قاسم ال ماضي ||
"الْجَمَلُ"...
الْجَمَلُ ذَلِكَ الْحَيَوَانُ الَّذِي رَافَقَ الْعَرَبَ مُنْذُ زَمَنٍ بَعِيدٍ، فَهُوَ أَفْضَلُ وَسِيلَةِ نَقْلٍ وَتَنْقَلُ لِخَصَائِصِهِ الَّتِي مَنَحَهَا اللَّهُ لَهُ مِنْ تَحَمُّلِ الْعَطَشِ وَالْحَرِّ الشَّدِيدِ وَقُدْرَتِهِ عَلَى تَخْزِينِ الطَّعَامِ وَالْمَاءِ فِي جِسْمِهِ لِاسْتِخْدَامِهِ فِي مَا بَعْدَ حِينِ يَطُولُ السَّفَرُ وَيَقِلُّ الْعُشْبُ وَيَبْعُدُ الْمَاءُ وَكَذَلِكَ قُدْرَتُهُ عَلَى تَحَمُّلِ الِاثْقَالِ، بِالتَّالِي كَانَ أَفْضَلَ وَسِيلَةٍ لِنَقْلِ الْبَضَائِعِ التِّجَارِيَّةِ بَيْنَ الْبُلْدَانِ وَقَدْ جَاءَ ذِكْرُهُ فِي الْقُرْآنِ الْمَجِيدِ قال تعالى: {أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَتَغَنَّى بِهِ الشُّعَرَاءُ وَقَدْ ذُكِرَ فِي كَثِيرٍ مِنَ امْثَالِ الْعَرَبِ وَقِصَصِهِمْ وَكَانَ لَهُ الشَّرَفُ بِحَمْلِ الْأَنْبِيَاءِ وَالِاوْصِيَاءِ وَمِنْهُمْ رَسُولُ (اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) وَمِنْ الطَّبِيعِيِّ أَنْ يَكُونَ لَهُ مَكَانُهُ فِي تَارِيخِ الْامَةِ وَقَدْ شَارَكَ فِي الْكَثِيرِ مِنْ أَحْدَاثِ التَّارِيخِ الْإِسْلَامِيِّ بَعْدَ عَهْدِ الرَّسُولِ الْخَاتَمِ (ص) بِأَحْدَاثٍ مُخْتَلِفَةٍ كَانَ الْبَعْضُ مِنْهَا مَنْ اشْدَّ الْفِتَنَ عَلَى الْامَّةِ... وَمِنْ الِالْتِفَاتِهِ امْتَطَّتْهُ إِحْدَى زَوْجَاتِ النَّبِيِّ (ص) حِينَ خَرَجَتْ عَلَى إِمَامِ زَمَانِهَا، .. حَتَّى أَنَّ تِلْكَ الْوَاقِعَةَ سُمِّيَتْ بِإِسْمِهِ (مَعْرَكَةَ الْجَمَلِ أَوْ وَقْعَةِ الْجَمَلِ) فَإِقْتَضَى عَلَى الْامَامِ عَلَيَّ (عَ) اخِّمَادُ تِلْكَ الْفِتْنَةِ وَحِفْظٌ لِلرَّسُولِ قُدْسِيَّتَهُ حِينَ رَدَّ الْجَمَلَ وَرَكِبَهُ بِمَوْكِبِ نِسَاءٍ مُتَنَكِّرِينَ بِزِيِّ الرِّجَالِ.
وَفِي مَرْحَلَةٍ أُخْرَى مِنْ اخْطَرِ الْمَرَاحِلِ الَّتِي مَرَّتْ بِهَا الَامَّةُ الْإِسْلَامِيَّةُ حِينَ كَشَّرَ آلِ امِيَّةَ عَنْ اقْبُحْ وَجْهٍ لَهُمْ حِينَ مَرَاحِلُ الْامَةِ اقْبَحْ وَجْهٌ لِبَنِي امْيَةَ حِينَ ارْدُو الثَّائِرِ لَاشَخَهُمْ فِي بَدْرٍ فَكَانَ الطَّفُّ
وَقَدْ كَانَ لِلْجَمَلِ صُورَتَيْنِ فَفِي الَاوَلَى بِشَكْلٍ رَمْزِيٍّ حِينَ قَالَ ابُو عَبْدَالِلَّهِ الْحُسَيْنُ لِاصْحَابِهِ وَاهِلُ بَيْتِهِ هَذَا الْيَلُّ قَدِ اقْبَلْ عَلَيْكُمْ فَتَخِذُوهُ جَمَلٌ ايِ امْتَطُو ضَلَامَ الْيَلِ يَكُونُ لَكُمْ مُرْكَّبٌ كَالْجَمَلِ لِنَجَاةً بِنَفْسِكُمْ وَلَكِنْ كَانَ الْجَوَابُ فَوْزَ فِي وَفِي الِاخْرِهِ حِينَ قَالَ اصْحَابُ الْحُسَيْنِ وَاللَّهُ يَابْنُ رَسُولِ اللَّهِ لَوِ انْنَا نُقْتُلُ تَمَّ نَحْرُقُ ثُمَّ نَذَرَ فِي الْهَوَاءِ الْفَ مَرَّهُ مَاتَرَكْنَاكَ حَتِّئْ نَقْتُلُ دُونَكَ فَالِيَةً مِنْ جَوَابِ جَوَابِ خَلَدَهِ التَّارِيخُ بِخَوْلَدِ الْحُسَيْنِ (عَ) كَيْفَ لَا وَفِيهِمْ حَبِيبٌ ذَلِكَ الشَّيْخُ حَتِئٌ قَالَ الشَّاعِرُ دَخَلَ الْحَرْبَ حَبِيبٌ وَهُوَ فِي طَورِ الْمَشِيبِ وَفِيهِمْ مُسْلِمٌ ابْنُ عَوْسَجِهِ الَّذِي اوْصِئَ رَفِيقَهُ حَبْيَيْبَ وَهُوَ فِي اخْرِ رَمَقٍ فَقَالَ اوْصُوَيْكَ بِهَاذَاانَ تَقْتَلُ دُوتُهُ وَاشَارَ الئُّ الْحُسَيْنُ (عَ)وَفِيهِمْ وَفِيهِمْ مِنْ خَيْرِ اصْحَابٍ كَمَا وَصَفَهُمْ ابْنُ الرَّسَّالِهِ حِينَ قَالَ مَارَيْتُ اصْحَابَ مِثْلُ اصْحَابِي وَلَااهِلُ بَيْتَ ابْرٍ مِنَ اهْلِ بَيْتِي سَلَامٌ عَلَيْهِمْ فِي كُلِّ حِينٍ وَكُلَّمَا سَلَّمَ عَلَئُ الْحُسَيْنِ حِينَ تَقُولُ السَّلَامُ عَلَئَ الْحُسَيْنُ وَعَلَئَ اصْحَابُ الْحُسَيْنِ
وَفِي الْحَالِهِ الثَّانِيَةِ الَّتِي كَانَ لِلْجَمَلِ فِي مِلِحَّةِ الطَّفِّ حِينَ حَمَلَ مَاتَبَقَئَ مِنَ اهْلِ الْحُسَيْنِ بَيْتَ الرِّسَالَةِ عَلِئَ تِلْكَ الْجَمَلَ الْهَزِيلَهُ امْعَانَا فِي ايِّذَائِهِمْ وَفِيهِمُ الْامَامُ السَّجَّادُ وَعَقْلَيْهِ الطَّالِبَيْنِ زَيْنَبُ الْكِبْرُئُ
فالسَّلَامُ عَلَئَ الْحُسَيْنِ وَعَلَئَ عَلِيَّ ابْنُ الْحُسَيْنِ وَعَلَئَ اصْحَابَ الْحُسَيْن
الواح طينية، قاسم ال ماضي، مَرَاحِلُ الْامَةِ
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha