المقالات

آخــــر يوم في حياة شهيد المحراب

1723 15:06:00 2006-07-30

( بقلم شوقي العيسى )

حملتني أقدامي تزيد الخطى عندما لاحت الى ناظريَ منارة عليُ الكرار عليه السلام فجاشت بنفسي أفق البشاره أفق الزيارة عناق الاحبة شجن الغريب للحبيب فزادت الخطى واقشعر البدن وتساقطت الدموع حتى وصلت باب علي عليه السلام أرتمت نفسي وبدني بأحضانه معانقاً إياه بالم وحرقة،،، عتبٌ وشجن يجــول مداه خمسة عشر عاماً من المحن والآلام بعداً عن الوطن،،،،،،، حتى إعتلى الروضة الحيدرية المباركة صلوات كثيرة،، تجذب الساعي اليها فبصرت ماذا هناك وإذا بالسيد الحكيم قد أعتلى منصه قد ركزت ركائزها وسط الروضة الحيدرية لاقامة خطبة وصلاة الجمعة فتخطت أقدامي ذلك الجمع الهائج الكبير وسط الجموع الغفيرة من المصلين لكي أصل الى أقرب نقطة أتمكن بها من النظر الى وجه السيد الحكيم ......

فأبتدأت الخطبة سبقها صمت خيم على الجميع حتى أندرج سماحة السيد الحكيم بخطابه الحماسي والثوري المفعم بروح الابوة والاخوة وروحية رجل الدين بتوصياتة ورجاءه وتمنياتة حتى عرج على المشكلة الامنية التي طالب بها القوات الامريكية بنقل الملف الامني بيد العراقيـين حتى يتمكنوا من إدارة شؤون العراق الامنية،،،،،، وعرج سماحته على وحدة الصف وتماسك الاخوة وتوحيد الصفوف في هذا البلد الذي أمضى عقوداً من الزمن المظلم تحت ظلامات النظام البائد .

حتى أنهى سماحة السيد الحكيم خطبة الجمعة واتجه الى محرابه للصلاة وأمَ المصلين قاصداً الباري عز وجل أن يلهم هذه الامة النصر وحسن العاقبه في أمر دينهم ودنياهم .

وقف السيد الحكيم تحت أشعة الشمس في ذلك اليوم بإحتباسه الحراري يؤم الامة مرشداً وداعيا .

حتى إذا فرغنا من الصلاة وبدأ المصلين بترديد دعاء الفرج للامام اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه ما ان فرغنا من الدعاء فقام سماحة السيد الحكيم مودعاً المصلين ومودعاً ابي الحسن والحسين علي بن ابي طالب عليهم السلام الوداع الاخير في هذه الدنيا وماهي الا لحظات حتى حدث الانفجار الكبير والخطب المريب والفاجعه الكبرى والالم العظيم .....

لحظات لن أنساها لحظات باقيه مدوية صمت مريب يتعقبه هالة من النار وصوت يخترق المسامع ليخدش الآذان ويبرق الانظار موت قادم وصخب عجيب تلاطمُ وتلاطم أفواجُ تتصارخ وأفواج تندب دماءُ تنزف أشلاءُ تتناثر أجسادُ تتطاير بحرُ من الدماء يتلاطم جسم الحكيم ارتفع والى بارئه اندفع ليكون محرابه هو المنبع واسوة بعلي هو المشفع وللعراق شهيداً صار الحكيم الى الله وهناك الملتقى بيوم الجزاء .

حملت نفسي وجرجرت أذيالي وخرجت الى باب القبلة باب الفاجعة الكبرى فالى أين ومن أين أنظر ولهول المصيبة أبصر فصرخت ياحكيم ... ياحكيم .... ياحكيم

ياشهيد .... ياشهيد .... ياشهيد

شوقي العيسى

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك