يوسف الراشد ||
جهاد النفس هو اسمى واغنى واغلى واصعب الوسائل التي من خلالها يستطيع الفرد ان يمتحن نفسه فان قدر عليها هانت عليه باقي الامور الاخرى وقدر على قيادة نفسه والانطلاق في قيادة باقي الحواس والجوارح الاخرى وان صعبت عليه لاسامح الله فقد فشل في الامتحان واصبح رهين الهواة والهفوات والملاذات والمغريات ومن هنا فان التظاهر بالمعرفة والفهم والعرفان يحتاج الى اختبار السلوك والتصرف وهل هو في الطريق المستقيم ام هو مع الزلات والمهالك .
واليوم كل اهل العراق في اختبار وامتحان وكيفية التعامل مع ظيوف الامام الحسين ع الذي يفيق عددهم عدد حجاج بيت الله الحرام وهم يتوافدون من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ومن الدول المجاورة والدول الاسلامية الاخرى والذي تجاوز عددهم حتى الان مايقارب مليونين ونصف زائر ولم يبقى على موعد الزيارة الا ثمانية ايام والعدد في تزايد وقد غصت المنافد الحدودية والمطارات في استقبال الاعداد المتزايدة .
ان الضغط الجماهيري والتظاهر المليوني للحشود البشرية تاتي بنتائج ايجابية فمن الممكن استثمار هذه الحشود المليونية وتوجيهها التوجية الصحيح والمنظم والسيطرة عليها لاشاعة ونشر مبادىء الحق والعدالة والاسلام التي ضحى من اجلها الامام الحسين او توجهه هذه الحشود من خلال اشاعة ثقافة زرع الاماكن التي يمرون عليها لزيادة المساحات الخصراء وتنظيم الطرق والممرات او المساهمة والمشاركة في اقامة الندوات والارشادات والتوعية الدينية واستثمار الشعائر الحسينية والاستفادة من ثورة الامام الحسين .
نعم والحمد لله فقد نجح اهل العراق بهدا الاختبار وفاق كل التوقعات واصبح مظرب مثل للداني والقاصي والبعيد والقريب والصديق والعدو فقيمة الكرم قد فاقت كل القيم انها ايام الحسين وبركات الحسين التي احيت الضمائر ويتجدد العهد معها كل عام وتصبح ميزة اهل العراق فالبيوت والجوامع والاماكن كلها تحي الزارين ونفتح القلوب قبل البيوت وهي تردد هلا بزوار الحسين من اقصى الشمال ومن اقصى الجنوب حتى تصل الى كربلاء الاحرار ع .
ان الله عزوجل قد حبا العراق هذه المشاهد المباركة والاماكن المقدسة لتعطي هذه الميزة وينفرد بها اهل العراق عن باقي البلدان حتى ظهور الامام المهدي عجل الله فرجه ليقود الراية وياخذ بثار الامام الحسين ع وينشر راية العدل والامان وتبقى هذة الطقوس والشعائر تميز العراق وتمارس كل سنة وكل عام .....ويبقى الامام الحسين حسين الاحرار ومصباح هدى وسفينة نجاة .
https://telegram.me/buratha