ماجد الشويلي ||
2023/8/14
مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي
في تصريح فج لايخفي تورط ممثلة الأمم المتحدة بانخراطها في تنفيذ الاجندة الامريكية في العراق ، زعمت
السيدة بلاسخارت؛(( أن مصطلح (الجندر) مقبول عالميا وحظره لن يساعد باستقرار العراق))
ولأجل الوقوف على ماينطوي عليه هذا التصريح من تحديات ومخاطر جمة على الشأن العراقي ، لابد لنا من وقفة تحليلية لابعاد هذا التصريح ومبتغياته كمايلي
1- تبين أن (الجندر) ليس مجرد مصطلح مرادف للجنس وانما هو مفهوم لثقافة ونمط سلوك مغاير تماما لما عليه المألوف من سلوكيات المجتمعات البشرية المسترسلة بفطرتها التي جبلت عليها.
والا فمن غير المعقول أن يؤدي حظر مصطلح معين الى زعزعة استقرار دولة كاملة العضوية في المنظومة الدولية.
وقديما قالوا
((لامشاحة في المصطلحات))
2-إن لغة التهديد المبطن هذه لم توجه لأية دولة أخرى في العالم غير العراق !!
وهو إن نم على شئ فانما ينم عن الاستخفاف بهذا البلد العريق والازدراء بأهله وهويته الاسلامية وسيادته الوطنية .
ومن غير المعقول أن تنبري ممثلة الامم المتحدة الى التلويح بالعصا الغليظة
لبلد تقتصر مهمتها فيها وبناء على طلبه على ((تعزيز الحوار السياسي الشامل والمصالحة الوطنية والمجتمعية: بالمساعدة في العملية الانتخابية وتيسير الحوار الإقليمي بين العراق وجيرانه وتعزيز حماية حقوق الإنسان والإصلاح القضائي والقانوني)).
في حين أنها تعلم جيداً الطريق لارغام العراق على الالتزام بتعهداته الدولية
في المعاهدات التي انضم اليها
(وهو ماترمي اليه) يكون باللجوء الى المحاكم الدولية التي من شأنها البت بهذه التفاصيل.
3- من الواضح أن الولايات المتحدة تعول كثيراً على جندرة المجتمع العراقي وتغيير هويته الدينية والثقافية كبديل
للحرب الصلبة وكلفتها الباهظة وعدم جدوائيتها بترويض المجتمع العراقي. بل على العكس فانها تسهم بتعزيز وحدته وتماسكه كما حصل بعد الهجوم الداعشي عليه.
4- ياتي هذا التصريح في سياق الحملة الشعواء ضد الشعب العراقي وقيمه الأصيلة ، والتي ابتدأت بحرق القرآن الكريم في محاولة لارغامه على تقبل ثقافة الجندر بما تنطوي عليه من مضامين منافية للفطرة الانسانية
5- نحن لانستبعد ان من جملة الاسباب والدوافع للتحركات العسكرية الامريكية الاخيرة على الحدود مع سورية هو الضغط على الحكومة العراقية لارغامها على تقبل الانخراط بمشروع الجندر والذي يشكل
بمجمله نافذة لولوج العراق الى خانة التطبيع .
فالخصوصية العراقية ترفض بطبيعتها التماهي مع التطبيع بشكل دفعوي مالم يحصل تغيير في البنية
العقائدية والفكرية للمجتمع بشكل تدريجي من الجندرة الى الابراهيمية
وصولا الى التطبيع النهائي
6- من المتوقع أن تعمد الولايات المتحدة الى الضغط على العراق بشتى الوسائل وفي مقدمتها رفع سعر الدولار
وتحريك المجاميع الداعشية
واثارة الشارع ،ولربما الذهاب الى مقاضاة العراق في المحاكم الدولية بذريعة تنصله عن التزاماته الدولية
المتعلقة بحقوق الانسان.
7- لم يكن الرفض الشعبي لثقافة الجندر ليأخذ هذا الصدى الأممي
لولا الزخم الكبير الذي ولدته المؤسسة
الدينية متمثلة بخطباء المنبر الحسيني ووكلاء المرجعية الدينية العليا
والنخب الثقافية والسياسية الحرة في هذا البلد
8- يبدو ان ممثلة الامم المتحدة باتت تشعر بحرج كبير وتقف امام تحدٍ واقعي
في هذا البلد الذي تمكن شعبه من تثبيت هويته الاسلامية بينما كانت التقارير الملفقة وبعض منظمات المجتمع المدني المرتبطة باجندات مشبوهة تحاول ايهام الرأي العام الدولي بتخلي العراق وشعبه عن هويته الاسلامية واستعداده لتقبل الثقافات الغربية .
نعم فقد كانت بعض التقارير الملفقة التي تصل الامم المتحدة
على لسان بعض النشطاء المدنيين
تؤكد لهم استعداد الشعب العراقي
لتقبل ثقافة الجندر .
ولكن ماحدث كما اشرنا شكل صدمة قوية لممثلة الامم المتحدة وافقدها توازنها حتى صدر منها هذا التصريح المستهجن
9-ان هذا التصريح يؤكد لنا ان امريكا اسقط ما في ايديها ولم يعد بوسعها فعل شئ امام تمسك الشعب العراقي بدينه وقيمه واعرافه النبيلة.
وهو ما يدعونا الى الوحدة والتماسك والالفة بين جميع اطياف الشعب لتخطي ما سيضعونه في طريقنا من عوائق وعراقيل ومايخلقونه من فتنة
10- هذا التصريح يؤكد بشكل لايدع مجال للشك من أن الولايات المتحدة
ستستعمل ورقة المساومة هذه مع اي حكومة قادمة اخرى.
اما ان تنصاعوا لاوامرنا وتنخرطوا في مشاريعنا الالحادية الانحرافية أو تجابهوا ضغوطاتنا اللا انسانية.
https://telegram.me/buratha