة ج1ص400 ،أخرجها أبو عمر في العلم 2 ص 113 ، وفي مختصره ص170 ، والحافظ العاصمي في زين الفتى شرح سورة هل أتى ، والقالي في أماليه ، والحصري القيرواني في زهر الآداب ج1ص38 ،والسيوطي في جمع الجوامع كما ترتيبه ج5ص242 ، والزبيدي الحنفي في تاج العروس ج5ص268 نقلا عن الأمالي . وذكر منها البيتين الاخيرين الميداني في مجمع الأمثال ج2ص358 "اه ، وهو في تفسير القرطبي ج1ص35، فتح الباري ج8ص599 ، تـهذيب التهذيب ج7ص297، تـهذيب الكمال ج20ص487 ، الطبقات الكبرى ج2ص339 .
وروى أحمد بن حنبل في مسنده عن سعيد قال لم يكن أحد من اصحاب النبي ( ص ) يقول " سلونى " إلا على بن أبي طالب ( ع ) ( 1 ) . ما جاء في فضائله ( ع ) روى الطبري في ذخائر العقبى عن مناقب أحمد بن حنبل : 83 .والان لننقل نص الرواية ومن ثم التعقيب ، عن الأصبغ بن نباتة قال: لما جلس علي عليه السلام على الخلافة وبايعه الناس, خرج الى المسجد متعمما بعمامة رسول الله صلى الله عليه وآله واله وسلم, لابسا بردة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متنعلا نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متقلدا سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, فصعد المنبر وجلس عليه متمكنا وشبك أصابعه ووضعها أسفل بطنه.ثم قال:معاشر الناس سلوني قبل أن تفقدوني ... الى اخر الكلام .
ويستمر بالحديث الى ان يقول للحسن عليه السلام : قم فاصعد المنبر وتكلم بكلام لاتجهلك قريش بعدي فيقولون : ان الحسن بن علي لا يحسن شيئا ...ومن ثم وجه كلامه الى الحسين عليه السلام قائلا: قم فاصعد المنبر وتكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي فيقولون : إن الحسين بن علي لا يبصر شيئا ....انتهى.
ان قول امير المؤمنين عليه السلام بعيد عن ما ذهب اليه المخالفون وذلك من وجوه :اولا ان هذه الخطابة جاءت لما استلم الخطابة بدليل بدلية الرواية عن الاصبغ وعندما قال عليه السلام قبل ان تفقدوني قصد انه طالما على راس الخلافة فانكم تستطيعون السؤال والاستفسار عن أي امر من غير خوف او ارهاب او ملاحقة حيث ان الفترة التي ستعقبه سوف يشرد شيعته وصعوبة السؤال عن امر دينهم ودنياهم من الائمة عليهم السلام .
وثانيا اما الادعاء ان الائمة عليهم السلام سوف لا يرثون العلم فان نهاية الرواية جاءت رائعة من الامام عليه السلام في لجم الافواه عندما طلب من ولديه الحسن والحسين عليهما السلام بارتقاء المنبر والحديث عن علومهم وهذا لدلالة ساطعة عن توارث العلم فيما بينهم وان الافتقاد هو افتقاد الحرية والتعرض للاضطهاد من قبل الامويين والعباسيين وهذا ما حدث بعينه .
كما وان هنالك الكثير من المسائل التي تعترض الامام علي عليه السلام في زمن الخلفاء كان يعرضها على ولديه للاجابة عليها مثلا عندما جيء بقصاب متهم بقتل شخص في خربة وكل اثار الجريمة مترتبة على القصاب فما كان منه الا الاعتراف لعدم وجود مفر وقبل القصاص جاء القاتل معترفا بذنبه وهنا طلب الامام علي عليه السلام من ولده حل المسالة فقال الحسن عليه السلام تعطى دية المقتول من بيت المال ويطلق سراح القصاب وعلى ان لا يعود القاتل لمثلها فقيل له كيف حكمت بهذا فقال ان القاتل باعترافه احيا نفس بريئة ومن احيا نفس فكأنه احيا الناس جميعا .
مسالة اخرى اعترضت الخليفة الثاني عند الحج حيث ساله احد الحجيج بانه اصاب بيض النعام فوجد فيها فراخ فشواها واكلها ، عجز عن الجواب واذا بابي الحسن قادم و ولده الحسين معه عليهما السلام وعرضت المسالة عليه فطلب من الحسين عليه السلام الاجابة فقال الحسين تاخذ نياق بعدد البيض وتجامعها مع الجمال وتنتظرها عام فالتي تلد تهب مولودها للكعبة ، فقال الخليفة الثاني قد تمرق الناقة ( أي لاتحمل ) فقال الحسين عليه السلام وقد يفسد البيض . علم الائمة لا شك فيه وهذا من المسلمات بدليل كل حضارات العالم تتبع اثارهم من الاولين والاخرين كما وان التاريخ لم يثبت لنا ان هنالك مسالة ما عرضت على احد الائمة وعجز عن الاجابة عليها ويكفينا مجلس المامون الذي جمع الفطاحل ظانا انهم سيتمكنون من الغلام الامام الجواد عليه السلام فما كان منهم الا الاقرار باعلميته واراد المامون ان يعيد الكرة فنهاها ابن اكثم قائلا لو اعدتها سيزداد علوا بين الملأ يقصد الامام الجواد عليه السلام .
https://telegram.me/buratha