ماجد الشويلي ||
2023/9/20
مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي
يبدو أن قيادات القوى الاسلامية في العراق بمختلف صنوفها وأشكالها ، تجنح للاستئثار بحق التنظير واحتكار صياغة الايدلوجية الخاصه بتشكيلاتهم .
رغم أن متبنياتهم وعقائدهم واحدة بحسب الظاهر .
ولكن بحكم التباين في الطاقات والإمكانيات ، وبحكم خلفيات المرتكزات الذهنية لكل طرف منهم ، فإن قراءاتهم
وتفسيراتهم بل وفهمهم لتلك المتبنيات ستكون متفاوتة الى حد بعيد.
خذ مثلا عقيدة قوى المقاومة (بولاية الفقيه) فرغم أن الجميع يصرح بإيمانه بها ، إلا أن الغور في عمق فهمهم لها يكشف لنا تباينات كبيرة تصل الى حد التقاطعات ولربما التناقضات أحياناً.
وهذه الاختلافات في الرؤى نجم عنها مواقف غير متماثلة بالمرة.
وليس لهذا الأمر الا منشأ واحد
هو الاختلالات البنيوية في معرفة ولاية الفقيه على صعيد المفهوم والمصداق معاً دون أن نشكك بحسن النوايا.
لكننا نتحدث على صعيد النتيجة العملية وهي عين ما يحصل في الخارج.
إن مساحة التنظير في إطار الايمان بولاية الفقيه لاينبغي لها أن تخرج عن حدود مايطرحه الولي الفقيه، والا لتقاطعت مع مايطرحه ويوصي به بالضرورة.
لجهة أن الكثير مما يطرحه الولي الفقيه
يأخذ حكما شرعياً ، بل إن الأساس في ولاية الفقيه هو الدور القيادي والارشادي الذي يأخذ طابع الالزام بطبيعته.
فضلا عن البعد الأمني والأخلاقي والثقافي والتكاليف الشرعية بين ثنايا كلماته.
والحقيقة التي لايمكن اخفاؤها أن جذور هذه الظاهرة تنظير القيادات السياسية ناشئة من تأثر الأجواء الشيعية العامة والخاصة بالإمام الخميني(رض) وحركة السياسية الثورية.
وسواء رُفض هذا القول أم تم الاقرار به فان هذه هي الحقيقة شعروا بها أم لم يشعروا.
فقد تركت منهجية الامام الخميني(ص) وماتحقق على يديه من منجز عظيم أثر بالغ في اعماق جميع الحركيين حتى من غير المسلمين فكيف بالحركات الاسلامية الشيعية؟
قطعا ويقيناً الكل بات يتطلع وينشد (الخمينية) اذا جاز التعبير.
في حين أن (الخمينية )قد تجلت بشكل واضح وجلي في منهجية سماحة السيد حسن نصر الذي لم يستقل بفكره ولم ينفصل بمتبنياته عن فكر الامام الخامنئي(اعزه الله) وانما كان يؤسس على ما يطرحه قائده ويبني عليه مواقفه .
فكان هذا الأمر مدعاة لتمتع خطاب السيد حسن (اعزه الله) بكثافة عالية من الوعي والدقة والمصداقية والتشخيص الصائب.
وكان سببا لوجود أمة مرتبطة بالقيادة الربانية من جهة ، ومن جهة أخرى ممتدة افقياً مع جميع من يؤمن بتلك القيادة.
في حين أن التنظير المنفصل أو المنفك عن رؤية القيادة الربانية من شأنه أن يولد مشاحة عميقة في الوسط الولائي فضلاً عن الاطار الاسلامي العام.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha