المقالات

دم الحكيم وعراق الغد

1772 22:15:00 2006-07-25

وايا كانت الجهة التي قامت بتصفية الشهيد الحكيم الا انها كانت تعلم ما يعنيه وجوده الشريف لهكذا عراق في هكذا ظروف وتعلم بانه كان رجل المرحلة بلا منازع ، وهو المقبول عربيا وكرديا وتركمانيا وهو المقبول محليا ودوليا ، وتعلم بانها اي دم زكي سفكت واي رجل عظيم قد قتلت ............ ( بقلم د. حسين ابو سعود )

 مرة اخرى تمر علينا ذكرى استشهاد اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ، تلك الفاجعة الانسانية التي اودت بحياة احد اهم زعماء العراق المعاصرين ، واكثرهم تأثيرا على مجريات الاحداث ، فالسيد الحكيم الى جانب كونه يتمتع بالتواضع الجم والخلق الرفيع والعلم الغزير والنسب الشريف والشجاعة الفائقة كان سياسيا محنكا ، قاد المعارضة العراقية في احلك ظروفها واصعب ايامها ، والمرحلة العصيبة التي نمر بها تفتقد هذه الحكمة وهذه الحنكة السياسية ، وقد ترك فراغا قياديا لا يمكن سده ابدا فالعظماء لا يتكررون ولا يجود الزمان بامثالهم سريعا.

وقد عرفه العالم قطب الرحى بين فصائل المعارضة العراقية واليه كانت تتجه الانظار في القضايا الهامة ويتمتع باحترام الجميع عربا وكردا وتركمانا واقليات ، خاصة وانه لم يكن يؤمن بالطائفية اطلاقا ، بل على العكس من ذلك كان يرعى جميع محاولات جمع الكلمة وتوحيد الصفوف ، وله نشاطات واسهامات جليلة القدر في مجال التقريب بين المذاهب الاسلامية لتحقيق الوحدة الاسلامية الكبرى ، ورعايته لنشاطات التقريب لا تحتاج الى اشارة كونها واضحة للعيان ، وكان للسيد الشهيد اهتمامات جادة بالاقتصاد الاسلامي وحقوق الانسان وقضايا الحكم فضلا عن اصول الفقه وفروعه ، فكان رضوان الله عليه عالما موسوعيا فذا.

ان محاولات الاغتيال التي تعرض لها السيد الحكيم كثيرة ولكنها الكرامة الكبرى حيث ابى الله تعالى الا ان يمن عليه بالشهادة وهو في ارضه وبين اهله وشعبه عند قبر جده المرتضى عليه السلام ، وهذا يذكرني بعميد المنبر الحسيني الشيخ احمد الوائلي الذي صارع المرض العضال سنوات طويلة ، وقد اراد له ربه ان يحيا حتى سقوط الصنم ليدخل العراق بعد طول تغرب وطول وجد وشوق ويموت على ترابه وبين محبيه قرب مراقد الائمة الاطهار الذين قضى عمره وهو يذب عنهم ويدافع عن خطهم القويم بالحكمة والموعظة ، وقد رأى العالم كيف تم تشييعه الى مثواه الاخير من قبل محبيه من اتباع مدرسة اهل البيت عليهم السلام .

وهكذا يختار الله تعالى لعباده المخلصين نهاياتهم المشرفة حيث منّ على السيد الحكيم الشهادة مبلغا اياه اعلى مراتب السعادة ، ومن مثله لا يموت ، وهل يموت الابطال وصناع التاريخ ؟

كلا والف كلا بل هم في القلوب يعيشون وعند ربهم يرزقون .

لقد اورث السيد الحكيم رضوان الله عليه عظم المسئولية اخاه سماحة الحجة السيد عبد العزيز الحكيم وها هو يسير على خطى الشهيد الراحل حاملا الامانة في النفق العراقي المظلم واصلا الليل بالنهار لايصال شعبه وامته الى بر الامان ، على ان ذلك اليوم ليس ببعيد ليهنأ فيه شعبنا بالامن والحرية والاستقرار ولتقر اعين الشهداء وهم في عالم الشهادة في مقعد صدق عند مليك مقتدر بعد ان ضحوا بنفوسهم الغالية من اجل كرامة الوطن والمواطن .

وايا كانت الجهة التي قامت بتصفية الشهيد الحكيم الا انها كانت تعلم ما يعنيه وجوده الشريف لهكذا عراق في هكذا ظروف وتعلم بانه كان رجل المرحلة بلا منازع ، وهو المقبول عربيا وكرديا وتركمانيا وهو المقبول محليا ودوليا ، وتعلم بانها اي دم زكي سفكت واي رجل عظيم قد قتلت . وكان السيد يدعواالى حكم عراقي مستقل وهم انما قتلوه لانهم رأوا الاستقبال الحاشد له في البصرة وكل المدن التي مر بها حتى وصل مدينة النجف الاشرف ، حيث شخصوه رجل المرحلة الاوحد و مازالت مؤامرة اغتياله مستمرة لحد الان من خلال مسلسل القتل العشوائي للابرياء في جميع مناطق العراق الجريح ، حيث ان الحكيم مازال يخيفهم وهو في العالم الاخر وان شهادته سيأتي بالثمر المطلوب على شكل عراق حر أبي عاجلا ام آجلا .

ويتوجب على الدولة عدم الاكتفاء باطلاق اسم الشهيد الحكيم على عدد من الشوارع الرئيسية بل اطلاق اسمه المبارك على العديد من المؤسسات والجامعات تكريما له مع ان مسئولية التكريم الحقيقي يقع عل عاتق انصاره ومحبيه والسائرين على نهجه بالالتزام الكامل بخطه القويم والعمل على تحقيق ما كان يصبوا اليه الشهيد وهو بناء عراق جديد مزدهر مستقر ينعم بالامن والامان ويتمتع باحترام شعوب العالم .

ويعد السيد الحكيم طاب ثراه بحق وحقيقة سيد شهداء زمانه . فسلام عليه يوم ولد ويوم تناثرت اشلاءه قرب ضريح جده المرتضى ويوم يبعث حيا بدمائه ومظلوميته .

وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون ، والعاقبة للمتقين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك